محامو المغرب: "لا عودة عن الإضراب حتى تحقيق المطالب"    مؤسسة وسيط المملكة تعلن نجاح مبادرة التسوية بين طلبة الطب والصيدلة والإدارة    الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر    الشرطة الهولندية توقف 62 شخصاً بعد اشتباكات حادة في شوارع أمستردام    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    نقطة واحدة تشعل الصراع بين اتحاد يعقوب المنصور وشباب بن جرير    بقرار ملكي…الشيشانيان إسماعيل وإسلام نوردييف يحصلان على الجنسية المغربية    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    غياب زياش عن لائحة المنتخب الوطني تثير فضول الجمهور المغربي من جديد    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بيع أول عمل فني من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    ضمنهم مغاربة.. الشرطة الهولندية توقف 62 شخصا بأمستردام    مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..        ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    كيوسك الجمعة | تفاصيل مشروع قانون نقل مهام "كنوبس" إلى الضمان الاجتماعي    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    المدير العام لوكالة التنمية الفرنسية في زيارة إلى العيون والداخلة لإطلاق استثمارات في الصحراء المغربية    "الخارجية" تعلن استراتيجية 2025 من أجل "دبلوماسية استباقية"... 7 محاور و5 إمكانات متاحة (تقرير)    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    الشبري نائبا لرئيس الجمع العام السنوي لإيكوموس في البرازيل    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    طنجة .. مناظرة تناقش التدبير الحكماتي للممتلكات الجماعية كمدخل للتنمية    الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"    هذه حقيقة الربط الجوي للداخلة بمدريد    1000 صيدلية تفتح أبوابها للكشف المبكر والمجاني عن مرض السكري    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    بنسعيد يزور مواقع ثقافية بإقليمي العيون وطرفاية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي والأسدي
نشر في الوجدية يوم 01 - 08 - 2012


معمر القذافي وشهر رمضان
من هم أبناء لطائفة العلوية في سوريا؟
هل العلويون مسلمون؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين،
وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ
وَخَاتَمِ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ.
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معمر القذافي وشهر رمضان
علاقة معمر القذافي الزعيم الليبي "المقبور أو المردوم" كما يسميه ثوار 17 فبراير في ليبيا، مع الإسلام عامة وشهر رمضان خاصة. كانت علاقة غامضة مشبوهة وخاضعة لمزاجه وجنونه وسوء فهمه للشريعة الإسلامية السمحاء، مواقف مثيرة تدعو الى السخرية والجدل العقيم فهو يتقاسم في هدا مع السلطان المغولي تيمور لنك، فكانا الرجلان ينزعجان بقدوم شهر الصيام، فالسلطان تيمور لنك ويعني بالفارسية ״الحديد الأعرج״ كان يأمر علمائه بإخباره بقدوم شهر الصيام لكي ينظم غزواته وفتوحاته في هذا الشهر الكريم ليتمكن من الإفطار بحجة الجهاد في سبيل الله دون قضاء. وقد تمكن السلطان تيمور لنك الذي إزداد سنة 1336 م - في إحدى قرى مدينة كش (الخضراء بالفارسية) التي تقع جنوب سمرقند في أوزبكستان من إنشاء أول إمبراطورية إسلامية شيعية ممتدة من موسكو إلى دلهي مرورا ببغداد والأنضول والشام. وقد بدأ السلطان تيمور لنك حياته راعيا للغنم كما كان القذافي في بداية عمره في ولاية فزان (سبها) حين كان أبوه يعمل راعيا للغنم و الجمال المملوكة لوالي فزان، وقد تحول تيمور لنك من الرعي إلى اللصوصية وقطع الطريق على الناس حيث فقد إحدى رجليه عندما ضبط وهو يسرق غنما في قرية كش، إلا أن دهائه دفعه إلى تعلم الفروسية رغم إعاقته وقد إشتهر بشجاعته وضرباته الدقيقة بالسهم (اول سلاح معروف للبشرية). وقد كون جيشا من اللصوص لقطع الطريق والسرقة فنشر الرعب في مناطق كثيرة في أسيا الوسطى. أمام هذا الإنفلات الأمني، قام القائد الأوزبيكي إلياس خواجة لاحتواء جيشه الخارج عن القانون، ثم حدث أن ساءت العلاقة بين الرجلين ففر تيمور لنك عند الأمير حسين حفيد كازاخان آخر ملوك تركستان وتقرب إليه وترقى من وظيفة إلى أخرى حتى عظم وصار من جملة الأمراء، وتزوج بأخت السلطان حسين تم إستقر في قندهار فلما إستتب الوضع إنقلب تيمورلنك على صهره وقتل زوجته (أخت السلطان)، وأعاد تأسيس مجد دولة المغول وأعلن نفسه ملك ملوك المغول في سمرقند، القاسم الآخر مع معمرالقذافي يكمن في سياسة التوسع على حساب جيرانه وخلق القلاقل داخلها وتنظيم جيشضخما معظمه من المغول والمرتزقة وحقده على الدين والعلماء. فقضى حياته في حروب متعددة وكان يمنع على علمائه بل يقطع لسان كل واحد يخبره بقدوم شهر رمضان وكان يدمر ويحرق ويخرب كل المدن و العواصم المعروفة بعلمها وعلمائها كبغداد وحماة وحلب، كما أسر السلطان العثماني بايزيد الأول وقتله، في معركة في لغاريا، في شهر رمضان سنة 1404 م - أعد العدة لغزو الصين. إلا أن الجو كان شديد البرودة جعله لا يتحمل قسوة الثلوج وأصيب بالحمى التي أودت بحياته ويقال أنه أكثر من شرب الخمر المقطر لمقاومة قساوة الطقس حيث أذاب كبده، وقد توفي لهذا السبب وفشلت حملته لغزو الصين ودفن في سمرقند يوم عيد الفطر
أما الملازم معمر القذافي ״المقبور״ فقد حرّف في عهده العديد من الأيات القرأنية ولم يعترف بالسنة النبوية وكانت مواقفه من شهر الصيام تدعو إلى السخرية والضحك .بعد إنقلابه على الملك إدريس السنوسي الجزائري الاصل وحفيد المؤسس الزاوية السنوسية، الرجل الصوفي كان يحج إلى مكة المكرمة على قدميه كل سنة مارا على أقليم برقة الذي إستقر فيها وأسس بها زاويته التي سوف تتحول إلى إمارة ثم مملكة سنة 1951 بفضل صوت واحد في مجلس الأمن لدولة هايتي، الجمهورية الزنجية الفقيرة المستقلة سنة 1887. فبعد إنقلاب القذافي و10 من زملائه ضباط الصف سنة 1969 على الملكية قام بإجتثات الزاوية السنوسية وتحويلها إلى شبكة عسكرية وإستخباراتية لغزو إفريقيا و أدغالها، ورغم ذلك لم يستقر له الوضع السياسي نهائيا بسبب وجود منافس آخر في طريقه ومعارض صلب و فقيه كبير محترم في المجتمع الليبي، ألا وهو مفتي الديار الليبية الشيخ الطاهر الزاوي. فالليبيون كما هو معروف اغلبهم سنة ومالكيون وكان الشيخ الطاهر الزاوي لا يخشى الملك السنوسي ولا ثورة الفاتح من شتنبر للملازم القذافي.فكان أول صدام بين المفتي وقائد الثورة موضوعه يتجلى حول رؤية شهر رمضان فالمفتي كان يتبع القواعد الشرعية في ثبوت رؤية الهلال طبقا للقاعدة ״صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته״ وكانت المسطرة تكمن في شاهدين إثنين بالعين يقومان بتبليغ الرؤية إلى المحكمة أو ناظر الشؤون الدينية والأوقاف الكائنة في المحافظة او ״الشعبية״ وهذه الأخيرة تقوم بتبليغ المفتي بالعاصمة طرابلس الذي يعلن حلول شهر رمضان ببلاغ رسمي ونفس الامر لحلول شهر شوال أو عيد الفطر السعيد. كان القذافي يرى أن هذا الإجراء مسخرة وعبث ومضيعة للوقت، حيث ينبغي إزالته ومسحه من الذاكرة الشعبية. الأمر الذي رفضه الشيخ الطاهر الزاوي، مما خلق له متاعب كثيرة مع الملازم الليبي معمر القدافي، إلا أن المفتي العجوز تشبث بمواقفه في تطبيق الشريعة الإسلامية ووصل الخصام بين الرجلين إلى درجة دفعت الشيخ الطاهر الزاوي إلى كتابة بيان يكفر فيه القذافي ويتهمه بالردة والرياء، إلا أن الإعلان لم يصل إلى الإذاعة قصد تبليغه للرأي العام الليبي، حيث سارع القذافي إلى نزع إختصاصات المفتي وتحويلها إلى شخصه وأغلق دار الإفتاء وشرد منتسبيها، فتحول القائد إلى مفتي وخطيب وإمام المسلمين في لييبا وعموم إفريقيا والعالم. نتج عن هذه المصادرة الدينية تهميش دار الافتاء وضع رئيسها في الإقامة الجبرية إلى أن توفي في ظروف غامضة رحمه الله. وكانت لموقف القذافي تداعيات سلبية على النسيج الإجتماعي في ليبيا فإنقسم الشعب الليبي إلى من يصوم مع السعودية وأخرون مع مصر أو تونس وأخرون يذهبون إلى جزيرة جربة للإفطار!. فالقذاقي كان يأمر بالصوم يومين قبل المسلمين كافة في أسيا وإفريقيا وحتى في جزر الهاواي ومن ذناوو في الفليبين وكان يفطر قبل الجميع طبق لقاعدة ״خالف تعرف״ (حسب اجندة معدة سلفا.(
كان القذافي يسعى من وراء هذا العمل تقسيم العائلات الليبية كما قسم ليبيا جهويا وقبإليا وإيديولوجيا، فتلغيم الحقل الديني بطرهاته وإسرائيلياته المثيرة للجدل.
تهميش المفتي ودار الإفتاء كان من الأسباب الأساسية لتدمروغضب الشعب الليبي المحافظ والمتدين بجميع مكوناته وكان هذا التهميش عنصرا اساسيا في 27 محاولة إنقلابية على الملازم القذافي من رمضان 1970 إلى رمضان 2011 حسب اعترافات اللواء عمر الحريري رئيس اللجنة العسكرية التابعة للمجلس الأنتقالي الليبي.
وفي هذا السياق، نذكرالعديد من الشهادات التي تسربت من أعوان القذافي خاصة شهادة رئيس حرسه وإبن عمه أحمد القذافي، الذي كتب في أحد المواقع بأن الملازم معمر أبو منيار القذافي كان ينهج نهج إخوان الصفاء وكان لا يصلي إلا ركعتين وفي مناسبات ناذرة خاصة عندما يذهب الى دول الساحل وهذا قمة الرياء والنفاق. وأن أصوله اليهودية من أمه تابثة فقها وقضاء فصومه يشبه صوم اليهود، كما أكد مدير تشريفات القذافي نوري المسماري في جريدة الحياة اللندنية، أن إسلام القذافي كان سطحيا ومشكوكا فيه وكان قائد الجماهرية، ينزعج كثيرا عند قدوم شهر الصيام الذي كان لا يحترم شرائعه ويقضي لياليه في الملذات والسهرات في قصوره في الصحراء عوض الذكر والصلاة. أخيرا إنتقمت دار الإفتاء الليبية لنفسها عندما ظهر أحد أصدقاء الشيخ الطاهر الزاوي المعارض والمفتي الصادق الغرياني فقام بالإنشقاق عن القذافي واللجوء إلى قطر في الشهر الأول من بداية ثورة 17 فبراير 2011، حيث لعب مفتي الديار الليبية الجديد الذي كان مهمشا ومحاصرا، دورا كبيرا في تكفير القذافي وتحريض الناس عليه وكان دوره الإعلامي والديني في إشعال الثورة الليبية حاسما. وهكذا إسترجعت دار الإفتاء والمفتي دورهما المحوري في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية والدينية للمجتمع الليبي في 20 رمضان 2011 تاريخ سقوط عروسة البحر طرابلس تاريخ صادف دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة.
من هم أبناء لطائفة العلوية في سوريا؟
هل الطائفة العلوية هي حاضنة النظام البعثي الأسدي في دمشق والمسؤولة عن المجازر في مختلف أنحاء سوريا؟ أم هي طائفة مظلومة تاريخيا منذ ظهورها الى الآن. فقدمت الشهداء في عهد العثمانيين السنة وكذلك العلمانيين الاتراك والاستعمار الفرنسي كما زج بالكثير من رموزها في السجون في عهد الإستقلال لمعارضتهم للحكم الإستبدادي لعائلة الأسد الحاكمة مند 5 عقود والأن يقوم بتخويفها من الأغلبية السنية المعارضة فمن هم إذن العلويون في سوريا؟.
أثارت الانتفاضات العربية الكبرى او الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية والحرية في تسليط الأضواء على المشاكل السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والدينية لهذه الدول، وأعادت الإنتفاضة السورية التي أشعلها أطفال مدينة درعة عندما إقتلعت أظفارهم، ثورة مازالت مستمرة في التذمير مند أكثر من عام في بحر من الدماء والصراع الطائفي والمذهبي القديم الجديد على الحكم بين الطائفة العلوية التي تنتمي إلى عائلة الأسد و بين الأكثرية السنية التي حكمت سوريا مند السبعينات وتعتبر نفسها مضطهدة ومقمعة من نظام أل الأسد.
فالبعض من المحللين يصورون الثورة الشعبية الدائرة في سوريا بأنه صراع طائفي بين الأقلية العلوية التي تحتكر جميع مفاصل الدولة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة (الحرس الجمهوري، الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس والمخابرات الجوية والعسكرية التي كان يوجد على رأسها أصف شوكت زوج بشرى الأسد). فالشبيحة يقومون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ بالأسلحة البيضاء بوازع مذهبي شعارهم في ذلك "الأسد أو نحرق البلد". في المقابل نجد منظمات أصولية وإخوانية تمثل الأكثرية السنية في البلاد وحركات علمانية ديمقراطية ضعيفة يقودها مسيحيون وشركس وأكراد. إن هذه الصورة المعقدة في للفسيفساء الإجتماعية السورية هي محاولة لإجتزاء لما يحدث وإفتتات على الثروة الشعبية في الشام وعلى أبناء الطائفة العلوية التي قدمت الكثير من الشهداء في سبيل إستقلال سوريا والتي يجري اليوم إختصارها وإختزالها في عائلة الأسد الحاكمة بالحديد و النار. من هذا الباب ولتوضيح حقيقة ما يجري في سوريا ودور الطائفة العلوية وامتداداتها الإقليمية والدولية لابد من الوقوف عن قرب على تاريخ العلويين في الشرق الأوسط وعقيدتهم أو كيف إستطاعوا الصمود في منطقة معروفة بالزلازل المذهبية والعقائدية والأقليات الإثنية.
هل العلويون مسلمون؟
عرفت الطائفة العلوية ميولها في إخفاء ديانتها ومذهبها ونذرة المراجع التي تفسر بوضوح معتقداتها إضافة إلى هذا العائق العلمي الذي وقف عقبة في التعرف على الطائفة العلوية، لا سيما في ظل التشكيك بحقيقة إنتساب هذه الفئة إلى الدين الإسلامي فعلماء العلويين في الشرق الأوسط ومعهم مؤرخون وباحثون يؤكدون أنهم مسلمون إماميون جعفريون مرجعيتهم الشريعة الإسلامية، فهم يطبقون أحكامها وفقا لمضمون مذهب الإمام السادس عبد الله جعفر الصادق، إلا أن بعض فقهاء السنة ينعتوهم بالهراطقة الخارجين على الإسلام مثل إبن تيمية (1263- 1328م) الذي أصدر فتوى شهيرة كفر فيها الطائفة العلوية وإعتبرها فئة من فئات القرامطة الباطنية وهم أكفر من اليهود والنصارى وعلى غرار كل الأقليات في الشرق الأوسط.
عرف العلويون عبر تاريخهم الطويل القمع الديني والتهميش من الحكام العثمانيون مما دفعهم إلى اللجوء إلى الجبال والإنغلاق على أنفسهم وعدم المشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية وعاش العلويون في "كيطوهات" في قمم الجبال الممتدة من طرطوس شمالا إلى عكار جنوبا ويعيش القسم الأكبر من العلويين اليوم في تركيا وسوريا كما يتوزعون في العراق وفلسطين بالإظافة إلى تواجدهم بكثرة في دول الشتات (أمريكا - أوربا).
في القديم كان يطلق على الطائفة العلوية إسم النصيرية نسبة إلى محمد بن نصير الذي يعتبر المؤسس للمذهب العلوي في بغداد، وقد انشق العلويون عن الشيعة في عهد الإمام الموهوم وبدأهذا المستلح والتسمية يطلق عليهم منذ 1920 حيث قام الفرنسيون أيام الإستعمار الفرنسي بتغيير إسمهم إلى العلويين لتمييزهم عن المسيحيين وفي هذا السياق توجد أقواسم مشتركة مع الشيعة عامة وخاصة الرواية التارخية لمرحلة الرسول "صلى الله عليه وسلم" والصراع الذي تبعها بين أهل البيت والخلفاء الراشدين وما بعدها ولكنهم يعاكسون الشيعة في التقاليد الدينية والقرأنية ويزعمون قدرتهم على معرفة الحقيقة الإلهية بتواثر عن الأئمة المغمورين، وأكثر ما يركز عليه العلويون السوريون هو العقل الذي يمثل عندهم شخصية الرسول "صلى الله عليه وسلم" وهم مثل اكثر من 60 فرقة شيعية يعطون مكانة كبيرة للإمام علي "رضي الله عنه" لكنهم يختلفون عنهم بأن بعض متطرفيهم يقدسون الإمام علي ويدفعونه إلى درجة الألوهية. أما ما يميز الطائفة العلوية عن السنة والشيعة في أن واحد وهم إيمانهم بالثالوث المقدس الذي يتجلى في رأيهم : الله - محمد - علي يجعلهم قربين من فكرة الثالوث المقدس عند المسيحيين، كما يعتقد العلويون بمعتقد الحلولية الإلهية، وكما "أن الله يتجلى في صورة الإنسان"، وقد تجلى في النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" والإمام علي كرم الله وجهه وعدد من الأئمة والصالحين والأشخاص الذين "يختارهم الله"، وقد ظهر عندهم أئمة في التاريخ العلوي إدعوا النبوة وأمنوا بالإمام المهدي المنتظر. أهم أركان المذهب العلوي يرتكز على الإيمان بمعتقد "التقمص أو التناسخ "الأمر الذي يقربهم من نظريات الطائفة الدرزية. فأبناء الطائفة العلوية لهم نظرة خاصة من تطبيق أركان الإسلام الخمسة فهم يعتقدون "بالظاهر و الباطن ويرون أن روح العبادات ليست سلوكا خارجيا ينفذه الإنسان بتكرار وأن بواطن الأمور تمكن من معرفتها من خلال الأئمة المعصومين وأن الله سبحانه وتعالى يمنح هذه القدرة المعرفية لمن يشاء من خلقه الذين يمتازون بالبصيرة والعقل" فهم لا يعتبرون الصيام في شهر رمضان أمرا ملزما أما الصلاة لا ضرورة لإقامتها في رأيهم في المساجد ويمكن أن تقام في الأماكن المختلفة والمنعزلة ومعروف أن الطائفة العلوية لا تشيد مساجدا لأن في رأيهم هذه الأماكن المقدسة لم تكن موجودة أيام الرسول ولا في عهد الإمام علي الذي قتل داخل مسجد .ومن معتقداتهم الغريبة كذلك أن فقهاء الطائفة العلوية لا يحرمون شرب الخمر، فكان الإستعمار الفرنسي يعتبرهم مسيحيون من الدرجة الثانية ويشبهون في ذلك السيخ في الهند الذين جمعوا فضائل الإسلام والهندوسية في دين ثالث.
فحسب المستشرق البلجيكي هانري لامنس (1862-1937) فإن العلويون هم من المسيحيين الذين أخفوا ديانتهم وإدعوا أنهم مسلمون كي لا يتعرضوا للإضطهاد الديني من المسلمين السنة ومن جهة أخرى نجد تقارب بين العلويين والدروز في سرية التعليم الديني فعندما يبلغ الشاب العلوي سن المراهقة يقوم والده بتقديمه إلى فقيه الطائفة ليطلعه على أسرار الدين ويتحول هذا العالم إلى الأب الروحي للشاب طيلت حياته ويدين له بالطاعة حتى الموت والعلويون يقسمون نفسهم إلى قسمين : المتفقهون في الدين والجاهلون له. اما في شأن المرأة المرأة فالطائفة العلوية تمنع على بناتها الحجاب لأن حسب رأيهم الأمر ليس بفريضة إسلامية ولكنه تعبير عن الحشمة المحببة و هذا ما اكده كذلك مفتي الازهر اخيرا : "الحجاب عادة ليس عبادة". وتعتبر المرأة الحلقة الضعيفة و الرخوة في هذا المجتمع المغلق الذي هو مزيج من المذهب الشيعي واليهودية والمسيحية والإسماعلية والدرزية... فلا يحق للمرأة على سبيل المثال الإطلاع على أسرار الدين فهي في منزلة أقل من الرجل وهي ״ناقصة عقلا ودينا״ مواقف جرت الطائفة إلى مواجهات مع فقهاء الإسلام وكذلك حاربتهم الكنيسة المسيحية والتيارات الصوفية الأخرى كما تناوله لويس مايسنيون (1883-1963) الذي أضاف أن الديانة العلوية تأثرت بالمعتقدات الفارسية فهم يحتفلون بعيد ميلاد المسيح والغطاس وعاشوراء وعيدين الفطر والأضحى. لا يمكن أن نذكر العلويين السوريين بدون أن نذكر أن إمتداداتهم وعقيدتهم إنتشرت كثيرا في تركيا حيث يعيش فيها أكثرمن 25 مليون علوي % 35 منهم الأكرادا وهناك أيضا علويون تركمان وشركس، أما العلويون في المغرب فهم من سلالة الرسول "صلى الله عليه وسلم" ومن أهل البيت هم سنة مالكيون أشعريون. أما الطريقة العلوية بضم العين فهي حركة صوفية تجد جدورها في الأنضول وهي قريبة من الطريقة الرحمانية النقشبندية، ينبغي الإشارة قبل غلق هذا الموضوع الذي لم يحضى بالإهتمام والتحليل والتمحيص لفهم ما يجري الأن من حرب أهلية في سوريا ووالتي قد تنتشر في الإقليم بأكمله نظرا لإنتشار الطائفة العلوية في أكثر من بلد، رغم وجود إختلاف بين العلويين في تركيا والعلويين في سوريا فالطائفة العلوية في تركيا هي فئة صوفية تسمى بالقزلبانية (ذو الطاقيات الحمر) التي نشأت في ق 16 في أذريبجان وإشتهرت في الأنضول ومنها نشأت الدولة الصفوية. أما الطائفة العلوية في سوريا هي أقدم من ذلك بقرون عدة لكن القاسم المشترك بينهما هو معاناتهم من الإضطهاد والقمع الديني أيام الإمبراطورية العثمانية إلى أن جاء كمال أتاتورك إلى الحكم وقام بعلمنة الدولة التي سمحت للعلويين في الشرق الأوسط بولوج مؤسسات الدولة وخاصة الجيش والأمن وخاصة الأحزاب العلمانية والشيوعية . أما عدد العلويين في سوريا فهو % 15 من الشعب السوري فلقد كانت تعتبرهم السلطة العثمانية كفارا وفرضت عليهم الجزية مند 1571، لأنهم لا يصلون في المساجد ولايؤدون الفرائض الإسلامية ومنعتهم من ممارسة مذهبهم مما أجج مشاعر الكراهية لدى العلويين من الأغلبية السنية وهذا ما يفسر بعض المجازر التي حدثت مؤخرا، ولم يتحسن وضعهم إلا في أواخر ق 19 عندما قام العثمانيون ببعض الإصلاحات ومنحوهم نوعا من الإستقلال الذاتي في معاقلهم المحصلة كما شكل مجيء الإمتداد الفرنسي مرحلة جديدة في تاريخ العلويين الذين أثبتوا عروبتهم وإنتمائهم للأمة الإسلامية.
أخيرا أن الطائفة العلوية في سوريا ظلمها التاريخ وظلمها أبناؤها عندما زجوا بها في مواجهة ثورة شعبية تضم جميع أطياف الشعب السوري، فهي الخاسر الأكبر في المنطقة ولو نجح أل الأسد في إقامة دويلة علوية في اللاذقية.
ذ. ع مكاوي كاتب مغربي
31/07/2012
مصادر:
Henri Lamans (1862-1937)
Louis Massignon (1883-1963)
Mahmoud Karoui


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.