قال الكاتب والصحفي جمال المحافظ، إن كتابه الذي اختار له عنوان “الصحفيون المغاربة والأداء النقابي في الإعلام: السياق والتحول” يتضمن وثائق نادرة تنشر لأول مرة حول الصحافة، كما يستند على دراسة ميدانية حول اتجاهات وتمثلات الصحفيين المهنيين، وحول إشكالية العمل النقابي في الوسط الصحفي والإعلامي. وأوضح المحافظ، في ندوة خُصصت لقراءة من زوايا متعددة للكتاب المذكور، نظمها كل من نادي الصحافة في المغرب والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، اليوم الأربعاء 13 مارس 2019 بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، في أن الهدف من تأليف كتاب يهتم بالصحافة وعلاقته بالعمل النقابي، هو هدف يرمي إلى ملء النقص الحاصل في الكتابات حول الإعلام والاتصال، خاصة تلك التي تمنح من الرابط الجدلي بين النظرية والممارسة، ثم البحث عن آليات متجددة تمكن الصحفيين من مختلف الأجيال من الاطلاع على ذاكرة الصحافة والتحديات التي شكلت مصدر انشغال في الماضي والوقت الراهن. وأضاف المحافظ أن الاشكالية الرئيسية التي يعالجها في كتابه، تكمن في البرهنة على التفاعل القائم بين الحقل الصحافي والإعلامي والوضعية السياسية والاجتماعية والثقافية، مشددا على أنه تطرق إلى الحديث عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية باعتبارها جزء غير يسير من مسار التاريخ المغربي، كما أنها ساهمت في تطوير المهنة وأخلاقياتها، وفي نفس الوقت ظلت منشغلة بالدفاع عن حرية وقضايا الصحافة والصحفيين. من جانبه، أورد رئيس المجلس الوطني للصحافة، يونس مجاهد، في مداخلة له، أن الكتاب هو مناسبة للحديث عن تاريخ الصحافة في المغرب، وميلاد النقابة الصحافة الوطنية التي تمخضت من أجل النضال حول حريات التعبير والصحافة، مؤكدا أن الأخيرة مدرسة عايشت مراحل وفترات مهمة في تاريخ المغرب منذ الاستقلال، إلى جانب تأسيس نادي الصحافة الذي لعب دورا مهما موازاة مع النقابة ، حيث أصبح إصلاح قوانين الصحافة من بين أولويات العمل النقابي. وتطرق مجاهد في ذات المداخلة للحديث عن المجلس الوطني للصحافة الذي يترأسه، معتبرا إياه أداة للدفاع عن المهنية والاستقلالية، سيمكن من تحسين العمل الصحفي، سيما بعد المصادقة على أول ميثاق لأخلاقيات المهنة من طرف المجلس، مؤكدا أن الدول، وليس المغرب فقط، عليها أن تدافع عن الصحافة من منظور أنها مؤسسة عمومية الهدف منها النهوض بالمجال الصحفي وأوضاع الصحفيين. وبدوره، قال عبد المجيد فاضل، مدير معهد الإعلام والاتصال، إن الإشكال المطروح اليوم حول ميدان الصحافة هو الغموض الذي يلف ممارسة المهنة بين السرية والكتمان وامتناع المقاولات الاعلامية من الاعتراف بحقوق الصحفيين وفي مقدمتها الأجور الهزيلة التي يتحصل عليها الصحفي والعمل بشروط غير قانونية، مسترسلا “الكتاب يعتبر أول عمل أكاديمي يتناول الإشكالات الصحفية وحاول الإجابة على مجموعة من الاسئلة في شتى المجالات وعلاقتها بالصحافة والعمل النقابي، الأمر الذي يكاد غائبا في الكتب والأطروحة ذات الصلة، كما أن المحافظ تمكن من التعرج على أهم المحطات التحولية في تاريخ الصحافة وألقى الضوء حول الحقل الاعلامي والنقابي بالمغرب. واعتبر الإعلامي ومؤسس ومدير عام سابريس سابقا محمد عبد الرحمان برادة، هو الآخر، في تقديمه لكتاب الصحافي والنقابي المحافظ، أن هذا الانتاج سينضاف إلى سلسلة من الأبحاث والمقالات التي تحتويها الخزانة الوطنية، مؤكدا ان الكتاب يرتكز على تأصيل العمل الإعلامي على أسس علمية لتعميق الوعي بالدور الطبيعي للإعلام وتأثيره في جل مجالات الحياة. وأورد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الله البقالي، في تقديمه للمؤلف “الصحافيون والعمل النقابي في الإعلام” أنه مغامرة كبيرة أقدم عليها جمال المحافظ، باعتباره خبر الممارسة النقابية وتحمل مسؤوليات في التدبير والتسيير ومارس الصحافة لعقود طويلة، معتبرا الكتاب بمثابة إضافة نوعية وكمية غير مسبوقة على الاطلاق”. ويذكر أن كتاب “الصحافيون المغاربة والعمل النقابي في الإعلام” من توقيع الإعلامي والنقابي جمال المحافظ، صدر عن دار النشر المغربية بالدار البيضاء وتحدث في 384 صفحة من القطع المتوسط، عن التحولات العامة على المستويات السياسية والنقابية والقانونية المرافقة للأداء الصحافي بالمغرب، كما تخلل الندوة حفل توقيع الكتاب بحضور الصحفيين والنقابيين وطلبة الإعلام وكذا المهتمين بالمشهد الإعلامي المغربي.