لازالت صفقة تدبير قطاع النقل الحضري بمدن الرباط- سلا- تمارة، المسيرة من قبل حزب العدالة والتنمية، تعرف الكثير من الارتباك، وسوء التسيير الأمر الذي جعل هذه الصفقة تؤخر استفادة ساكنة المدن الثلاث من خدمة الحافلات الجديدة. إذ رغم تصريح كل من جامع المعتصم رئيس جماعة سلا ورئيس مؤسسة التعاون العاصمة المكلفة بتدبير قطاع النقل العمومي عبر الحافلات، وعبد اللطيف سودو نائب عمدة مدينة سلا والمستشار الجماعي عن حزب العدالة والتنمية، ومحمد الصديقي عمدة مدينة الرباط، بأن الحافلات ستخرج للوجود بداية سنة الحالية، إلا أن هذه الحافلات لم يكتب لها أن ترى النور بعد. وفي هذا الصدد، كتب عبد اللطيف سودو، نائب عمدة مدينة سلا عبر حسابه على موقع “فيسبوك” مؤخرا، بأن المدن ستستقبل حافلات جديدة من طرف شركة “ألزا” و”سيتي باص”، ابتداء من شهر أبريل ويونيو، مشيرا إلى أن “عملية صناعة 350 حافلة قد انطلقت، مضيفا أن الأمر يتعلق ب”صناعة 50 حافلة من نوع “Mercedes benz” من حجم 18 مترا ستكون جاهزة قبل متم شهر يونيو 2019″. إلا أن العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والمتتبعين للشأن المحلي أكدوا أن الجماعات المسيرة من قبل البيجيدي لن تلتزم بهذه المواعيد، نظرا للتعثر الذي تعرفه الصفقة. وسبق لجامع المعتصم الذي يشغل أيضا منصب مدير ديوان حكومة سعد الدين العثماني، أن برر هذا التأخير بكون دراسة العروض التقنية لملفات الشركات، أظهرت وجود أرقام غير مستندة على الواقع الفعلي، “بما يعنيه ذلك من نفخ بعض البيانات والأرقام، وهذا ما دفع بنا”، يقول معتصم، “إلى التريث في دراسة الملفات التقنية”. وبحسب المتتبعين، فإن تأخير خروج الحافلات إلى الوجود يتم في وقت تشتد فيه أزمة النقل الحضري بمدن الرباطسلاتمارة والصخيرات، ويكابد فيه مواطنو هذا القطب مرارة مشاكل ومعاناة التنقل على مختلف المستويات والأصعدة والمتمثلة أساسا في النقص الهائل في وسائل النقل العمومي، وحافلات نقل حضرية مهترئة وغير لائقة والاكتظاظ وتنامي النقل السري وما يترتب عليه من مشاكل توصف بالكارثية، وهو الأمر الذي جعل الجميع يترقب الإعلان عن خروجهم لأرض الواقع.