ما زال المغاربة يتذكرون فضيحة الفساد التي تورط فيها الحبيب الشوباني، القيادي في “البيجيدي”، ورئيس مجلس جهة “درعة-تافيلالت”، عندما حاول السنة الماضي الاستيلاء على أراضي سلالية مساحتها 200 هكتار لإقامة مشاريع لحسابه بإقليم الراشيدية، حيث شكلت تلك الفضيحة حديث الخاص والعام في صيف السنة الماضية، وبينت إلى أي مدى يمكن أن يذهب الجشع والفساد ببعض قياديين حزب الإسلاميين ومنتخبيه المحليين، رغم ما يدعونه من تقوى وتشبث بقيم الدين . بعد تلك المحاولة الفاشلة، التي اعتقد الشوباني أن النسيان قد طواها، عاد مؤخرا ليكرر المحاولة مرة أخرى ، لكن هذه المرة بنوع من “الدهاء” ، حيث تفتقت “عبقرته”، بمعية شريكه في الحزب وفي الفساد ، عبد الله صغيري (النائب الخامس لرئيس مجلس الجهة) ، بأن قام بتوكيل أحد المتواطئين معهما ، وهو عبد المجيد القزايبري (عضو في ذات الحزب) ليقوم، لحسابهما، وفي سرية تامة ، بالإجراءات اللازمة لاقتناء نحو 300 هكتار من الأراضي السلالية الواقعة بالمكان المعروف ب”إيردي” بمدخل مدينة أرفود (انظر الصور)، حسب ما علم “برلمان.كوم” من مصادر موثوقة بأرفود. وتنفيذا لهذا الخطة المحبوكة باتقان من قبل الشباني وصحبه، تفيد مصادرنا، قام القزايبري بتأسيس تعاونية فلاحية تحت اسم “جنان واحات الأنوار”، والتي تقع بمنطقة قصر أولاد بوزيان. وباسم هذه التعاونية تمكن هذا الأخير من الحصول على موافقة مبدئية من محمد بومرور، مندوب الأراضي السلالية التابعة لفرع قبيلة أيت خباش ، يتم بموجبها كراء أراضي فلاحية مساحتها 300 هكتار تقع بمنطقة “إيردي” على الضفة الشرقية لواد زيز، وذلك على سبيل الكراء الطويل الأمد .وهذه بالضبط هي الحيلة التي حاول بها السنة الماضية الاستلاء على 200 هكتار من الأراضي السلالية بالراشيدية. وبعد حصوله على وعد بالكراء ، تضيف ذات المصادر، قام عبد المجيد القزايبري بإنجاز عملية المسح الخرائطي لهذه الأراضي ، كما قام بإعداد رسم للموقع بسعر بلغ 18.000 درهم (60 درهم للهكتار) ، وتولى أداء المبلغ شريكه في المشروع امبارك حميدي ، نائب رئيس الكتابة الإقليمية للفضاء المغربي للمهنيين بالراشيدية التابعة ل”البيجيدي”. إلى حد هذه المرحلة ، سارت الأمور كما خطط لها الشوباني وشركاؤه ، لكن في غضون ذلك سيفاجؤون، حسب مصادر “برلمان.كوم”، بتدخل من لحسن حبيبي (صاحب فندق ومالك لضيعة فلاحية لأشجار النخيل تسمى “دومين مولاي علي الشريف” ، والتي تقدر مساحتها بنحو 100 هكتار مغروسة بالأراضي السلالية المسماة ” سهب الشياحنة” بمنطقة “إيردي” ، الذي تقدم بشكاية إلى السلطات المحلية بأرفود والريصاني وإلى المصالح المسؤولة على قطاع المياه. وأضافت المصادر أن هذه الشكاية التي تقدم بها لحسن حبيبي تتهم محمد بومرور مندوب الأراضي السلالية بأيت خباش، بإبرام عقود لكراء أراضي دون احترام المسافة القانونية بين الملكيات الفلاحية التي يجري استغلالها في المنطقة، موضحا أن تكاثر الضيعات الفلاحية من شأنه أن يستنزف الفرشة المائية بالمنطقة. جدير بالإشارة في ذات السياق أن هذه الأرض الفلاحية التي يخطط أطر “البيجيدي” للحصول عليها بهذه الطرق الملتوية توجد موضوع نزاع بين القبيلة العربية “لمعاضيد” ونظيرتها الأمازيغية “أيت خباش”. وبذلك ينكشف المستور وتفتضح خطة القيادي بالعدالة والتنمية ورئيس جهة “درعة-تافيلالت” وشركائه من الحزب، لتنضاف هذه الفضيحة الجديدة إلى سجله العامر بالفساد وسوء التدبير على مستوى أفقر جهة في المغرب.