شكلت مبادرة الملك محمد السادس، لعقد قمة العمل الإفريقية الأولى، من أجل إقلاع إفريقي مشترك ومستدام، على هامش مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين في نونبر 2016، مناسبة قرر من خلالها رؤساء الدول الإفريقية إنشاء ثلاث لجان مخصصة على التوالي لمنطقة الساحل برئاسة جمهورية النيجر، ومنطقة حوض الكونغو برئاسة جمهورية الكونغو ولجنة الدول الجزرية برئاسة جمهورية سيشيل. وأعرب الزعماء الأفارقة في “إعلان مراكش” عن رغبتهم في “مناقشة مصير القارة بصوت واحد، وتوحيد الجهود في التصدي للتغير المناخي”، وذلك نظرا لأن القمة تعد استجابة إفريقية لتحديات المناخ، وتستند إلى نهج شامل يتماشى وخصائص المجتمعات والنظم الإيكولوجية للقارة السمراء، مما يسمح بوضع حلول مناسبة ومنسجمة. وتم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء الصندوق الأزرق لمنطقة حوض الكونغو في 9 مارس 2017 في “أويو” بالكونغو، إذ كان المغرب من بين الموقعين على المذكرة، ويهدف هذا الصندوق إلى تعزيز نهج النظام الإيكولوجي للإدارة المتكاملة لغابات وحوض نهر الكونغو و تعزيز “الاقتصاد الأزرق” للحوض، مع مبدأ الإدارة المجتمعية والإقليمية، كما يروم أيضا تعزيز الاقتصادات المستدامة في المنطقة وتوفير بدائل عن الأنشطة التي تتسبب في اجتثات الغابات. ومنذ انطلاق الدورة 22 لمؤتمر الأطراف بمراكش، أنشأت لجنة المناخ لمنطقة الساحل فريقًا من الخبراء أعد خطة لاستثمار المناخ في منطقة الساحل وبرنامجها الإقليمي ذي الأولوية، الذي يعد أداة لتفعيل رؤية قمة العمل الأفريقية واستجابة محددة ورؤية مشتركة طويلة الأمد لمقاومة السكان والنظم الإيكولوجية في منطقة الساحل. ويتجلى التحدي الاستراتيجي في أنه ينبغي على اللجان أن تفي بالولاية التي كلفها بها “إعلان مراكش”، خلال أعمال مؤتمر القمة الإفريقي الأول، الذي عقد في مراكش في نونبر 2016، على هامش المؤتمر الدولي حول تغير المناخ (COP22). والواقع أن الأمر يتعلق بتحقيق هدف توحيد صوت القارة من أجل تحسين قدرة المناطق الأفريقية على التكيف مع تأثير تغير المناخ، وتعزيز نموذج إنمائي شامل ومستدام يلبي التطلعات المشروعة للشعوب الإفريقية، والحفاظ على مصالح الأجيال القادمة. وتهدف قمة رؤساء دول لجنة المناخ لمنطقة الساحل إلى إطلاق حركة تهدف إلى إقامة بنية تحتية للحكامة، إذ أن تحقيق أهداف إعلان مراكش يستلزم أيضاً إطلاق وتشغيل لجنة المناخ الثالثة في الدول الجزرية. وجدير بالذكر، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة قد ترأس الوفد المغربي الذي يشارك في أشغال الدورة الأولى لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات للجنة المناخ لمنطقة الساحل، والتي انطلقت اليوم الإثنين 25 فبراير 2019 بالعاصمة النيجرية نيامي، وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في الدورة الأولى لهذه القمة، والتي تلاها بوريطة.