ما إن تأكد “تحت الضغط” القبول بحضور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الحالية، إلى ملتقى شبيبة حزبه العدالة والتنمية الذي عقد مؤخرا بمدينة فاس، ولو بشكل باهت جدا، بعد مناورات منه ضد رفيقه ومنافسه عبد الإله بنكيران المتحكم الأعظم في الروض الشبابي المنتج والمصدر لمنتوج “البيجيدي” داخل المشهد السياسي المغربي، حتى بدأت الأطراف الداخلية لحزب المصباح أو تلك المسماة بتيار الاستوزار المساند للعثماني والمهاجم لبنكيران، في تأسيس خرجات قوية للانتقام ممن تحوّم حول بنكيران، والضرب في قواعد الحزب الأولى. فبالإضافة لخرجة عزيز الرباح الوزير في حكومة العثماني، أثناء تحدثه في إحدى اللقاءات بالملتقى ذاته، وتقريعه بأسلوب غير مباشر لبنكيران الذي كان ينوي منعه من الاستوزار في الحكومة الثانية، وما تلى ذلك من انبراء حامي الدين التلميذ و”محامي” بنكيران، انتقلت المعركة الداخلية لحزب المصباح، بين يدي محمد يتيم الملقب ب”عاشق الاستوزار” ليقطر الشمع من جهته ويسعى لتوريط تيار بنكيران في صراع مع الملكية من خلال مقاله الذي فرض نشره بموقع الحزب، وانتقد فيه ملتقى شبيبة الحزب من فوق أريكته بالرباط، وكأنه ينتقم من عدم دعوته لحضور الملتقى. إمعان يتيم في مقاله المطول انتقاما للعثماني وحكومته، بالضرب في شخصيات حاولت يوم ما التعاطف مع أطروحة الحزب المزوقة، وكذا توظيفه وامتهانه لرموز وطنية يسارية، وتشبيهها ببنكيران، كشف عن حجم الصراع الدائرة داخل دائرة العدالة والتنمية الضيقة، والتي لا تغادر صراع السلطة والمواقع والامتيازات والمنافع، والتي ظهر بأنها ستفجر الحزب قبيل انطلاق المؤتمر الوطني للحزب نهاية العام الجاري، الذي يرتقب فيه أن يقوم بنكيران بتكسير صنم الديمقراطية، التي اعتبرتها شبيبة حزبه “أولا” في شعار ملتقاها بفاس، وسيعتبرها حتما بنكيران “آخر شيء” يمكن الحديث عنه عند منحه ولاية ثالثة. لقد ضاقت صفحات الفيسبوك فعلا بحجم الردود والردود المضادة التي بات يمارسها أتباع حزب العدالة والتنمية فيما بينهم مؤخرا، والتي ظهرت فجأة مع حادثة البلوكاج الحكومي، معرية على حقيقة الحزب وأهداف السلطة التي سعى ولا زال يسعى لأجلها المنتمون للحزب، والتي يحاولون دوما تغليفها بلبوس شعارات شعبوية ك”المعقول” و”خدمة الصالح العام” و”محاربة الفساد”. قناع المصباح سقط نهائيا أمام تشبت بنكيران بولاية ثالثة خارج الشرعية وربما ستكون هذه الولاية نحسا على الحزب ووحدته.