لم يُكتب الكثير عن الدروز وديانتهم لأنّها ديانة سرية، ولكننا اخترنا أن نعرض أمامكم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول هذه الطائفة حول العالم وتقاليدها: فالدروز هم أبناء طائفة من الشرق الأوسط، يشكّلون دينًا مميّزًا انشق عن الإسلام الشيعي في القرن الحادي عشر للميلاد. يتحدث الدروز العربية بلهجة خاصة بهم، على غرار اللهجات العربية السورية. ويعيش جميع الدروز تقريبًا في المنطقة الجغرافية التي تشمل الدول الثلاثة التالية: سوريا، لبنان وشمال فلسطينالمحتلة. معظم أماكن عيشهم جبلية، بهدف الحفاظ على السكان من الأعداء لكونهم أقلية دينية. يعود معظم الدروز حول العالم إلى أصول سورية ولكن هناك طائفة درزية كبيرة جدًا أيضًا في لبنان. ويعيش في الاراضي المحتلة نحو 140 ألف درزي: أكثر من 100 ألف منهم بجنسية “اسرائيلية”، والبقية هم من المقيمين الدائمين، من سكان هضبة الجولان، الذين يعبّرون عن ولاء أيديولوجي وسياسي لسوريا. قليلا عن الديانة: رغم أن أصول الديانة تعود إلى مصر، فالقبائل التي قبلت على نفسها الديانة الدرزية تعود جذورها إلى شبه الجزيرة العربية. ويدعى الدروز كذلك “بني معروف” و”الموحّدين”. وتقدّر دراسات أجريتْ حول الديانة الدرزية أنّ بداية الديانة في مصر في فترة حكم الخليفة الفاطمي “الحاكم بأمر الله” بين السنوات 996 – 1021. معتقدات الدروز الجلية: وفقًا للتقاليد الدرزية فديانتهم ليست ديانة جديدة، بل إعادة بمظهر جديد لعقيدة التوحيد القديمة والصافية، والتي بحسبها هناك إله واحد ولا يمكن إدراكه بالعقل البشري. ظهر أنبياء هذا الدين وفقًا للمعتقد الدرزي فقط في حالات نادرة. يؤمن الدروز أن التاريخ الإنساني مقسّم إلى سبع فترات، في كل واحدة منها عمل نبيّ وبجواره “عارف للحكمة متخف”، والذي نقل لأفراد مختارين أسرار الدين. اثنان من هؤلاء معروفان أيضًا لغير الدروز: موسى والنبي شعيب، وأيضًا: النبي محمد وابن عمه علي. وفقًا للمعتقد الدرزي ففي عهد “الحاكم بأمر الله” تم إعطاء الفرصة الأخيرة للانتماء إلى الدين الدرزي، واليوم لا يُسمح لأي شخص بالانتماء إلى الدين الدرزي إلا إذا وُلد درزيا. مبادئ العقيدة الدرزية: التوحيد وتحريم الوثنية، الإيمان بتناسخ الأرواح، قبول الوصايا العشر وعلى رأسها “لا تقتل” و”لا تزنِ”، احترام جميع الأنبياء الأوائل الذين ظهروا في اليهودية، المسيحية والإسلام والإيمان بالأنبياء الدروز الخمسة وعلى رأسهم يثرون وبطبيعة الحال الزواج الأحادي. لدى الطائفة الدرزية كتاب مقدّس يدعى “كتاب الحكمة”، هذا الكتاب معروف ولكن فقط عند الدروز المتديّنين، الذين غالبًا ما يكونون من كبار السنّ في الطائفة. وكالمسلمين، يحرم على الدروز أكل لحم الخنزير، التدخين وشرب الخمر. كما ان هناك مكانة خاصة للنساء الدرزيات المتديّنات. بخلاف الكثير من الأديان التوحيدية تعتبر المرأة الدرزية المتديّنة أعلى مكانة من الرجل الدرزي المتديّن، إنها مفضّلة عليه من ناحية دينية، إذ يتم النظر إليها باعتبارها “جاهزة (نقية) أكثر من الناحية الروحانية”