شهدت مخيمات تندوف، خلال الأيام الماضية، مقتل أحد كبار تجار المخدرات في المنطقة، وهو عليين ولد أحمد ولد دليل، المنحدر من قبيلة العروسيين. وعلى ضوء هذه الواقعة، قام الصحفي الصحراوي محمود زيدان، المتخصص في فضح أشكال الفساد بمخيمات تندوف، بتنشيط حلقة تفاعلية حول ضلوع قادة البوليساريو في تكاثر شبكات الإتجار في المخدرات، وعلاقاتهم ببارونات التهريب. وخلال الحلقة، التي حملت عنوان “تجار المخدرات بين الثورة والثروة”، أبرز محمود زيدان أن العديد من أطر جبهة “البوليساريو” تحولوا إلى “مطاردين للثروة”، مؤكدا أنه بعد تقليص المساعدات الإنسانية وتشديد المراقبة من طرف المانحين، فإن الكثير من قادة التنظيم الانفصالي أقاموا تحالفات مع شبكات الاتجار الدولي في المخدرات، بحيث يوفرون لهم الحماية مقابل مبالغ مالية مهمة. وأوضح الناشط محمود زيدان، أن اعتقال السلطات المغربية، الجزائرية والموريتانية لأبناء وأقارب قادة كبار في “البوليساريو” متورطين في تهريب المخدرات، يطرح تساؤلات كبيرة حول هوية الجهات التي تحمي المهربين، وتجعل من مخيمات تندوف “ملاذا آمنا لهم”. وتساءل زيدان في معرض الحلقة عن الأسباب التي تمنع “السلطات الصحراوية” من توقيف بارونات المخدرات في مخيمات تندوف، رغم كونهم معروفون لدى الساكنة، إذ تحولوا بين عشية وضحاها إلى “أثرياء يشيدون فيلات من الإسمنت المسلح داخل المخيمات وفي مدينة تندوف، كما يقودون سيارات فاخرة”. وتطرق الصحفي إلى واقعة إطلاق سراح بعض بارونات المخدرات، 24 ساعة بعد اعتقالهم من طرف ما يسمى ب “الجيش الصحراوي” وبحوزتهم مئات الكيلوغرامات من مخدر الحشيش، ما يفضح تورط قادة نافذين في جبهة البوليساريو في حماية المهربين. وذكر زيدان بأن ما يسمى ب”محكمة تندوف”، نظرت خلال سنة 2017 لوحدها، في ملفات 203 صحراويين متورطين في قضايا تهريب المخدرات، متسائلا عن أسباب عجز البوليساريو، المدعومة من الجزائر، عن وضع حد لهذه الظاهرة داخل المخيمات، رغم توفرها على 4 أجهزة أمنية ووكالة استخباراتية. واعتبر الصحفي زيدان محمود أنه، وعلى ضوء هذه المعطيات، فإنه “من الجنون أن تقوم منظمة البوليساريو بشن حملة تشويه وقحة ضد المغرب بشأن تهريب المخدرات”، مضيفا أن اعتقال الجبهة ل 19 مغربيا بتهمة تهريب المخدرات في يوليوز 2017 يعد “مسرحية رديئة الإخراج ذات أهداف سياسية”، حيث لم يتم اعتقال منظم هذه العملية، هادي ولد بشاري ولد لحبيب، المعروف لدى أجهزة “الأمن الصحراوي”. وحسب ذات المتحدث، فإن استمرار قيادة البوليساريو في انحرافاتها سيحول مخيمات تندوف إلى مسرح للجريمة الدولية المنظمة، ما سيدخلها في خانة المناطق التي تعتبرها الأسرة الدولية “خطيرة وسوداء”، مثل “كاو” و “كيدال” في مالي، أو “بني وليد” في ليبيا. وشهدت الحلقة، التي استمرت ل 50 دقيقة، مشاركة كبيرة من طرف شباب المخيمات، الذين أجمعوا على مسؤولية قادة الكيان الوهمي في ازدهار الاتجار في المخدرات بالمنطقة.