الخط : إستمع للمقال == ثلاث سنوات بكاملها انتظار، من أجل تسوية فاتورة صحية يقول الرئيس الجزائري إنها لا تتعدى 2،5 مليون يورو!!! وإذا كان مبلغ زهيد مثل هذا لم يحل مشكله طيلة ثلاث سنوات فهل كان في مقدور الجزائر أن تستدين فعلا من المؤسسات المالية البنكية بدون أن يظهر إفلاسها كبيرا مثل دول أضعف أصغر وأفقر منها! == فضح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه بنفسه في الحوار الذي أجرته معه يومية «لوبينيون» الفرنسية، عندما اعترف بوجود ديون لفرنسا على دولة الجزائر بخصوص نفقات علاج المواطنين الجزائريين أو مستحقات لخدمات استفادت منها الدولة نفسها. وهي ديون تعتبر الطبقة السياسة في فرنسا أنها لفائدة المستشفيات العمومية في بلادها! وقد كانت نقطة الديون، بالنسبة للجزائر موجعة كثيييرا لأسباب عديدة، تسلط الضوء على تناقضات النظام في الجارة الشرقية. أولا: يردد عبد المجيد تبون ونظامه وأتباعه في الشبكات التواصلية بأن الجزائر «لا ديون لها». ويقولون بأنها مكتفية بثروتها وناتجها الخام الذي يعفيها من الاقتراض من الهيآت والمنظمات المالية الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيره. بدون الدخول في مناقشة هذا الاختيار، نكتفي بالقول مثل ما قاله معارض جزائري بأن حتى المشردون، "SDF" الذين ينامون تحت الجسور والقناطر لا يقترضون! ثانيا: كلفة علاج الجزائريين في فرنسا.. فيها محاولة هروب واضحة. فالفرنسيون يحصرون المبلغ في ما يقارب 45 مليون يورو في حين يقول عبد المجيد تبون أنه في حدود 2،5 مليون فقط. وإذا صدقنا الرئيس وكذبنا الفرنسيين، كيف يستسيغ الجزائريون أن الموضوع ظل معلقا منذ 3 سنوات..! وذلك باعتراف تبون نفسه الذي صرح في الحوار نفسه أنه «ينتظر مند ثلاث سنوات عقد اجتماع مع الطرف الفرنسي من أجل تسوية الخلاف»! ثلاث سنوات بكاملها انتظار، من أجل تسوية فاتورة صحية يقول الرئيس الجزائري إنها لا تتعدى 2،5 مليون يورو!!! وإذا كان مبلغ زهيد مثل هذا لم يحل مشكله طيلة ثلاث سنوات فهل كان في مقدور الجزائر أن تستدين فعلا من المؤسسات المالية البنكية بدون أن يظهر إفلاسها كبيرا مثل دول أضعف أصغر وأفقر منها! ثالثا: وهنا مربط الفرس، كيف يقبل رئيس صرح علانية وأمام العالم وعلى كل الشاشات أن الجزائر لها «نظام صحي هو أفضل نظام صحي في العالم العربي والقارة الإفريقية أحب من أحب وكره من كره» (كيف يقبل) أن يذهب أبناؤها إلى دولة «عدوة» للعلاج، ثم كيف يقبل أن تتأخر دولته الكبيرة والقوة الضاربة عن دفع ديون الآخرين؟ رابعا: وكأي زبون سيء السمعة، قرر الرئيس، في رد فعل انفعالي أن ينقل المرضى من المستشفيات الفرنسية على غيرها في إيطاليا وتركيا. ولسنا ندري إن كان سيفي بالمستحقات لهاتين الدولتين أم لا، لكن المنتظر كان هو أن يعلن بأنه سيعمل على أن يلتزم الجزائريون بالعلاج في بلادهم التي «تملك أفضل نظام صحي في العالم العربي وفي إفريقيا».. الوسوم الجزائر المغرب فرنسا