أنطونيو غوتيريس، الأمين العام الأممي الجديد ،الذي أشاد بخصاله وكفاءته الملك محمد السادس في برقية بعثها له أمس الخميس ، سياسي برتغالي مخضرم ، تولى مناصب مختلفة سواء في بلاده البرتغال أو على الصعيد الدولي ، منها رئيس الوزراء والمفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين. غوتيريس ، الذي رشحه أعضاء مجلس الأمن واختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 أكتوبر بالأجماع (192 عضو) في منصب الأمين العام الأممي، خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون ،ولد في 30 أبريل 1949 في العاصمة البرتغالية، لشبونة. بعد أن درس الفيزياء والهندسة الكهربائية في المعهد العالي للتكنولوجيا، وتخرج عام 1971، مارس العمل الأكاديمي كأستاذ مساعدا. بين 1996-2002 ،تولى غوتيريس منصب رئيس وزراء في بلاده، رئيسا للمجلس الأوروبي عام 2000، ورئيسا لمنظمة الاشتراكية الدولية من 1999 إلى 2005 ، قبل أن يتولى لفترتين مهمة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. على مستوى التجربته ،يملك غوتيريس مسيرة سياسية طويلة بدأت في البرتغال عند انضمامه عام 1973 إلى الحزب الاشتراكي البرتغالي الذي شغل منصب أمينه العام سنة 1992، والذي تمكن تحت رئاسته بعد ثلاث سنوات من تصدر نتائج الانتخابات التشريعية، مما فتح له الباب لتولي منصب رئيس الوزراء. ومن منطلق إيمانه بالوحدة الأوروبية، ناضل غوتيريس من أجل انضمام بلاده إلى لاتحاد الأوروبي، كما عرف بمناهضته لمطالب ترخيص الإجهاض في البرتغال. بعد أن بدأ نجمه في عالم السياسة بالأفول ، غادر الحياة السياسية في بلاده سنة 2001 ، ليجرب حظه على الصعيد الخارجي ، حيث تولى سنة 2005 منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. بهذه الصفة ، تجول غوتيريس في مختلف مناطق الصراع حول العالم، وكانت له مواقف معروفة من مسألة اللاجئين الذين تدفقوا على أوروبا ،خاصة من منطقة الشرق الأوسط، إذ قال في تصريح له إن ما قدمته أوروبا في موضوع اللاجئين ليس بالكثير، وإن القارة بحاجة إلى مهاجرين. وسبق لغوتيريس أن انتقد تعامل البلدان الغنية مع أزمة اللاجئين السوريين، قائلا في تصريحات صحفية “للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء”، مضيفا أنه “لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة إلى أوروبا”. من جهة أخرى ، يرى غوتيريس أن “معالجة مشكلة التغيرات المناخية وتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة تعتبر من العوامل الرئيسية التي من شأنها المساهمة في تحقيق السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم”. إذن انطلاقا مما راكمه من تجربة سياسية دولية ، قدم غوتيريس في 29 فبراير 2016 ترشيحه لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا للكوري الجنوبية لبان كي مون الذي تنتهي ولايته نهاية 2016.