وجد السياسي المغربي نفسه سنة 2011، التي عرف فيها المغرب العديد من التحولات على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مجبرا على دخول منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع مجريات أحداث ما عرف آنداك ب”الربيع العربي”، الذي انطلق من هذه المنصات بدولة تونس. دخول السياسي المغربي لهذه المنصات التي اختلف المختصون في تسمياتها، الإعلام الجديد، أو الإعلام الرقمي، أو الإعلام البديل، أو الإعلام الافتراضي، يطرح العديد من التساؤلات؛ على رأسها علاقة السياسي بهذه المنصات وطرق استعماله لهذه الوسيلة الجديدة. وفي هذا الصدد أوضح مصطفى الشكدالي، المختص في علم النفس الاجتماعي، أن علاقة السياسي المغربي بمنصات التواصل الاجتماعي، لازالت تتسم بسوء الاستعمال في مجملها، موضحا “عندما نتحدث عن التكنولوجيا الرقمية، الكل كان يعتقد أنها تكنولوجية افتراضية، وليست لها علاقة بالواقع”، مشيرا إلى أنها واقع جديد عن بعد ويتيح التفاعل مع أشخاص حقيقيين، وهذه الفكرة لازالت غائبة لدى العديد من السياسيين المغاربة الذين يظنون على سبيل المثال أن مقاطعة العديد من المنتوجات الاستهلاكية حاليا ظلت حبيسة “الإنترنت”، بينما واقع الحال يقول إنها انتقلت من فكرة داخل العالم الرقمي إلى الواقع المعاش. وفي ذات السياق، أوضح الشكدالي في تصريح “لبرلمان.كوم“، أن دخول السياسيين لهذا العالم، كان بشكل محتشم، مشيرا إلى أننا أصبحنا نتحدث عن السن الرقمي الذي تحول فيه الأب إلى طفل والطفل إلى أب “وعندما نلاحظ كيف يتعامل السياسيون المغاربة مع هذه الوسائل سنكتشف أنهم لازالوا أطفالا”. وأوضح الشكدالي أن “كل ما يمكن أن يقوم به السياسي المغربي في الواقع، سيجد له صدى في العالم الرقمي، إذا قدم تصريحا في التلفزيون سيجده لا محالة في العالم الرقمي، لأن هذا العالم يجمع بين الصورة والكتابة”، مشددا على أنه ليس عالما متخيلا بل هو عالم واقعي، ويسميه المتخصصون “الواقع المعزز”. خلال الحملات الانتخابية لاحظنا أن المرشحين ورؤساء الأحزاب استعملوا هذه المنصات ولكن بشكل استهزائي، وهذا يحيلنا على سوء الاستعمال لهذه المنصة من طرف العديد من المرشحين، يقول الشكدالي، الذي ذهب إلى كون السياسي لا يستعمل هذه المنصة فقط بل يُستعمل فيها، وهو مرغم على الحضور في هذا العالم بحكم أن لديه وظيفة اجتماعية. وأضاف الشكدالي “عندما يرغب السياسي في استعمال هذه المنصات يجب عليه أن يعلم جيدا أنه أمام جمهور يتكون غالبيته من الشباب، وله طموح مختلف، تشكلت هويته النفسية والاجتماعية، انطلاقا من العالم الرقمي”، مشيرا إلى أنه وفي بعض الحالات يتحول فيها السياسي الذي لا يجيد استعمال منصات التواصل الاجتماعي إلى نكتة.