يبدو أن المستشار البرلماني عن حزب “العدالة والتنمية” المتورط في قضية مقتل الطالب اليساري آيت الجيد، ذاق حلاوة الاستمتاع بإثارة الجدل، في القضايا التي ترهن الرأي العام الوطني، حيث اختار اليوم ومجددا مع انطلاق أولى جلسات محاكمة الصحفي توفيق بوعشرين، الحديث بكلام “كبير” حول القضية، يضرب في كل الأعراف والأخلاق ولغة القانون، فيما اختارت أمينة ماء العينين “أخت” حامي الدين أن تنقلب على عقبيها في القضية. حامي الدين الذي حرص صباح أمس الخميس 08 مارس على إبراز شخصه بدءا بدخوله قاعة المحكمة كأول المتضامنين مع توفيق بوعشرين، اختار لحظة المناوشات التي قادها محمد زيان، محامي بوعشرين، لتدبيج تدوينة “فيسبوكية” حول المحاكمة، حملها ما لا تتحمل، وبدأها بربط معيب بين قضية آيت الجيد التي يُتهم فيها هو شخصيا كفاعل رئيسي، وبين قضية بوعشرين، معتبرا أن وجود محامين للدفاع عن ضحايا بوعشرين من هيئة الدفاع عن روح عائلة الطالب آيت الجيد، رسالة واضحة تفسر حسب ما يظهر في رأيه، نظرية المؤامرة من طرف الدولة تجاهه وتجاه بوعشرين. هذا الربط العجيب والغريب والذي لا يستقيم في عقل عاقل أبدا، باستثناء شخص اختلطت عليه الأمور فصار يخبط خبط عشواء، وصل حد اتهام محامين بالتواطؤ مع “الدولة” لاستهداف مواطنين متهمين في قضايا جنائية هي من اختصاص مؤسسات القضاء وحده، يُظهر بما لا يدع مجالا للشك أن الرجل فقد صوابه لدرجة لم يعد يفهمها أحد. تدوينة حامي الدين لم تقف عند هذا المستوى بل إنها امتدت إلى درجة دعوة حامي الدين للمتابعين لقضية بوعشرين، إلى الانقسام إلى معسكرين اثنين، تماما كما يحدث في أزمنة الحرب، معسكر مدافع حتى النخاع على “تهم بوعشرين” مهما ما وجد من أدلة إدانة في حق المتهم والوزير المشار إليه بالبنان في قضية مشابهة، ومعسكر مناوئ لبوعشرين و”إخوان حامي الدين”، دون وجود أي “معسكر محايد”، أو على الأقل الاصطفاف بجنب هذا “الحامي الدين” للتضامن مع بوعشرين “بدون تحفظ”.. نعم هكذا قالها حامي الدين بدون تحفظ، أو برواية أخرى بدون مراعاة لا للقانون ولا لمؤسسات الدولة ولا للنظام والأخلاق العامة لمغرب العهد الجديد. غرابة ما كتب حامي الدين، لم تزدها فُجاءة سوى تدوينة مضادة لما “نوّح” به حامي الدين، خطتها “أخته” في الجماعة الحزبية للمصباح، أمينة ماء العينين، حين قلبت عباءتها بشكل لم يكن يتوقعه أحد، لتصطف وبمجرد ولوجها قاعة المحاكمة في صف القضاء الذي نوهت به في تدوينة لها ب”فيسبوك”، بفضل ما أسمته “سعة صدر رئاسة الجلسة التي تستحق التنويه رغم الضغط وكثرة المقاطعات”، مشددة على أن “المحاكمة العادلة واحترام قرينة البراءة هي مبادئ كونية قبل أن تكون دستورية، وكل من يملك حسا حقوقيا معلنا أو مضمرا معني بالحرص على تطبيقها في ملف تتقاطع فيه كل الأبعاد”. ولم تتوقف هنا ماء العينين بل استمرت لتقر بأن على الجميع اليوم أن “يتذكر العائلات والأطفال ولنتسم بالإنسانية، لأن جوهر المحاكمة العادلة جوهر إنساني أخلاقي قبل أن يكون قانونيا”، وهو العبارة التي تنبئ بتخلي صاحبة الرواتب والمناصب المتعددة عن نظرية المؤامرة بخصوص قضية بوعشرين، كما مازال يؤمن بذلك حامي الدين المحتمي وراء صفته وحصانته البرلمانية النسبية، من المتابعات القانونية الثابتة في حقه.