دعا بيار رابحي، الفيلسوف والخبير الدولي في مجال الأمن الغذائي ومكافحة التصحّر، إلى تشجيع الاقتصاد الاجتماعي التضامني، لما فيه من حفاظ على البيئة، وذلك عن طريق وضع استراتيجيات في هذا الإطار، تبتدئ بتربية الأطفال على هذا النوع من الاقتصاد، وعلى حس المسؤولية. وباستحضار هذا الحس لدى الفرد وأداء واجباته، سرد العالم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، الذي حاضر يوم أمس الأحد بمدرسة السرك بسلا في إطار تظاهرة “لشون دي كوليبير”، أسطورة الطائر الطنان، أو ما يسميه الفرنسيون ب”لوشون دي كوليبري”. هذا الطائر يقول الرابحي، أدى واجبه وساهم في إنقاذ غابة من الحريق، عن طريق نقط من الماء، نقلها من النهر إلى الغابة التي تحترق، “وعندما سألته الحيوانات، كيف ستنقذ نقط ماء الغابة من الحريق، قال لهم أديت واجبي فقط ولا أدري إن كانت النقط ستنقذ الغابة أم لا”. وهذا يعني، وفق تعبير رابحي، أن الإنسان يجب أن يؤدي واجبه أولا بغض النظر عن المحيط الذي يدور به. وطرح الخبير الدولي في الزراعة العضوية، تساؤلين رئيسيين مفادهما أي كوكب سنترك لأطفالنا؟ وأي أطفال سنترك لكوكبنا؟ مبرزا أن الإنتاج السريع والصناعي يؤدي يوما عن يوم إلى هدم مكونات الحياة على وجه الكرة الأرضية، مستنتجا أن لا سبيل لتغيير المجتمع دون تشارك في الوعي بالأخطار التي تحدق بالبشرية. وجوابا على سؤال، هل يمكن أن نصل إلى التغيير بدون تدخل المسؤولين وأصحاب القرار، قال رابحي “صاحب القرار، هو أولا وقبل كل شيء شخص ننتخبه، والمواطنون واعون بواجباتهم، لا يمكنهم أن ينتخبوا إلا شخصا واعيا، يساهم بما استطاع من موقعه في تغيير وعي البشرية بخصوص الحفاظ على البيئة”. ودعا بيار في ختام محاضرته الحكومات إلى العمل على تعليم العقول والقلوب تعليما حماسيا، يوازن بين فتح العقل للمعرفة والإبداعات الملموسة، وإلغاء مبدأ “كل لنفسه”، إضافة إلى زيادة الوعي عن طريق إنشاء علاقة بين الطفل والطبيعة، بطريقة تجعله يحافظ عليها. ويذكر أن التظاهرة التي تهدف التحسيس بمدى أهمية التغذية السليمة والحفاظ على البيئة، من تنظيم المعهد الفرنسي، بشراكة مع جمعية “كوليبري” أو الطائر الطنان، بالإضافة إلى مدرسة شمسي المتخصصة في فنون الطبخ، والعديد من الهيئات الجمعوية الأخرى.