قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الدول الغنية تنتحر من خلال الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن دولة مثل الدنمارك التي تستخدم الخوارزميات لتقديم منافع للمواطنين فإنها في الوقت نفسه تقوض ديمقراطيتها. ونشرت المجلة اليوم الخميس تقريرا على موقعها الإلكتروني، ذكرت فيه أن القيود القانونية التي تضعها الحكومات جراء الذكاء الاصطناعي تضعف الليبرالية، فهناك الآن دلائل متزايدة على أن الغرب يتراجع على مستوى الحكم عن طريق الخوارزمية، الذي يمثل عالما جديدا شجاعا تكون فيه مجالات واسعة من الحياة البشرية محكومة برمز رقمي غير مرئي وغير مفهوم للبشر، مع وضع قوة سياسية كبيرة خارج نطاق المقاومة الفردية والقانونية. لقد بدأت الديموقراطيات الليبرالية بالفعل هذه الثورة الهادئة المجهزة تقنيًا، حتى وإن كانت تقوض أساسها الاجتماعي، ففي بلدية “جلادساكس” في كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، يتم تجربة نظام يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الأطفال المعرضين لخطر الإساءة مما يسمح للسلطات باستهداف عائلات من خلال التدخل المبكر، والذي يمكن أن يؤدي في النهاية لفصل الأطفال قسرا عن ذويهم. بينما يبدو مثل هذا البرنامج أمرا جيدا تماما لدعم حقوق الإنسان الأساسية وحماية الطفل، غير أن هذا البرنامج وغيره يتيح توسيع صلاحيات الحكومة في الوصول إلى المعلومات والبيانات إذ استخدمت الحكومة الدانماركية ثغرة في قواعد البيانات الرقمية الجديدة في أوروبا للسماح للسطات العامة باستخدام البيانات المجمعة تحت ذريعة واحدة لأغراض مختلفة. وخلصت فورين بوليسي إلى القول بأن هذه الخوارزميات تضعف أيضا المساءلة العامة على الحكومة، ليكون الحال أشبه ببعض الديكتاتوريات مثل أنظمة الائتمان الاجتماعي السيئة السمعة في الصين. فدول الحزب الواحد تجد راحة في استخدام تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي لتعزيز قوة الحزب ومصالحه وهذا يتوافق مع الأمثلة التاريخية للديكتاتوريات التي تستخدم الصحف والإذاعة والتليفزيون ووسائل الإعلام الأخرى لأغراض الدعاية بينما تقمع الصحافة الناقدة والتعددية السياسية.