بقرية الولجة على ضفة أبي رقراق، قرب العاصمة الرباط، يزاول عشرات الحرفيين حرفا تقليدية بسيطة يضمنون بها لقمة عيشهم، ويحيون بها تراثا مغربيا، منهم حرفيو القصب، أو ما يعرفون بالعامية بالقصابين، الذين يصارعون للحفاظ على حرفة قاربت الاندثار. عرفت مهنة القصب كحرفة يدوية وشعبية في بدايتها في البوادي والقرى المغربية، وارتبطت بنمط الحياة التقليدية، قبل أن تنتقل إلى المدن لتزين الحدائق وشرفات المنازل والمقاهي وتأثيث أرقى المنازل والفنادق، إلا أن هذه الحرفة التقليدية أصبح محترفوها يعانون الأمرين، بعد أن هجرت صناعات القصب والأثاث، إلى مواد أخرى أكثر استعمالا كالبلاستيك والجلد والخشب، ما أضر بشكل كبير بهذه الصناعة وجعلها تعيش أزمة خانقة إثر تغير نمط عيش الناس حيث يتم الاعتماد حاليا على اللوازم المصنوعة من مواد أخرى، غير تلك التي يكد الصانع التقليدي في نسجها ويتكبد عناء تشذيب أعوادها. “نور الدين حقو” وهو واحد من حرفيي المنتوجات النباتية بمجمع الصناعة التقليدية “الولجة”، عبر لبرلمان.كوم عن مدى الصعوبة التي أصبح حرفيو القصب يجدونها، سواء في تصنيع أو تسويق أو حتى اقتناء المواد الأولية، التي ارتفعت أسعارها في الفترة الأخيرة، بسبب احتكار شخص واحد استيرادها، خاصة النوع الممتاز منها. هذا ووجه “حقو”، نداء للقائمين على المعارض الجهوية، ليمكنوا الصناع البسطاء والصغار من الاستفادة منها، باعتبار أنهم الأكثر حاجة لتسويق منتجاتهم والتعريف بها، بدل التركيز على كبار التجار المضاربين في المهنة فقط.