أقرّ الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، بفشله في تدبير التنظيم الحزبي، والسير به نحو الهاوية، معترفاً أنه “بدون لف أو دوران أقرّ بأننا نعيش أزمة بمعنى من المعاني. ولكنني أقر في الوقت نفسه بأننا قادرون على تجاوزها بالوعي والإرادة والالتحام والمسؤولية”. وأكد حكيم بنشماش، في كلمة ألقاها صباح يوم الأحد 05 ماي الجاري، خلال انعقاد أشغال الدورة الرابعة والعشرون للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة بقصر المؤتمرات سلا، أنّ “الحزب يقف اليوم على عتبة مفترق الطرق”، مخاطباً أعضاء “برلمان الحزب” بالقول: “أتحسس وأرى أمامي طريقين لا ثالث لهما: طريق الانحدار التدريجي وهذا ما لا نرضاه ولا نريده وما سوف نكافح من أجل ألا يحدث، وطريق انبعاث جديد وهذا ممكن وممكن جدا ومطلوب بإلحاح شريطة أن نتحمل مسؤوليتنا أمام الله وأمام الوطن وأمام من وضعوا يوما ثقتهم في هذا المشروع”. واعترف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بأن الحزب فتح أبوابه على مصاريعها “لكل من هب ودب في عالم كسب الأصوات الانتخابية مهما كان الثمن وتقاعسنا عن البحث النظري واحتقرناه وأحجمنا عن التكوين والتأطير للأجيال الجديدة من الملتحقين بصفوفنا وابتعدنا عن مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير أمورنا الداخلية”، مؤكداً أن قيادة الحزب “تركت المنتخبين بلا بوصلة ملائمة في مجال تدبير تحالفاتهم بل وأساسا في مجال تدبير وحل مشاكل المواطنين وتخلينا عن وعودنا فيما يتعلق بسياسة القرب”. وأكد أن سياسة التقاعس التي نهجها في تدبير حزب الأصالة والمعاصرة، أدت “بالمواطنين إلى تشكيل نظرة عن حزبنا لا تشبه في شيء ما وعدناهم به بل هي نظرة تصنفنا اليوم ضمن نفس النسق الحزبي المُرَاد تأهيله كي يتماشى مع المرحلة التاريخية اليوم في بلادنا وفي بلاد الجوار”. واعتبر حكيم بنشماش، أن كل هذا تزامن مع “تصرف عدد من الفاعلين الحزبيين الذين تنقصهم الحجة والحضور والامتداد التاريخي فيتخصصون في انتظار الإشارات وفي ادعاء “القرب” وفي ضرب مبدأ تحمل الفاعل الحزبي والمؤسساتي للمسؤولية في الصميم عن طريق ادعاء أن كل ما يتم إنجازه في المغرب يعود حصرا إلى المؤسسة الملكية، فإننا نقف على حقيقة مفادها أن هؤلاء لا يعنيهم تقدم نظامنا السياسي في توسيع مسؤولية القرار والتدبير السياسيَيْن ومن ثمة إعطاء معنى للمحاسبة، بقدر ما تعنيهم استراتيجية القرب المريح الذي يهم مصالحهم الضيقة قبل مصالح المواطنين، لا يهمهم في ذلك إذكاء الجدالات المستحكمة العقيمة وسط الأغلبية الحكومية الحالية مع ما يحدثه ذلك من ضبابية لدى المواطن تزيد من عزوفه عن العمل السياسي، بل وكرهه للسياسة والسياسيين”. وخاطبَ الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أعضاء المجلس الوطني للحزب، ملتمساً منهم “الحرص على أن تظل جذوة الثقة متقدة: الثقة في أنفسنا وفي بعضنا البعض، والثقة في قدرة بلدنا على مواجهة الصعاب والتحديات كما كانت دوما على مدى تاريخها الطويل والممتد”.