أعلنت كولومبيا حدادا وطنيا اثر مقتل أكثر من مئتي قتيل ومئات المفقودين والجرحى في سيول وحلية جارفة ناجمة عن أمطار غزيرة تنهمر على منطقة الأنديز طالت أيضا البيرو والإكوادور. وأحصى الصليب الأحمر 206 قتلى و202 جرحى و220 مفقودا بعد الكارثة التي ضربت في وقت متأخر من ليل الجمعة مدينة موكوا مقر منطقة بوتومايو بجنوب كولومبيا، مع احتمال ارتفاع الحصيلة أكثر. وكتب الرئيس خوان مانويل سانتوس على تويتر "قلوبنا مع عائلات الضحايا والأشخاص الذين طالتهم هذه المأساة"، وقد توجه إلى الموقع حيث تولى قيادة عمليات الإغاثة. وأعلن الرئيس حال "الكارثة الرسمية" من أجل "تسريع″ عمليات الإنقاذ. ونقل التلفزيون صورا مؤثرة لهذه المدينة البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والمحرومة من الكهرباء والماء، بدت فيها شوارع غطتها الوحول والصخور، وعسكريون يحملون أطفالا بين الأنقاض، وسكان ينتحبون وسيارات محطمة ونفايات في كل مكان. وقال سانتوس "للأسف، الأرقام الجديدة (…) تصل إلى 193 قتيلا و202 جريح"، فيما أوضح مسؤول في الصليب الأحمر لوكالة فرانس برس أن الرئيس يفيد عن عدد الضحايا الذين تم التعرف إلى هوياتهم جراء سيل الوحول الذي غمر موكوا قرابة الساعة 23,30 الجمعة (4,30 ت غ السبت) نتيجة فيضان أنهار. وتنهمر أمطار غزيرة ناجمة عن ظاهرة "إل نينيو" المناخية منذ عدة أسابيع على منطقة الأنديز في شمال غرب أميركا اللاتينية، وتسببت بفيضانات في البيرو حيث أوقعت 101 قتيل وأكثر من 900 ألف منكوب، وفي الإكوادور حيث أحصي 21 قتيلا و1280 منكوبا. وهطل 130 ملم من الأمطار مساء الجمعة، أي ما يزيد عن المعدل الشهري في موكوا بنسبة 30%. ووقعت الكارثة اثر فيضان أنهار موكوا ومولاتو وسانغوياكو في موقع أعلى من المدينة. ويشارك أكثر من ألف عسكري وشرطي في عمليات الإغاثة، بحسب وزير الدفاع لويس كارلوس فييغاس الموجود في الموقع أيضا على غرار أعضاء آخرين في الحكومة. وأفادت الوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث عن إرسال أكثر من سبعة أطنان من المواد الطبية واحتياطات المياه والكهرباء إلى موكوا. وأعربت دول كثيرة بينها فرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإسبانيا والبرازيل والإكوادور وفنزويلا عن تضامنها.