في الوقت الذي مازال فيه رئيس الحكومة المكلف الجديد سعد الدين العثماني يطمئن للمسؤولية الجديدة التي “فاجأه بها الملك، وأصابته بالدهشة” كما وصفها بذلك، استبق حزب التقدم والاشتراكية -الذي كان أحد الحسابات الثابتة لدى ابن كيران المعفى- كل جديد في المشاورات المرتقبة، بإصدار بلاغ يدعو فيه الأطراف المعنية بالمشاورات إلى “التحلي بالروح الايجابية وتغليب المصلحة العليا للوطن”. ويبدو أن حزب الكتاب يرمي ببلاغه هذا الصادر عن اجتماع مكتبه السياسي أمس الجمعة للتأكيد على ضمان مقعده في التشكيل الحكومي المرتقب، رغم تغيير ربان المشاورات من ابن كيران إلى العثماني، والذي ستتغير معه معطيات كثيرة بلا شك. بلاغ المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية دعا “جميع الأطراف المعنية بتشكيل الاغلبية الحكومية إلى التحلي بالروح الإيجابية وتغليب المصلحة العليا لوطننا وشعبنا، بما يمكن من تشكيل الحكومة في أقرب الآجال، على أساس أن تكون حكومة قوية تعبر عن الإرادة الشعبية، وتحظى بسند وثقة جلالة الملك”. البلاغ والذي صدر حتى قبل انعقاد المجلس الوطني الاستثنائي، لحزب العدالة والتنمية صباح اليوم السبت بسلا، والذي ناقش من بين أهم نقاطه توجهات المشاورات الجديدة التي سيلتزم بها العثماني، لم ينس كذلك أن يشير إلى “تثمينه البالغ لحرص جلالة الملك على تجاوز وضعية الانسداد، وتفعيل الصلاحيات الدستورية لجلالته انطلاقا من الروح الديمقراطية للقانون الاسمى للأمة، بما يحفظ الارادة والتمثيلية الشعبية، وبما يوطد الاختيار الديموقراطي”، في إشارة إلى الإعفاء الملكي لإبن كيران من مهمة تشكيل الحكومة بعد بلوكاج دام خمسة أشهر.