افتتح مركز “السياسات من أجل الجنوب الجديد” “Policy Center for the New South” أبواب مقره الجديد الكائن بحي الرياض، أمام عدد من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، مساء ليل أمس الخميس، وذلك للتعريف أكثر بالمركز وطبيعة اشتغاله ورؤيته ومهمته وكذا القضايا التي يعمل عليها. وخلال اللقاء الذي جمع الصحفيين بالمشرفين على المركز، استعرض كريم العيناوي، رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، عددا من الأنشطة والأبحاث التي يقوم بها المركز الفكري، مبرزا أن الأخير يستند على الأبحاث المستقلة التي تنتجها شبكة من الشركاء والخبراء المرتبطين به، والتي تنخرط في إيجاد الحلول التي تركز على روح المصلحة العامة بالاستناد إلى أرضيات التبادل والمناقشة المفتوحة والشاملة. وأورد العيناوي، أن المركز يصدر بشكل منتظم ملفات ومذكرات توجيهية وكتب وتقارير وغيرها من الوثائق تتطلب النهوض بالمنظور الجنوبي في معالجة القضايا، مضيفا أن المركز يلعب دورا استشاريا في مجال السياسات العمومية والخاصة كما يستكشف ويجرب التنفيذ الملموس لتلك السياسات ميدانيا بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية. ويستضيف المركز، وفق ذات المتحدث، ملتقيات كبرى ومؤتمرات داخل وخارج أرض الوطن، إذ يجمع فيها كبار صناع القرار والمفكرين لتبادل المعارف والخبرات في جو مفتوح وبناء. “ويتوفر المركز على خبراء ومجموعة من كبار الباحثين المشاركين الذين يساهمون بانتظام في أهدافنا البحثية ويغني هؤلاء الخبراء أرضية التبادل بالمعارف والخبرات بغية تحسين قدرات تحليل السياسات الاقتصادية والعلاقات الدولية كما يشاركون في الانتاج التحليلي للمركز”، يورد العيناوي. وبخصوص مجالات البحث، تطرق ذات المتحدث إلى أربع مواضيع أو تحديات، أولها الفلاحة والبيئة والأمن الغذائي معتبرا أن هذا البرنامج يرتكز على مقاربة شمولية تتناول أولويات القطاع الفلاحي والتغيرات المناخية والحفاظ على البيئة وتأثير النمو السكاني. فيما تحدث في الموضوع الثاني عن التنمية على المدى الطويل، قائلا إن هذا البرنامج يسعى من خلال التركيز على المستوى الماكرو اقتصادي إلى تعزيز محركات النمو والقدرة التنافسية والابتكار من منظور وطني وإقليمي ودولي. أما الموضوع الثالث، فتطرق إلى الجيوسياسة والعلاقة الدولية وتعاملها مع أهم التحديات الجيوسياسية الدولية الرئيسية، مثل الدفاع والأمن والطاقة والاستراتيجية البحرية كما تتطرق لتموقع المغرب في محيطه الجيوستراتيجي. والموضوع الرابع تمحور حول اقتصاد المواد الخام وسبل تمويله، وعلى أهمية الطاقات المتجددة ومراكز الإنتاج والاستهلاك وكذا على دور الفاعلين في هذه الأسواق. ويسعى المركز إلى أن يكون حاضنا للأفكار ومصدرا استباقيا للتفكير الاستشرافي، وذلك من خلال تقديم مقترحات إجرائية وتدابير مختلفة موجهة للسياسات العمومية في المغرب، كما أنه يخلق طرقا جديدة للتعاون بين الباحثين وصناع القرار من منظور الجنوب. وتخلل ذات اللقاء عرض 12 خبيرا وباحثا مواضيع بحوثهم المتعلقة بقضايا رئيسية في مجال الاقتصاد والهجرة والسياسات والعلاقات الدولية التي تعتبر ضرورية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب وعلى نطاق أوسع في القارة الإفريقية. ويذكر أن المركز الذي غير اسمه من مركز الدراسات والأبحاث، التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، “ocp policy center” إلى اسمه الحالي، هو مؤسسة فكرية مغربية تهدف إلى المساهمة في تبادل المعارف وإثراء التفكير المتعلق بالقضايا الرئيسية في مجالات مختلفة تهم المغرب وإفريقيا.