الخط : إستمع للمقال تحية بوغطاطية للجميع، بعد أيام قليلة من الخروج المثير للجدل وللريبة أيضا، لحميد المهداوي الذي قال فيه بأن هدم الفيلا التي شرع في بنائها بدون رخصة، سيجعل عصابة "البوليساريو" لن تقبل بمقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، خرج بعده المدعو إدريس فرحان ليردد نفس الكلام... بنفس نبرة التهديد والوعيد وبنفس منطق الابتزاز، بل والتحريض... تحريض العصابة الانفصالية على توظيف وقائع وقضايا معينة للترافع بها ضد المغرب. لقد قلت في تدوينة سابقة على حسابي في منصة "X"، بأن ما قاله المهداوي فيه اتهام مبطّن خطير للدولة بأنها تستميل الصحراويين بجعلهم فوق القانون، وبالتالي فهو يطعن في وطنية الصحراويين وولائهم وهذا خطير للغاية. وما يؤكد كلامي أكثر، هو ما قاله في الحلقة التي رد فيها على علي المرابط عندما قام بتخوين المغاربة الذين يقولون "عاش الملك"، بمن فيهم زملاؤه في المهنة، حيث قال أن الامتيازات هي التي تجعلهم يقولون "عاش الملك" ولو انتزعت منهم سيتآمرون على الملك وعلى الوطن. يعني أن المهداوي عندما قال ما قاله عن "فيلته" ودون أن يشعر ساوى بينه وبين مرتزقة البوليساريو، فقد كان يرى في السماح له بمخالفة القانون امتيازا. يعني إما أن تتركوه يخالف القانون (كامتياز) وإما سيسقط شعار "عاش الملك" الذي يرفعه تقيةً وليس اقتناعا وسيتآمر على الوطن. الفرق هنا بين المهداوي وادريس فرحان، هو أن الأول (أي المهداوي) هو من استغل شخصيا ورقة "البوليساريو" للدفاع عن مصالحه المادية البحتة، بينما الثاني (أي ادريس فرحان) استغل نفس الورقة، لكن نيابة عن آخرين ممن يدعي الدفاع عنهم، أمثال محمد زيان والمعطي منجب وآخرين. ويتبين أنه في كلتا الحالتين، كل هؤلاء الذين يدعون أنهم معتقلي رأي وأنهم ضحايا قمع أو اضطهاد، هم في آخر المطاف لا يناضلون إلا من أجل مصالحهم الشخصية ولو كلفهم الأمر التحالف مع الشيطان نفسه وليس فقط مع "الانفصال". لكن هناك ما هو أخطر من النضال الشخصي ومحاولات الابتزاز. فالمهداوي وفرحان يشتركان في كونهما مشتلا خصبا للخطاب العدمي الذي يحظى بصدى كبير لدى قصر المرادية ودهاليز مخابراته. ويشتركان في كونهما مطبخا قذرا لصناعة السموم التي يبحث عنها نظام العسكر لبثها عبر أبواقه الإعلامية ضد المغرب. ويشتركان في كونهما قاعدة خلفية للمخابرات الجزائرية لتأليب المغاربة على النظام ومحاولة زرع بذور الشك في المؤسسات والقائمين عليها. فإذا كان ادريس فرحان يتخصص في بث "الفايك نيوز" من خارج المغرب معتمدا قاعدة "جوزيف جوبلز" وزير الدعاية في عهد هتلر التي تقول: "كذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، فإن المهداوي في الداخل يعمل على صناعة السُّخط وسط المغاربة تحت غطاء محاربة الفساد، حيث في طيات خطابه نجد الكثير من التشكيك والمحاولات الخبيثة لنزع ثقة المغاربة في مؤسساتهم وعلى رأسها المؤسسة الملكية التي يدعي تقيةً أنه مقتنع ومتشبث بها. وما يؤكد هذا الكلام أكثر هو التهافت الغريب والمريب لأذناب النظام العسكري الجزائري في "السوشيال ميديا" على الاستشهاد بخطاب وبفيديوهات المهداوي عندما يتعلق الأمر بانتقاد الأوضاع الداخلية بالمغرب. فلماذا المهداوي تحديدا وليس أحدا آخر ؟؟ مع العلم أن هناك الكثير من "اليوتوبرز" والصحفيين المغاربة، داخل المغرب، ممن ينتقدون الفساد ويستنكرون بعض الأوضاع المعيشية... فلماذا يختار إعلام النظام الجزائري الاستشهاد بالمهداوي تحديدا رغم ادعائه بأنه ملكي؟ بالأمس القريب كان النظام الجزائري يعتمد فقط على من يعادون النظام المغربي صراحة، مقدما إياهم ك "معارضين" لمحاولة تأليب الرأي العام المغربي، لكن ولأن كل أولئك الذين راهن عليهم نظام العسكر، هم بالنسبة للمغاربة مجرد مرتزقة وخونة، فقد كان لزاما على نظام هوكستان البحث عن أشخاص بمعايير دقيقة... أشخاص باستطاعتهم أن ينشطوا من داخل المغرب وأن يتواصلوا مع مغاربة بشكل مباشر، شريطة أن يلمس فيهم حقدا دفينا تجاه الوطن وقدرة رهيبة على دس السم في العسل، وأن تكون لديهم دوافع انتقامية من النظام. بمعنى آخر، أشخاص يُظهرون ما لا يُبطنون. فهل يا ترى لهذا السبب أصبح المهداوي مرجعا لأبواق النظام الجزائري؟؟ وهل لهذا السبب عدد المشاهدات التي يحققها المهداوي في قناته مصدرها بالدرجة الأولى هي الجزائر ؟؟ وهل استغلال ورقة البوليساريو كان مجرد تهديد ومحاولة للدفاع عن مصالح شخصية؟ أم إعلان عن الالتحاق بزمرة الناطقين الغير رسميين بإسم البوليساريو والكابرانات ؟؟ الوسوم بوغطاط بوغطاط المغربي مهداوي