هاجم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بشكل قوي، أحمد رضا بنشمسي، ووفد منظمة ”هيومن رايتس ووتش” الدولية، عقب قيامه بزيارة لعدد من مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال عبد الرزاق الحنوشي، مدير مكتب رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في تصريح ل ”برلمان.كوم”، إن الزيارة التي قام بها الوفد الذي يتزعمه الصحفي السابق أحمد رضا بنشمسي، مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ”لم تتم وفق المنهجية المتعارف عليها”. وأوضح الحنوشي، ضمن ذات التصريح، أن من مقومات هذه المنهجية: ”الإخبار والتواصل المسبق مع سلطات البلد المعني بالزيارة وكذا الهيئات والمؤسسات المعنية بموضوع الزيارة أيضا”، موضحا أن ذلك يدخل ضمن ”الأدبيات والأخلاقيات إن يتم الاتفاق بالتراضي على الموعد وجدول أعمال الزيارة والإخبار بتركيبة الوفد وصفتهم وبرنامج الزيارة ومدتها وهذا كله بهدف ضمان نجاح أهداف الزيارة والتحضير القبلي للملفات والحالات الإعداد لعناصر الجواب والاستفسارات عن كل مزاعم خرق حقوق الإنسان فردية كانت أم جماعية”. وزاد قائلا: ”انطلاقا مما سبق يمكن أن نقول بكل وضوح أن زيارة وفد HRW قد افتقدت للمهنية وللباقة في التعامل مع المجلس كجهة مستقلة مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان والنهوض بها”، مؤكدا أن الزيارة تمت في سياق ”استمرار القطيعة بين المنظمة والسلطات العمومية المغربية على الرغم من أن المجلس ظل يحافظ على علاقة تواصل وتشاور وحوار مستمر مع هذه المنظمة خاصة في مواضيع ذات اهتمام مشترك مثل حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ووضعية الفتيات العاملات في المنازل والوضع في الحراسة النظرية وحجية محاضر الضابطة القضائية والحريات العامة … الخ”. وأشار في السياق نفسه، إلى أن المجلس سبق أن التقى بمسؤولي منظمة ”هيومن رايتس ووتش”، سواء بالمغرب أو بالولايات المتحدةالأمريكية وكانت هذه اللقاءات تتم ب”تنسيق جيد ومحكم”. وحول عدم استقبال اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون التابعة للمجلس، لبنشمسي ورفاقه، كشف الحنوشي أن السبب يعود بالأساس لعدم ”وجود وضوح في أسلوب تعامل ممثل HRW مع المجلس، فعوض أن يرد على التساؤلات التي طرحت عليه من قبل المجلس كي يتم الترتيب للزيارة، سعى هذا الأخير لتجاهل محاوره والسعي إلى الحصول على موعد بشكل مباشر من اللجنة الجهوية ناسيا أو متناسيا أن مسؤولي المجلس على تواصل دائم ومباشر في كل ما يتصل بعملهم وعلاقاتهم الدولية”، مؤكدا أنهم ”على موقف واحد فيما يخص وجوب احترام الضوابط المؤطرة للعلاقات ببن المنظمات الدولية والمؤسسات المعنية بعملها كما جرت بذلك الأعراف والتقاليد”.