ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    دعوات لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الفلسطينيين بالمدارس والجامعات والتصدي للتطبيع التربوي    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    «كوب-29».. الموافقة على «ما لا يقل» عن 300 مليار دولار سنويا من التمويلات المناخية لفائدة البلدان النامية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الدرهم "شبه مستقر" مقابل الأورو    نظام العالم الآخر بين الصدمة والتكرار الخاطئ.. المغرب اليوم يقف أكثر قوة ووحدة من أي وقت مضى    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    حارس اتحاد طنجة الشاب ريان أزواغ يتلقى دعما نفسيا بعد مباراة الديربي    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    افتتاح 5 مراكز صحية بجهة الداخلة    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي والأسدي
نشر في الوجدية يوم 01 - 08 - 2012


معمر القذافي وشهر رمضان
من هم أبناء لطائفة العلوية في سوريا؟
هل العلويون مسلمون؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين،
وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ
وَخَاتَمِ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ.
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معمر القذافي وشهر رمضان
علاقة معمر القذافي الزعيم الليبي "المقبور أو المردوم" كما يسميه ثوار 17 فبراير في ليبيا، مع الإسلام عامة وشهر رمضان خاصة. كانت علاقة غامضة مشبوهة وخاضعة لمزاجه وجنونه وسوء فهمه للشريعة الإسلامية السمحاء، مواقف مثيرة تدعو الى السخرية والجدل العقيم فهو يتقاسم في هدا مع السلطان المغولي تيمور لنك، فكانا الرجلان ينزعجان بقدوم شهر الصيام، فالسلطان تيمور لنك ويعني بالفارسية ״الحديد الأعرج״ كان يأمر علمائه بإخباره بقدوم شهر الصيام لكي ينظم غزواته وفتوحاته في هذا الشهر الكريم ليتمكن من الإفطار بحجة الجهاد في سبيل الله دون قضاء. وقد تمكن السلطان تيمور لنك الذي إزداد سنة 1336 م - في إحدى قرى مدينة كش (الخضراء بالفارسية) التي تقع جنوب سمرقند في أوزبكستان من إنشاء أول إمبراطورية إسلامية شيعية ممتدة من موسكو إلى دلهي مرورا ببغداد والأنضول والشام. وقد بدأ السلطان تيمور لنك حياته راعيا للغنم كما كان القذافي في بداية عمره في ولاية فزان (سبها) حين كان أبوه يعمل راعيا للغنم و الجمال المملوكة لوالي فزان، وقد تحول تيمور لنك من الرعي إلى اللصوصية وقطع الطريق على الناس حيث فقد إحدى رجليه عندما ضبط وهو يسرق غنما في قرية كش، إلا أن دهائه دفعه إلى تعلم الفروسية رغم إعاقته وقد إشتهر بشجاعته وضرباته الدقيقة بالسهم (اول سلاح معروف للبشرية). وقد كون جيشا من اللصوص لقطع الطريق والسرقة فنشر الرعب في مناطق كثيرة في أسيا الوسطى. أمام هذا الإنفلات الأمني، قام القائد الأوزبيكي إلياس خواجة لاحتواء جيشه الخارج عن القانون، ثم حدث أن ساءت العلاقة بين الرجلين ففر تيمور لنك عند الأمير حسين حفيد كازاخان آخر ملوك تركستان وتقرب إليه وترقى من وظيفة إلى أخرى حتى عظم وصار من جملة الأمراء، وتزوج بأخت السلطان حسين تم إستقر في قندهار فلما إستتب الوضع إنقلب تيمورلنك على صهره وقتل زوجته (أخت السلطان)، وأعاد تأسيس مجد دولة المغول وأعلن نفسه ملك ملوك المغول في سمرقند، القاسم الآخر مع معمرالقذافي يكمن في سياسة التوسع على حساب جيرانه وخلق القلاقل داخلها وتنظيم جيشضخما معظمه من المغول والمرتزقة وحقده على الدين والعلماء. فقضى حياته في حروب متعددة وكان يمنع على علمائه بل يقطع لسان كل واحد يخبره بقدوم شهر رمضان وكان يدمر ويحرق ويخرب كل المدن و العواصم المعروفة بعلمها وعلمائها كبغداد وحماة وحلب، كما أسر السلطان العثماني بايزيد الأول وقتله، في معركة في لغاريا، في شهر رمضان سنة 1404 م - أعد العدة لغزو الصين. إلا أن الجو كان شديد البرودة جعله لا يتحمل قسوة الثلوج وأصيب بالحمى التي أودت بحياته ويقال أنه أكثر من شرب الخمر المقطر لمقاومة قساوة الطقس حيث أذاب كبده، وقد توفي لهذا السبب وفشلت حملته لغزو الصين ودفن في سمرقند يوم عيد الفطر
أما الملازم معمر القذافي ״المقبور״ فقد حرّف في عهده العديد من الأيات القرأنية ولم يعترف بالسنة النبوية وكانت مواقفه من شهر الصيام تدعو إلى السخرية والضحك .بعد إنقلابه على الملك إدريس السنوسي الجزائري الاصل وحفيد المؤسس الزاوية السنوسية، الرجل الصوفي كان يحج إلى مكة المكرمة على قدميه كل سنة مارا على أقليم برقة الذي إستقر فيها وأسس بها زاويته التي سوف تتحول إلى إمارة ثم مملكة سنة 1951 بفضل صوت واحد في مجلس الأمن لدولة هايتي، الجمهورية الزنجية الفقيرة المستقلة سنة 1887. فبعد إنقلاب القذافي و10 من زملائه ضباط الصف سنة 1969 على الملكية قام بإجتثات الزاوية السنوسية وتحويلها إلى شبكة عسكرية وإستخباراتية لغزو إفريقيا و أدغالها، ورغم ذلك لم يستقر له الوضع السياسي نهائيا بسبب وجود منافس آخر في طريقه ومعارض صلب و فقيه كبير محترم في المجتمع الليبي، ألا وهو مفتي الديار الليبية الشيخ الطاهر الزاوي. فالليبيون كما هو معروف اغلبهم سنة ومالكيون وكان الشيخ الطاهر الزاوي لا يخشى الملك السنوسي ولا ثورة الفاتح من شتنبر للملازم القذافي.فكان أول صدام بين المفتي وقائد الثورة موضوعه يتجلى حول رؤية شهر رمضان فالمفتي كان يتبع القواعد الشرعية في ثبوت رؤية الهلال طبقا للقاعدة ״صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته״ وكانت المسطرة تكمن في شاهدين إثنين بالعين يقومان بتبليغ الرؤية إلى المحكمة أو ناظر الشؤون الدينية والأوقاف الكائنة في المحافظة او ״الشعبية״ وهذه الأخيرة تقوم بتبليغ المفتي بالعاصمة طرابلس الذي يعلن حلول شهر رمضان ببلاغ رسمي ونفس الامر لحلول شهر شوال أو عيد الفطر السعيد. كان القذافي يرى أن هذا الإجراء مسخرة وعبث ومضيعة للوقت، حيث ينبغي إزالته ومسحه من الذاكرة الشعبية. الأمر الذي رفضه الشيخ الطاهر الزاوي، مما خلق له متاعب كثيرة مع الملازم الليبي معمر القدافي، إلا أن المفتي العجوز تشبث بمواقفه في تطبيق الشريعة الإسلامية ووصل الخصام بين الرجلين إلى درجة دفعت الشيخ الطاهر الزاوي إلى كتابة بيان يكفر فيه القذافي ويتهمه بالردة والرياء، إلا أن الإعلان لم يصل إلى الإذاعة قصد تبليغه للرأي العام الليبي، حيث سارع القذافي إلى نزع إختصاصات المفتي وتحويلها إلى شخصه وأغلق دار الإفتاء وشرد منتسبيها، فتحول القائد إلى مفتي وخطيب وإمام المسلمين في لييبا وعموم إفريقيا والعالم. نتج عن هذه المصادرة الدينية تهميش دار الافتاء وضع رئيسها في الإقامة الجبرية إلى أن توفي في ظروف غامضة رحمه الله. وكانت لموقف القذافي تداعيات سلبية على النسيج الإجتماعي في ليبيا فإنقسم الشعب الليبي إلى من يصوم مع السعودية وأخرون مع مصر أو تونس وأخرون يذهبون إلى جزيرة جربة للإفطار!. فالقذاقي كان يأمر بالصوم يومين قبل المسلمين كافة في أسيا وإفريقيا وحتى في جزر الهاواي ومن ذناوو في الفليبين وكان يفطر قبل الجميع طبق لقاعدة ״خالف تعرف״ (حسب اجندة معدة سلفا.(
كان القذافي يسعى من وراء هذا العمل تقسيم العائلات الليبية كما قسم ليبيا جهويا وقبإليا وإيديولوجيا، فتلغيم الحقل الديني بطرهاته وإسرائيلياته المثيرة للجدل.
تهميش المفتي ودار الإفتاء كان من الأسباب الأساسية لتدمروغضب الشعب الليبي المحافظ والمتدين بجميع مكوناته وكان هذا التهميش عنصرا اساسيا في 27 محاولة إنقلابية على الملازم القذافي من رمضان 1970 إلى رمضان 2011 حسب اعترافات اللواء عمر الحريري رئيس اللجنة العسكرية التابعة للمجلس الأنتقالي الليبي.
وفي هذا السياق، نذكرالعديد من الشهادات التي تسربت من أعوان القذافي خاصة شهادة رئيس حرسه وإبن عمه أحمد القذافي، الذي كتب في أحد المواقع بأن الملازم معمر أبو منيار القذافي كان ينهج نهج إخوان الصفاء وكان لا يصلي إلا ركعتين وفي مناسبات ناذرة خاصة عندما يذهب الى دول الساحل وهذا قمة الرياء والنفاق. وأن أصوله اليهودية من أمه تابثة فقها وقضاء فصومه يشبه صوم اليهود، كما أكد مدير تشريفات القذافي نوري المسماري في جريدة الحياة اللندنية، أن إسلام القذافي كان سطحيا ومشكوكا فيه وكان قائد الجماهرية، ينزعج كثيرا عند قدوم شهر الصيام الذي كان لا يحترم شرائعه ويقضي لياليه في الملذات والسهرات في قصوره في الصحراء عوض الذكر والصلاة. أخيرا إنتقمت دار الإفتاء الليبية لنفسها عندما ظهر أحد أصدقاء الشيخ الطاهر الزاوي المعارض والمفتي الصادق الغرياني فقام بالإنشقاق عن القذافي واللجوء إلى قطر في الشهر الأول من بداية ثورة 17 فبراير 2011، حيث لعب مفتي الديار الليبية الجديد الذي كان مهمشا ومحاصرا، دورا كبيرا في تكفير القذافي وتحريض الناس عليه وكان دوره الإعلامي والديني في إشعال الثورة الليبية حاسما. وهكذا إسترجعت دار الإفتاء والمفتي دورهما المحوري في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية والدينية للمجتمع الليبي في 20 رمضان 2011 تاريخ سقوط عروسة البحر طرابلس تاريخ صادف دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة.
من هم أبناء لطائفة العلوية في سوريا؟
هل الطائفة العلوية هي حاضنة النظام البعثي الأسدي في دمشق والمسؤولة عن المجازر في مختلف أنحاء سوريا؟ أم هي طائفة مظلومة تاريخيا منذ ظهورها الى الآن. فقدمت الشهداء في عهد العثمانيين السنة وكذلك العلمانيين الاتراك والاستعمار الفرنسي كما زج بالكثير من رموزها في السجون في عهد الإستقلال لمعارضتهم للحكم الإستبدادي لعائلة الأسد الحاكمة مند 5 عقود والأن يقوم بتخويفها من الأغلبية السنية المعارضة فمن هم إذن العلويون في سوريا؟.
أثارت الانتفاضات العربية الكبرى او الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية والحرية في تسليط الأضواء على المشاكل السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والدينية لهذه الدول، وأعادت الإنتفاضة السورية التي أشعلها أطفال مدينة درعة عندما إقتلعت أظفارهم، ثورة مازالت مستمرة في التذمير مند أكثر من عام في بحر من الدماء والصراع الطائفي والمذهبي القديم الجديد على الحكم بين الطائفة العلوية التي تنتمي إلى عائلة الأسد و بين الأكثرية السنية التي حكمت سوريا مند السبعينات وتعتبر نفسها مضطهدة ومقمعة من نظام أل الأسد.
فالبعض من المحللين يصورون الثورة الشعبية الدائرة في سوريا بأنه صراع طائفي بين الأقلية العلوية التي تحتكر جميع مفاصل الدولة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة (الحرس الجمهوري، الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس والمخابرات الجوية والعسكرية التي كان يوجد على رأسها أصف شوكت زوج بشرى الأسد). فالشبيحة يقومون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ بالأسلحة البيضاء بوازع مذهبي شعارهم في ذلك "الأسد أو نحرق البلد". في المقابل نجد منظمات أصولية وإخوانية تمثل الأكثرية السنية في البلاد وحركات علمانية ديمقراطية ضعيفة يقودها مسيحيون وشركس وأكراد. إن هذه الصورة المعقدة في للفسيفساء الإجتماعية السورية هي محاولة لإجتزاء لما يحدث وإفتتات على الثروة الشعبية في الشام وعلى أبناء الطائفة العلوية التي قدمت الكثير من الشهداء في سبيل إستقلال سوريا والتي يجري اليوم إختصارها وإختزالها في عائلة الأسد الحاكمة بالحديد و النار. من هذا الباب ولتوضيح حقيقة ما يجري في سوريا ودور الطائفة العلوية وامتداداتها الإقليمية والدولية لابد من الوقوف عن قرب على تاريخ العلويين في الشرق الأوسط وعقيدتهم أو كيف إستطاعوا الصمود في منطقة معروفة بالزلازل المذهبية والعقائدية والأقليات الإثنية.
هل العلويون مسلمون؟
عرفت الطائفة العلوية ميولها في إخفاء ديانتها ومذهبها ونذرة المراجع التي تفسر بوضوح معتقداتها إضافة إلى هذا العائق العلمي الذي وقف عقبة في التعرف على الطائفة العلوية، لا سيما في ظل التشكيك بحقيقة إنتساب هذه الفئة إلى الدين الإسلامي فعلماء العلويين في الشرق الأوسط ومعهم مؤرخون وباحثون يؤكدون أنهم مسلمون إماميون جعفريون مرجعيتهم الشريعة الإسلامية، فهم يطبقون أحكامها وفقا لمضمون مذهب الإمام السادس عبد الله جعفر الصادق، إلا أن بعض فقهاء السنة ينعتوهم بالهراطقة الخارجين على الإسلام مثل إبن تيمية (1263- 1328م) الذي أصدر فتوى شهيرة كفر فيها الطائفة العلوية وإعتبرها فئة من فئات القرامطة الباطنية وهم أكفر من اليهود والنصارى وعلى غرار كل الأقليات في الشرق الأوسط.
عرف العلويون عبر تاريخهم الطويل القمع الديني والتهميش من الحكام العثمانيون مما دفعهم إلى اللجوء إلى الجبال والإنغلاق على أنفسهم وعدم المشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية وعاش العلويون في "كيطوهات" في قمم الجبال الممتدة من طرطوس شمالا إلى عكار جنوبا ويعيش القسم الأكبر من العلويين اليوم في تركيا وسوريا كما يتوزعون في العراق وفلسطين بالإظافة إلى تواجدهم بكثرة في دول الشتات (أمريكا - أوربا).
في القديم كان يطلق على الطائفة العلوية إسم النصيرية نسبة إلى محمد بن نصير الذي يعتبر المؤسس للمذهب العلوي في بغداد، وقد انشق العلويون عن الشيعة في عهد الإمام الموهوم وبدأهذا المستلح والتسمية يطلق عليهم منذ 1920 حيث قام الفرنسيون أيام الإستعمار الفرنسي بتغيير إسمهم إلى العلويين لتمييزهم عن المسيحيين وفي هذا السياق توجد أقواسم مشتركة مع الشيعة عامة وخاصة الرواية التارخية لمرحلة الرسول "صلى الله عليه وسلم" والصراع الذي تبعها بين أهل البيت والخلفاء الراشدين وما بعدها ولكنهم يعاكسون الشيعة في التقاليد الدينية والقرأنية ويزعمون قدرتهم على معرفة الحقيقة الإلهية بتواثر عن الأئمة المغمورين، وأكثر ما يركز عليه العلويون السوريون هو العقل الذي يمثل عندهم شخصية الرسول "صلى الله عليه وسلم" وهم مثل اكثر من 60 فرقة شيعية يعطون مكانة كبيرة للإمام علي "رضي الله عنه" لكنهم يختلفون عنهم بأن بعض متطرفيهم يقدسون الإمام علي ويدفعونه إلى درجة الألوهية. أما ما يميز الطائفة العلوية عن السنة والشيعة في أن واحد وهم إيمانهم بالثالوث المقدس الذي يتجلى في رأيهم : الله - محمد - علي يجعلهم قربين من فكرة الثالوث المقدس عند المسيحيين، كما يعتقد العلويون بمعتقد الحلولية الإلهية، وكما "أن الله يتجلى في صورة الإنسان"، وقد تجلى في النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" والإمام علي كرم الله وجهه وعدد من الأئمة والصالحين والأشخاص الذين "يختارهم الله"، وقد ظهر عندهم أئمة في التاريخ العلوي إدعوا النبوة وأمنوا بالإمام المهدي المنتظر. أهم أركان المذهب العلوي يرتكز على الإيمان بمعتقد "التقمص أو التناسخ "الأمر الذي يقربهم من نظريات الطائفة الدرزية. فأبناء الطائفة العلوية لهم نظرة خاصة من تطبيق أركان الإسلام الخمسة فهم يعتقدون "بالظاهر و الباطن ويرون أن روح العبادات ليست سلوكا خارجيا ينفذه الإنسان بتكرار وأن بواطن الأمور تمكن من معرفتها من خلال الأئمة المعصومين وأن الله سبحانه وتعالى يمنح هذه القدرة المعرفية لمن يشاء من خلقه الذين يمتازون بالبصيرة والعقل" فهم لا يعتبرون الصيام في شهر رمضان أمرا ملزما أما الصلاة لا ضرورة لإقامتها في رأيهم في المساجد ويمكن أن تقام في الأماكن المختلفة والمنعزلة ومعروف أن الطائفة العلوية لا تشيد مساجدا لأن في رأيهم هذه الأماكن المقدسة لم تكن موجودة أيام الرسول ولا في عهد الإمام علي الذي قتل داخل مسجد .ومن معتقداتهم الغريبة كذلك أن فقهاء الطائفة العلوية لا يحرمون شرب الخمر، فكان الإستعمار الفرنسي يعتبرهم مسيحيون من الدرجة الثانية ويشبهون في ذلك السيخ في الهند الذين جمعوا فضائل الإسلام والهندوسية في دين ثالث.
فحسب المستشرق البلجيكي هانري لامنس (1862-1937) فإن العلويون هم من المسيحيين الذين أخفوا ديانتهم وإدعوا أنهم مسلمون كي لا يتعرضوا للإضطهاد الديني من المسلمين السنة ومن جهة أخرى نجد تقارب بين العلويين والدروز في سرية التعليم الديني فعندما يبلغ الشاب العلوي سن المراهقة يقوم والده بتقديمه إلى فقيه الطائفة ليطلعه على أسرار الدين ويتحول هذا العالم إلى الأب الروحي للشاب طيلت حياته ويدين له بالطاعة حتى الموت والعلويون يقسمون نفسهم إلى قسمين : المتفقهون في الدين والجاهلون له. اما في شأن المرأة المرأة فالطائفة العلوية تمنع على بناتها الحجاب لأن حسب رأيهم الأمر ليس بفريضة إسلامية ولكنه تعبير عن الحشمة المحببة و هذا ما اكده كذلك مفتي الازهر اخيرا : "الحجاب عادة ليس عبادة". وتعتبر المرأة الحلقة الضعيفة و الرخوة في هذا المجتمع المغلق الذي هو مزيج من المذهب الشيعي واليهودية والمسيحية والإسماعلية والدرزية... فلا يحق للمرأة على سبيل المثال الإطلاع على أسرار الدين فهي في منزلة أقل من الرجل وهي ״ناقصة عقلا ودينا״ مواقف جرت الطائفة إلى مواجهات مع فقهاء الإسلام وكذلك حاربتهم الكنيسة المسيحية والتيارات الصوفية الأخرى كما تناوله لويس مايسنيون (1883-1963) الذي أضاف أن الديانة العلوية تأثرت بالمعتقدات الفارسية فهم يحتفلون بعيد ميلاد المسيح والغطاس وعاشوراء وعيدين الفطر والأضحى. لا يمكن أن نذكر العلويين السوريين بدون أن نذكر أن إمتداداتهم وعقيدتهم إنتشرت كثيرا في تركيا حيث يعيش فيها أكثرمن 25 مليون علوي % 35 منهم الأكرادا وهناك أيضا علويون تركمان وشركس، أما العلويون في المغرب فهم من سلالة الرسول "صلى الله عليه وسلم" ومن أهل البيت هم سنة مالكيون أشعريون. أما الطريقة العلوية بضم العين فهي حركة صوفية تجد جدورها في الأنضول وهي قريبة من الطريقة الرحمانية النقشبندية، ينبغي الإشارة قبل غلق هذا الموضوع الذي لم يحضى بالإهتمام والتحليل والتمحيص لفهم ما يجري الأن من حرب أهلية في سوريا ووالتي قد تنتشر في الإقليم بأكمله نظرا لإنتشار الطائفة العلوية في أكثر من بلد، رغم وجود إختلاف بين العلويين في تركيا والعلويين في سوريا فالطائفة العلوية في تركيا هي فئة صوفية تسمى بالقزلبانية (ذو الطاقيات الحمر) التي نشأت في ق 16 في أذريبجان وإشتهرت في الأنضول ومنها نشأت الدولة الصفوية. أما الطائفة العلوية في سوريا هي أقدم من ذلك بقرون عدة لكن القاسم المشترك بينهما هو معاناتهم من الإضطهاد والقمع الديني أيام الإمبراطورية العثمانية إلى أن جاء كمال أتاتورك إلى الحكم وقام بعلمنة الدولة التي سمحت للعلويين في الشرق الأوسط بولوج مؤسسات الدولة وخاصة الجيش والأمن وخاصة الأحزاب العلمانية والشيوعية . أما عدد العلويين في سوريا فهو % 15 من الشعب السوري فلقد كانت تعتبرهم السلطة العثمانية كفارا وفرضت عليهم الجزية مند 1571، لأنهم لا يصلون في المساجد ولايؤدون الفرائض الإسلامية ومنعتهم من ممارسة مذهبهم مما أجج مشاعر الكراهية لدى العلويين من الأغلبية السنية وهذا ما يفسر بعض المجازر التي حدثت مؤخرا، ولم يتحسن وضعهم إلا في أواخر ق 19 عندما قام العثمانيون ببعض الإصلاحات ومنحوهم نوعا من الإستقلال الذاتي في معاقلهم المحصلة كما شكل مجيء الإمتداد الفرنسي مرحلة جديدة في تاريخ العلويين الذين أثبتوا عروبتهم وإنتمائهم للأمة الإسلامية.
أخيرا أن الطائفة العلوية في سوريا ظلمها التاريخ وظلمها أبناؤها عندما زجوا بها في مواجهة ثورة شعبية تضم جميع أطياف الشعب السوري، فهي الخاسر الأكبر في المنطقة ولو نجح أل الأسد في إقامة دويلة علوية في اللاذقية.
ذ. ع مكاوي كاتب مغربي
31/07/2012
مصادر:
Henri Lamans (1862-1937)
Louis Massignon (1883-1963)
Mahmoud Karoui


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.