تعاني شركة النفط والغاز، سوناطراك، المملوكة للحكومة الجزائرية، من نزيف حاد من الاستقالات، في الوقت الذي يستمر فشلها في العثور على حقول جديدة تزامنا مع انخفاض إنتاج الجارة الشرقية من الغاز. ووفق تقرير لصحيفة “نورث أفريكا بوسط“، فقد فقدت الشركة عشرات الآلاف من خيرة إطاراتها خلال السنوات الأخيرة. فحسب عبد المومن ولد قدور، المدير العام لمجموعة سوناطراك، فقد فقدت الشركة أزيد من 16 ألفا من المدراء والمهندسين المتخصصين في الأنشطة المرتبطة بالهيدروكاربونات خلال 8 سنوات فقط”. وأضاف ذات المسؤول أن الأمر تطور إلى “نزيف حاد لهجرة الأدمغة”، مؤكدا أن الشركة تعمل على تكوين مسيرين أكفاء جدد. سوناطراك، التي تعد العمود الفقري للاقتصاد الجزائري، تأثرت خلال السنوات الأخيرة بنقص الاستثمارات الأجنبية، بسبب المشاكل الأمنية التي ضربت الجنوب الجزائري، لا سيما بعد الهجوم الذي طال منشأة لاستخراج الغاز قرب الحدود الليبية عام 2013. وفي الوقت الذي يتراجع إنتاج الجزائر من الغاز والبترول كل سنة، فإن الحكومة الجزائرية “حاولت شراء الوقت بإطلاق مشروع التنقيب عن آبار جديدة للنفط والغاز في 2016″، حسب ذات الصحيفة. وأعلنت سوناطراك عن اكتشاف 32 منطقة صالحة للتنقيب، أغلبها عبارة عن حقول للغاز الصخري، يصعب استغلالها بسبب عدم توفر المياه الكافية لعملية الاستخراج. وأبرزت العديد من مراكز التفكير الدولية مخاوفها بخصوص تراجع إنتاج الغاز في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية، مقابل ارتفاع الطلب المحلي. وحسب تقرير لمركز الاستشارات الدولي ستراتفورت، فقد ارتفع استهلاك الجزائر من البترول والغاز الطبيعي منذ 2007 بأزيد من 50 بالمئة، فيما انخفض الإنتاج ب25 بالمئة، ما أدى إلى انخفاض الصادرات وتقلص عائدات الحكومة الجزائرية. وحسب وزير الطاقة الجزائري السابق، نور الدين آيت لحسين، فإن الجزائر ستصبح من مستوردي الغاز الطبيعي خلال عقدين من الزمن.