ما زالت قضية الفضيحة الجنسية ل”الكوبل الدعوي” لحركة الاصلاح والتوحيد ، عمر بنحماد وفاطمة النجار ، تستأثر باهتمام الصحافة الدولية بالنظر لما كشفت عنه عن تناقض صارخ بين الخطاب الديني لإسلاميي “البيجيدي” وما يفعلونه في حياتهم اليومية . فقد خصصت الأسبوعية الفرنسية “جون أفريك” في عددها الجديد ملفا سلطت من خلاله الضوء على عدد من جوانب هذا الحدث الفضائحي. وفي هذا الصدد كتبت المجلة أن تعدد القضايا الاخلاقية التي تورطت فيها أسماء معرفة في حركة التوحيد والاصلاح ، ساهمت في الكشف عن حقيقة من ينصبون أنفسهم حراسا ومدافعين عن النظام الأخلاقي للمجتمع وبذلك نزعت عنهم كل مصداقية. وبعد أن أشارت إلى أن الفضيحة الاخلاقية لبنحماد والنجار ، اللذان ضبطا متلبسين بارتكاب فعل الزنا والخيانة الزوجية، شكلت قضية صيف 2016 في المغرب ، قالت إنه كان من الممكن ألا تخرج هذه القضية عن مجرد حدث عادي لا قيمة له ، لولى المكانة السياسية لبطليها ، إذ يتعلق الأمر باثنين من رموز حركة التوحيد والاصلاح التي تمثل الذراع الايديولوجي والديني لحزب العدالة والتنمية ،حيث يحتل المعنيين بالأمر مركزا متقدما في سلم المسؤولية بالحركة فضلا عن كونهما من كبار الدعاة فيها. وقال “جون أفريك” إن المثير في الأمر هو أن العاشقين معروفان على نطاق واسع بخطابهما الأخلاقي المبالغ في الورع والتقوى ويقدمان نفسيهما كمدافعين عن الفضيلة ومعروفين بفتواهما الموجهة للشباب في مجال السلوك والأخلاق الحميدية المستمدة من الدين وفق رؤيتهما. ومن بين أمثلة تناقض فتاويهما مع أفعالهما ، روت المجلة ، نقلا عن مصدر مطلع على الملف ، أن بنحماد كان يقوم بزيارة عشيقته فاطمة كل أسبوع ، بينما زوجها كان لا يزال على فراش الموت. وبعد أن أشارت إلى أن “البجيدي” فضل الانحناء للعاصفة وأمر أتباعه بعدم التعليق على الفضيحة ،قالت إن “البيجيدي” ربما يكون قد استفاد من فضائح سابقة أبطالها قياديون من الحزب ، خاصة قضية “الكوبل الحكومي” ، الوزير لحبيب الشوباني وعشيقته الوزيرة سمية بنخلدون ، وهي الفضيحة التي شكلت مادة دسمة خلال سنة 2015 لعناوين الصحف الوطنية والدولية ، وانتهت بإقالتهما من الحكومة قبل أن يتزوجا رسميا. واعتبرت المجلة أن انفجار هذه الفضائح واحدة تلو الأخرى ، من شأنه أن يفقد المصداقية للخطاب الديني للبيجيدي ويسقط ورقة الفضيلة التي يجعل منها الاسلاميون العمود الفقري لخطابهم السياسي . وسجلت المجلة أن المغرب شهد على عهد حكومة بنكيران الكثير من الحديث عن الجنس، ابتداء من قضية أمينة الفلالي ، ثم قبلة الناظور، فسروال Jennefer Lopez ، والتنورة القصيرة لشابات تزنيت، وانتهاء بالمثليين الذين تعرضوا للاعتداء . وبذلك ، تقول المجلة ، يكون المجتمع المغربي قد كشف عن الشرخ العميق الذي يفصل بين الذين يدافعون عن الحريات الفردية ، وأولئك الذي يدافعون عن النظام الأخلاقي وهم غير قادرين على تطبيقه على أنفسهم.