أوقع معبر “ترخال2” المؤدي إلى سبتة، المخصص للنساء حمالات السلع المهربة من المدينةالمحتلة إلى المغرب، أولى ضحاياه، بوفاة امرأة شابة لا يتجاوز عمرها 21 ربيعا، وأم لطفلة، متأثرة بجراح خطيرة أصيبت بها يوم الخميس الماضي، جراء شدة الازدحام الناجم عن تدفق المئات من الحمالين والحمالات على المعبر وعلى ظهورهم كميات هائلة من سلع التهريب. ويتعلق الأمر بالمرحومة سعاد، التي توفيت أمس الاثنين بمستشفى تطوان ،الذي نقلت إليه من مستشفى الفنيدق، بعد إصابتها بجراح خطيرة. وقد دفنت بعد ظهر أمس بالفنيدق حيث كانت تقيم قيد حياتها. توفيت هذه المرأة الشابة التي تركت وراءها رضيعة لا تتجاوز 5 أشهر، مسحوقة تحت أقدام الحشود الغفيرة، على الجانب المغربي من نقطة العبور نحو سبتة. وكان يوم الخميس هذا يوم مشهودا بما شهده من مئات الحمالين والحمالات، أو البغلات كما يطلق عليهن ، كانوا ينتظرون دورهم للوصول إلى الجيب المحتل قصد التبضع بالسلع التي يتم تهريبها نحو المغرب. وحسب الموقع الاسباني El Espanol ،كانت تلك المرة الأولى التي تتولى فيها هذه المرأة الشابة حمل سلع التهريب، حيث عوضت زوجها الذي منعه المرض من القيام بهذا العمل، وكان محتما عليها القيام بذلك للحصول على المال لأداء فاتورة الماء والكهرباء. ونقل الموقع عن أحد التجار قوله: “يوم الحادث (23 مارس) كان هناك أكثر من 600 حمال وحمالة ينتظرون على الجانب المغربي وسط فوضى عارمة من الصراخ والمشاحنات”، مشيرا إلى أن السلطات المغربي اضطرت أمام هذا الوضع إلى إغلاق نقطة العبور بصفة مؤقتة في محاولة لتنظيم تدفق الحمالين، الذين حددت السلطات الاسبانية العدد المسموح لهم بالدخول إلى سبتة ب4.000 في اليوم. كما أشارت الصحافة الاسبانية إلى أن امرأة حمالة أخرى بترت أربعة أصبع من يدها في ذلك اليوم . وكان رجل حمال قد فقد قبل ذلك بأيام أصبوعين اقتلعا بواسطة البوابة الحديدية التي علق بها . وتأتي وفاة الراحلة سعاد، كأول ضحية تسقط منذ افتتاح معبر “ترخال” الجديد، الذي خصص للحمالين نساء ورجالا، ليذكر بوفاة امرأتين من تطوان خنقا سنة 2019 ، عندما تدفقت أعداد هائلة من الحمالين والحمالات على نقطة العبور الأولى Biutz المؤدية إلى سبتة. كما تومت سيدة أخرى سنة 2008 في نفس الظروف بمليلية. وذكرت الصحافة الاسبانية أن إحدى الجمعيات الحقوقية (Pro Derechos Humanos de Andalucía)،طالبت اليوم الثلاثاء بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادث. من جانبه، دعا مسؤول تحالف أحزاب Caballas، محمد علي ، الحكومتين الاسبانية والمغربية إلى الإعلان عن “موقف واضح” من تهريب البضائع بين سبتة والمغرب ، داعيا المسؤولين في البلدين إلى اتخاذ إجراءات كفيلة بالحفاظ على “كرامة واحترام حقوق الانسان” للحمالين نساء ورجالا. من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن السلطات الاسبانية شرعت منذ يوم أمس الاثنين، في توزيع بطاقات مرقمة على الحمالين الذين حدد عددهم في 4.000 شخص بهدف تنظيم حركة المرور عبر نقطة العبور، حيث ذكرت وسائل الاعلام أنه من بين ال4.000 بطاقة تم أمس الاثنين توزيع 800 بطاقة.