الخط : إستمع للمقال بما أن صاحبنا حميد المهداوي انتفض مؤخرا، ولازال ينتفض، من أجل حقه في الشك بوجود مؤامرة صهيو-ماسو-مخزنية تحاك ضده من قلب تل أبيب، فإنه بنفس المنطق واستنادا إلى نفس المبدأ، نقول له من هذا المنبر: من حقنا كذلك أن نشك في استعانتك بخدمات عملاء معروفين للمخابرات الجزائرية في معاركك الشخصية الأخيرة... وكما تقول أنت بنفسك أسي المهداوي: هذا ليس فيه أي إساءة إلى المؤسسات الأمنية والاستخباراتية مادام هو مجرد شك وأنه من حق أي شخص الشك، لاسيما في ظل وجود قرائن وصدف عجيبة... أليس هذا هو كلام صاحبنا الذي يدعي توفره على "بطاقة سيدنا" ؟... طيب... المعطى الأول المثير للريبة يتمثل في تزامن حملة شرسة قادتها دنيا فيلالي على "اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر" (المجلس الوطني للصحافة سابقا)، مع الحملة التي أطلقها المهداوي نفسه ضد المؤسسة ذاتها. الفيديو الذي بثته فيلالي بتاريخ 25 مارس، والمنشور الذي سبقته بيومين، لم يكنا مجرد مواقف معزولة، بل حملا نفس المضامين، ونفس العبارات التي استعملها المهداوي في خرجاته. المفارقة أن دنيا فيلالي، المعروفة بعدائها العلني لكل مؤسسات الدولة، والتي لا تتوانى عن الدعوة إلى "إسقاط النظام"، وجدت نفسها فجأة تتحدث عن "اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة"! فمتى أصبحت مؤمنة بشرعية هذه المؤسسات؟ ولماذا اهتمت فجأة بقضية لا تهمها لا من قريب ولا من بعيد؟ في الواقع، دنيا فيلالي خصصت الفيديو المذكور لمهاجمة عبد المجيد بن حساين، رئيس هيئة الضمير الوطني للدفاع عن حقوق الانسان، بدعوى أنه شهر بها في فيديو يعود إلى يوليوز 2022. أي قبل حوالي ثلاث سنوات! فلماذا تذكرت دنيا هذا الفيديو الآن بالضبط؟ ولماذا لم ترد عليه حينها؟ ثم كيف علمت به وهي نفسها أقرت بأنها لم تكن على علم به من قبل، بل توصلت به من "شخص ما"؟ فمن يكون هذا الشخص؟ ولماذا اختار هذا التوقيت بالضبط لإعادة إحياء خلاف قديم؟ ولماذا قامت بترجمته إلى اللغة الفرنسية ؟؟ الجواب المنطقي الوحيد أن اختيار فيديو بن حساين لم يكن عشوائيا، بل جاء في سياق الهجمة التي أطلقها المهداوي ضده، بعد أن تقدّم هذا الأخير (أي عبد المجيد بن حساين) بشكاية ضده أمام اللجنة المؤقتة. الأمر الذي يرجح وجود تنسيق أو تحريض مباشر بين الطرفين، على الأقل في سياق الأهداف والخطاب. ومن يتأمل فقرات الخطاب التي أوردتها فيلالي ضد اللجنة المؤقتة، يلاحظ تشابها مذهلا مع خطاب المهداوي: نفس الجمل، نفس الاتهامات، نفس المنطق. بل الأدهى أن فيلالي لم يسبق لها أن تطرقت في فيديوهاتها السابقة لموضوع "المجلس الوطني للصحافة" أو "اللجنة المؤقتة"، رغم كل ما كتب عنها من مقالات صحفية خلال السنوات الماضية. لماذا الآن إذن؟ هل تحركت من تلقاء نفسها، أم بناء على توجيه مباشر؟ لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل إلى التطابق الخطابي الكامل حين نكتشف أن نفس "الخطاب السخيف" عن الاستهداف الإسرائيلي المزعوم، الذي دأبت دنيا فيلالي على ترديده خلال السنوات الأخيرة، أصبح فجأة هو نفسه خطاب المهداوي! "أنا مستهدف من طرف إسرائيل"، "تل أبيب تراقبني"، "الصهيونية تترصدني"... عبارات كانت حتى وقت قريب حكرا على دنيا وزوجها، فإذا بها تتحول إلى لازمة يتغنى بها المهداوي، قبل أن ينضم إليه الهارب هشام جيراندو وآخرون. صدفة أخرى؟ أم استلهام متعمد؟ أم "خدمة مؤدى عنها" لإدخال خطابات أبواق النظام الجزائري الذي يصف المخزن بالصهيوني إلى الفضاء المغربي عبر بوابة المهداوي؟ الأخطر في كل هذا هو اشتراك المهداوي وفيلالي في صداقة شخصين معروفين بعلاقاتهم العدائية مع المغرب ومؤسساته. الأول هو الانفصالي جابر الغديوي الملقب ب "يوبا الغديوي"، المعروف بتحركاته الانفصالية منذ أحداث الحسيمة، والذي نصبته المخابرات الجزائرية رئيسا صوريا لما يسمى ب"الحزب الريفي"، وهو نفس الشخص الذي يتولى اليوم رعاية فيلالي وزوجها في أوروبا. هذا الشخص كان ضمن دائرة أصدقاء المهداوي على فيسبوك (كما هو مبين في الصورة أسفله) إبان ما سمي ب"حراك الريف"، قبل أن يتفرغ للتشبيك مع "خونة" الخارج. أما الثاني، فهو حسين المجدوبي، الصحفي المأجور الذي تحول إلى وسيط خفي بين جميع المعادين للمغرب داخل وخارجه، والذي تؤكد مصادر موثوقة أنه هو من أوحى للمهداوي بفكرة توظيف خطاب "الاستهداف الإسرائيلي" ومحاولة إقحام المؤسسة الملكية فيه، بشكل خبيث ومفضوح. كما أكدت ذات المصادر أن المجدوبي كان يحاول في الأيام الماضية التواصل مع دنيا فيلالي. فهل كل هذه التشابكات مجرد صدف؟ أم أننا أمام تحالف خفي يستغل فيه المهداوي "الخدمات" الإعلامية لعميلة معروفة، علّه يلقى صدى لدى أبواق النظام الجزائري؟ لاسيما وأنه كان يردد هذه الفكرة باستمرار هذه الأيام قائلا: ""واش غادي يعجبكم الحال هادشي اللي كديرو ليا يهضر عليه النظام الجزائري ويضحك علينا؟"... مع الإشارة أيضا إلى إمكانية استغلال المهداوي لخدمات دنيا فيلالي لمحاولة "تدويل" الهجوم على بن حساين بعد أن طُلِب منها ترجمته إلى اللغة الفرنسية، حتى لا يظهر هو في الصورة. إن ما جرى ويجري ليس مجرد تلاق عفوي في التوجهات، بل تقاطع خطير في الخطاب والمصالح، وسط علامات استفهام لا يمكن تجاهلها. حميد المهداوي، يبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى أقرب إلى أدوات الطابور الخامس، إن لم نقل أحد أذرعه المتقدمة، وهو ما يستدعي الحذر والتيقظ... وخصوصا الشك...في انتظار الجواب من صاحبنا المهداوي صاحب بدعة "بطاقة سيدنا"... فهل من يدعي الاستماتة في الدفاع عن جلالة الملك، يتحالف مع من يدعو صباح مساء إلى إسقاطه ؟؟؟ !! الوسوم المغرب بوغطاط المغربي حميد المهداوي