وصلت المغامرة البريطانية اليس موريسون إلى مصب وادي درعة بإقليمطانطان الأربعاء الماضي بعد رحلة دامت ثلاثة أشهر عبرت فيها واد ي درعة من منابعه في سفوح جبال الأطلس الكبير ضواحي دادس بورزازات إلى المصب على المحيط الأطلسي قرب مدينة طانطان، وقطعت مسافة تقدر ب1200 كيلومتر مشيا على الأقدام. وقد انطلقت هذه الصحفية والكاتبة بداية شهر يناير الماضي بمساعدة الخبير الفرنسي في تنظيم الرحلات السياحية الصحراوية جون بيير داتشاري من إقليمورزازات، وفقا لما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء. وأكدت هذه الرحالة في تصريح لذات الوكالة أن الرحلة، من بدايتها إلى نهايتها، تمت بالطريقة التقليدية، مشيا على الأقدام مع فريق من ثلاثة مرافقين من العارفين بمسالك المنطقة، وعلى خطى القوافل، مضيفة أنها استعانت بخمسة جمال لحمل الأمتعة والأغراض الضرورية، وبأشخاص يتحدثون الأمازيغية. وعبرت القافلة، تضيف في ذات التصريح، واحات ووديان وقرى على طول مسار الرحلة الطويل، وتمكنت من اكتشاف الكثير من المعالم التاريخية والقصورالقديمة على ضفاف وادي درعة، حيث حرصت على توثيق كل مراحل رحلتها عبر الشبكات الاجتماعية. وتماهت موريسون، كما تقول، مع حياة الرحل وثقافة الترحال ومع روعة الطبيعة والفضاء الجغرافي الشاسع لمنطقة درعة وجبال باني، مؤكدة أن الرحلة ببساطة “كانت رائعة وممتعة جدا”. وقالت “لقد اكتشفت مناطق في المغرب لأول مرة”، التي اعتبرتها “جنان ساحرة وسط الصحاري”، دون أن تغفل كرم الضيافة الذي غمرها به وفريقها الرحل الذين يستضيفونها في خيامهم طيلة الرحلة ويشاركونها طعامهم ومياههم. ولم تخل هذه الرحلة، تقول موريسون، من صعوبات وعقبات منها “ارتفاع درجة الحرارة في المراحل الأخيرة، إضافة إلى المسالك الصخرية الصعبة التي اجتازتها القافلة، وكذا قوة الرياح". وبعد وصول القافلة، بعد ثلاثة أشهر من المغامرة، إلى مصب وادي درعة بشواطئ المحيط الأطلسي بإقيلم طانطان، لم يفت الرحالة موريسون أن تشيد بالاستقبال الذي خصصته السلطات المحلية بطانطان لها ولفريقها المرافق لها. وعبرت موريسون في ذات التصريح عن سعادتها “البالغة” بعد ربح هذا التحدي وتحقيق حلمها بالمشي من منابع وادي درعة إلى مصبه لا سيما وأنه يعد من أطول الأودية المغربية. وسبق لأليس موريسون، وهي كاتبة صحفية ورحالة ومقيمة بالمغرب منذ سنوات وتتحدث اللغة العربية، أن قامت برحلات ومغامرات مماثلة داخل المغرب وخارجه، كان آخرها رحلة من المغرب إلى مدينة تمبكتو بمالي، التي دونت أطوارها وحوادثها في كتاب تحت عنوان من “المغرب إلى تمبكتو: مغامرة عربية”، الذي حولته هو أيضا إلى شريط وثائقي، عرض على القنوات البريطانية.