هاجم رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الوزير الاتحادي محمد بنعبد القادر المكلف بإصلاح الإدارة العمومية، على خلفية مداخلته في اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي المنعقد مطلع الأسبوع الجاري، والتي عبر فيها عن رفضه لمبدإ مجانية التعليم. وسخرت العديد من التعليقات على موقع “فيسبوك” من هذا الموقف الصادر عن وزير ينتمي لحزب يتبنى التوجه الاشتراكي في مرجعيته الفكرية وأدبياته السياسية، والمفروض فيه الدفاع عن “الجماهير الشعبية” بدل الاصطفاف في معسكر ضرب المكتسبات التي تحققت، دون مراعاة لقدرة الفئات الهشة العريضة على دفع مقابل مادي لتعليم أطفالها. وكان الوزير بنعبد القادر قد فاجأ زملاءه في المكتب السياسي لحزب عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، حين تناول الكلمة في اجتماع الهيئة التنفيذية لحزبه أول أمس الإثنين، حيث أكد أنه لم يعد هناك في العالم بلد يقدم تعليما مجانيا، وبأن الأسر المغربية مطالبة بدفع مقابل مادي لتعليم فلذات أكبادها. وتساءل رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كيف سمح بنعبد القادر لنفسه أن يتكلم باسم المواطنين خاصة الفقراء منهم، بقوله بأن من كان يدفع 50 درهما كرسوم للتسجيل في السنوات الماضية، مستعد اليوم ليدفع 300 درهم كرسوم. وما زاد في تأجيج الغضب من تصريحات الوزير “الاشتراكي” هو الأسلوب “المبتذل” الذي كان يعبر به عن آرائه، والتبرير “السخيف” الذي ساقه ليبرهن على أن المغاربة قادرون على دفع رسوم أعلى مما يدفعونه في الوقت الراهن، حيث لم يخجل من نفسه وهو يطلق العنان للسانه دون أن يعي تبعات ما يصرح به على حزبه، الذي كان لعقود في صدارة المدافعين عن مجانية الولوج إلى التعليم والصحة وغيرها من الخدمات الاجتماعية التي تعد واجبا من واجبات الدولة تجاه مواطنيها. وجدير بالذكر أن بنعبد القادر دافع عن رفع رسوم التعليم لتصل إلى 300 درهم، قائلا في هذا الصدد بأن المغاربة “كيحطو 300 درهم يوميا غير في البيرة ومالبورو”، هذا الأسلوب الغريب عن ثقافة الاتحاديين دفع عددا من أعضاء المكتب السياسي للاحتجاح على “الشرود السياسي” لهذا الوزير الذي ابتلي به حزب كان يقيم الدنيا ويقعدها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.