على إثر الاستفزازات الأخيرة لجبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة “المحبس” وما رافق ذلك من تطورات وتداعيات سياسية خطيرة من شأنها تهديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 وينذر بعودة الحرب من جديد حيث لم يعد بإمكان المغرب الوقوف أوالسكوت إزاء أي تغيير قد يطال الوضع التاريخي والشرعي والقانوني للمنطقة التي تحاول الجزائر جاهدة عبر أداتها الانفصالية خرق استقرارها بما يخدم مصلحتها ويلفت انتباه المنتظم الدولي قبيل القرار السنوي لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية. وفي هذا الصدد عبّر “محمود أبيدار” رئيس الجماعة الترابية “المحبس” التابعة لإقليم أسا الزاك في تصريح ل“برلمان.كوم” عن تنديده الشديد أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء وساكنة المحبس لكل التحركات المشبوهة والاستفزازات التي تقوم بها البوليساريو داخل نفوذ الجماعة الترابية التي يترأسها، وعن رفضه القاطع أيضا لأي مساس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيرا أن منطقة المحبس تعتبر منذ الأزل أرضا مغربية خالصة شأنها في ذلك شأن باقي الأقاليم الجنوبية.
وأكد “محمود أبيدار” رئيس جماعة المحبس في حديثه مع “برلمان.كوم” عزم ساكنة المحبس وإقليم أسا قاطبة على الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية، واستعدادهم الكامل لحمل السلاح والموت في سبيل ذلك، قائلا بأن البوليساريو سبق وأن جربت القتال مع أبناء هذا الإقليم (أسا) وتدرك جيدا مدى البسالة القتالية التي يتحلون بها من خلال مشاركتهم بالمعارك العديدة التي خاضها المغرب في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في إطار استكمال الوحدة الترابية ضاربا المثل بمعركة “أم لعشار” التاريخية. وقال “محمود أبيدار” خلال تصريحه أن ما تقوم به البوليساريو منذ أسبوع بمنطقة “المحبس” التابعة لنفوذ الجماعة التي يتحمل مسؤوليتها، يعد خرقا سافرا للمواثيق والقوانين الدولية ومن شأنه تهديد السلم والاستقرار بالمنطقة، وإرجاع شبح الحرب من جديد، مؤكدا أن ذلك لن يزيد المغرب إلا قوة وصلابة في مواجهة الأخطار والمكائد التي يعمل على تدبيرها ليلا خصوم وأعداء وحدته الترابية، مطالبا بتعبئة شاملة ووقفة وطنية موحدة. وشدد المتحدث على أسفه البليغ جراء ما تعيشه مخيمات تندوف لأكثر من 40 سنة من أوضاع إنسانية كارثية وحاطة من الكرامة، في ظل انسداد تام للأفق أمام شباب ونساء المخيمات، باعتبار أنهم ضحايا لخطاب سياسي وتضليل إعلامي مدعوم من طرف الجزائر، داعيا إياهم لإلقاء ولو نظرة بسيطة على جماعة المحبس اليوم والصحراء ككل والتطور الذي أعقبهم بهاته المنطقة من تنمية ومرافق عمومية وتجهيزات والبنى التحتية وغير ذلك من أشكال التمدن والحضارة.