السياحة الثقافية هي غرض 84 في المائة من الوافدين على المغرب    إصابات في عملية أمنية لفض مسيرة احتجاجية لدعم فلسطين بأيت ملول    الرباط.. انعقاد الاجتماع ال 22 للجنة العسكرية المختلطة المغربية-الفرنسية    الملك محمد السادس يهنئ الشيخ محمد بن زايد بمناسبة العيد الوطني لدولة الإمارات    الحكومة تتجاوب مع مطالب البرلمان بإصلاحات جوهرية لقانون ممارسة حق الإضراب    الحكومة تتجه لتضريب "قمار الإنترنت"    الاعتداء على الدبلوماسي الروسي.. النيابة العامة تحيل أربعة من سائقي الطاكسيات على قاضي التحقيق    فرنسا.. هل يتحالف اليمين واليسار لأول مرة لإسقاط حكومة ميشال بارنييه؟    النادي المكناسي ينفصل عن التونسي بنسلطان    المغرب – الإكوادور .. مستقبل واعد للتعاون الثنائي و تأكيد لأهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي    فاتح شهر جمادى الآخرة لعام 1446 هجرية غدا الثلاثاء        انعقاد مجلس للحكومة يوم الخميس المقبل    عشرات القتلى بسبب أخطاء حكم في مباراة كرة القدم    بلاغ: المراجعة السنوية للوائح الانتخابية العامة..تقديم طلبات التسجيل سيستمر إلى غاية 31 دجنبر 2024    الحكم بسجن كريمة غيث    إقامة محامي "سهرات ماجنة" داخل سجن سوق الأربعاء.. المندوبية تنفي وتؤكد أن الولوج لسجن النساء يخضع لبروتوكول أمني صارم    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    لقجع : ارتفاع المداخيل الضريبية المرتقبة السنة المقبلة بأزيد من 63 في المائة مقارنة مع سنة 2021    أخنوش يترأس أول اجتماع لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة تنمية الأطلس ويدعو للسرعة في إنجاز مشاريع الزلزال    حامي الدين يرد على تدوينة العثماني حول الأحداث الأخيرة في سوريا وينتقد ممارسة "التضليل الإعلامي والسياسي"    المحكمة تؤجل ملف "ولد الشينوية"        قيادات من الجالية الفلسطينية بالشيلي تشيد بدعم المملكة للقضية الفلسطينية    الصيباري يسجل هدفين في مرمى أوتريخت    مركز الطب الشرعي في طنجة يوضح تفاصيل سقوط أطراف بشرية في الطريق    بعد سبع دورات عجاف : الرجاء يعانق الفوز الأول رفقة المدرب سابينتو    روسيا تستهدف تصدير 1.5 مليون طن من القمح للمغرب سنويا    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    أكديطال تدشّن مركزا دوليا لعلاج الأورام    بعد سقوطه في الملعب.. هذه آخر التطورات الصحية لبوف لاعب فيورنتينا    تأجيل محاكمة "ولد الشينوية" إلى 4 دجنبر مع عرض "شريط الفيديو" موضوع المتابعة    مسرحية العدل والإحسان و"مواراة" حميد المهداوي    تقارير.. جميع قيادات حماس وعائلاتهم غادروا قطر    أخطاء كنجهلوها.. كيفاش نتعاملو مع أوجاع الجسم في وقت السياقة (فيديو)        مونيكا بيلوتشي: المغرب وجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الكبرى    الملعب الشرفي.. جوهرة تؤثث المشهد الكروي الوطني وتحظى بمكانة خاصة في قلوب المكناسيين    جيش إسرائيل يحرق شاحنة مساعدات إنسانية بغزة    تعليق "ماسك" على قرار الرئيس الأمريكي العفو عن نجله    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    دراسة: تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الصدفية    وجدة والناظور تستحوذان على نصف سكان جهة الشرق وفق إحصائيات 2024    ما صفات المترجِم الناجح؟    إعداد الدفاع يؤجل محاكمة عبد المومني    ابن جرير.. افتتاح ملتقى روابط الرحامنة    فقدان البصر يقلص حضور المغني البريطاني إلتون جون    الفيلم المغربي "البحر البعيد".. حكاية عن مكابدات الغربة    ربيع القاطي ودنيا بوطازوت يرويان قصة الأخوة في فيلم "حادة وكريمو"    محمد شكري فى ذكراه    ساعف يصدر روايته الجديدة "العودة إلى حلب"        التغيرات الطارئة على "الشامة" تنذر بوجود سرطان الجلد        مفرغات صيد الحسيمة تسجل النمو    استخلاص مصاريف الحج بالنسبة للمسجلين في لوائح الانتظار من 09 إلى 13 دجنبر المقبل    هذا تاريخ المرحلة الثانية من استخلاص مصاريف الحج        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسرحية العدل والإحسان و"مواراة" حميد المهداوي
نشر في برلمان يوم 02 - 12 - 2024


الخط :
إستمع للمقال
تمعن جماعة العدل والإحسان في انتهاج أسلوب الاستفزاز، تارة بالكذب، وتارة بالتبوحيط، وتارة أخرى بتجسيد دور الضحية التمثيلي على إسفلت الطرقات العامة.
فقد التزمت القوات العمومية بتدبير التظاهرات المتضامنة مع فلسطين بشكل معقلن ورشيد، منذ ما يربو من أكثر من سنة تقريبا، وهو ما فوّت على جماعة العدل والإحسان وكورال الطابور الخامس فرصة الإساءة للمغرب ولمكتسباته الحقوقية ونصرته للقضية الفلسطينية.
وقد اهتدت قريحة الكذب والبهتان عند العدل والإحسان مؤخرا إلى وسيلة جديدة لاستفزاز السلطات العمومية، ومحاولة جرها لمستنقع الضحالة التي تتخبط فيه الجماعة، إذ راهنت على الإغماءات التمثيلية والسقوط العرضي لبعض المشاركين في التجمهرات، مع تقديم ذلك على أنه "نتيجة تطويق وعنف أمني".
ولماذا نجزم بأن جماعة العدل والإحسان تكذب وتفتري وتدعي الإصابات المفتعلة بشكل فج وسمج ومفضوح؟
بكل بساطة لأن مصالح الأمن لم تباشر أي تدخل أمني يوم أمس الأحد سواء بأيت ملول أو بمدينة مكناس، ولم توثق التسجيلات المنشورة أي تسخير لمعدات التدخل، باستثناء منع التجمهرات من أن تتحول لمسيرات ليلية تعرقل حركية السير والجولان.
والمعطى الثاني هو أن من ادعى تعرضه للإصابة يوم أمس الأحد بأيت ملول، هما عبد الرحيم العسري، عضو الكتابة الإقليمية للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، ومصطفى بوخليفة، المسؤول الإقليمي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بأكادير، وهو ما يجعلنا نتساءل بشكل مشروع :
هل أعضاء العدل والإحسان هما من يتعرض للإصابات المفتعلة فقط دون غيرهم؟ مع أن هذه التجمهرات كانوا فيها أشخاص من هيئات أخرى غير دينية.
وهل من يتعرض لمثل هذه الإصابات هم القياديون في الجماعة دون غيرهم من الأتباع والمريدين؟ مع أن تجمهر أيت ملول شارك فيه أكثر من تسعين شخصا محسوبا على جماعة العدل والإحسان!!
فالأمر لا يتعلق هنا بترتيبات القدر أو تضافر الصدف التي تحصر الإصابات الكاذبة في "السدنة والمشايخ" فقط، وإنما هي خطة ممنهجة باتت تعتمدها جماعة العدل والإحسان لاستفزاز القوات العمومية، بعدما ضيعت عليها هذه الأخيرة فرصة "التبوحيط والتباكي أمام الرأي العام".
أما المعطى الثالث الذي يزيد من فضح جماعة العدل والإحسان، فهو أن من ادعى الإصابة يوم أمس الأحد بمدينة أيت ملول ذهب إلى المستشفى، وتظاهر بتلقي العلاج، وعاد إلى الشارع العام من أجل مواصلة الكذب البواح في حيز زمني قصير جدا !
فهل من سالت دماؤه على الطرقات، كما ادعى ذلك المهداوي في حسابه الشخصي البعيد عن نشاطه الصحفي، يمكنه أن يعود من المستشفى للخطابة في الناس وتجييشهم ضد السلطات العمومية؟
وهل من تدفقت دمه يمكنه أن يضمد الجرح بسرعة دون أن تظهر عليه أية أثار بارزة للعنف!! ولمن يشكك في ذلك، يمكنه أن يطالع صور العسري وبوخليفة وهما يحملان ضمادات نظيفة غير ملطخة وكأنها هدية مقدمة من الأطباء وليس ضمادات لرتق الجروح.
أكثر من ذلك، وبلغة عقارب الساعة، فالذهاب للمستشفى وانتظار الدور أمام الطبيب المعالج في يوم الأحد، ورتق الجروح، والعودة إلى مكان التجمهر يحتاج لساعات طويلة، لكن عند جماعة العدل والإحسان فإن هذه المسرحية كلها لم تستغرق سوى بضعة دقائق فقط!
فهل أصبحت مستشفيات أيت ملول متطورة إلى الحد الذي تشتغل فيه المداومة الطبية يوم الأحد بسرعة البرق والبراق؟ أم أن الطبيب المداوم ينتمي هو الآخر لجماعة العدل والإحسان، وتعامل مع من يمثل دور الضحية المزعومة بمحسوبية مفرطة؟
والحقيقة أن لا الطبيب متحيز ولا المستشفى صار بهذه السرعة الخاطفة، وإنما هي مسرحية العدل والإحسان التي أصبحت ركيكة ومفضوحة وغير مؤسسة على عناصر درامية محبوكة.
والمثير أن حميد المهداوي وهو يمارس النشر الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي، تماهى مع مسرحية العدل والإحسان حد الإيمان بالغيبيات، ونشر صور من انتقتهم عناية الجماعة لتجسيد دور الضحية.
والأنكى من كل ذلك، أن حميد المهداوي نشر تلك الصور بجزم راسخ على أنها نتيجة العنف المشروع، ولم يمارس قط دوره الصحفي الذي يفرض عليه التقصي والتحري قبل نشر تلك الصور.
بل تمادى حميد المهداوي في "مواراة" الحقيقة وطمسها، إن عن جهل أو عن عمد، وفي كلا الحالتين فالأمر جلل، وذلك عندما ادعى بأن فايسبوك قام بحذف صور مشايخ جماعة العدل والإحسان الذين تظاهروا بالإصابة بأيت ملول.
فإدارة فايسبوك لها ميثاق أخلاقيات النشر على الصعيد العالمي، ولا تسمح بالنشر الواسع لصور توثق للعنف أو تتظاهر به، إذ تعمد لحجب تلك الصور وتترك للمشاهدين حرية الاختيار في الولوج إليها من عدمه.
ولأن لا أحد يريد الحقيقة، خصوصا في معرض النشر الشخصي الذي لا يخضع لأخلاقيات مهنية، فقد ادعى حميد المهداوي بأن تلك الصور تم حذفها من طرف فايسبوك، والحال أن الصور تم حجبها في وجه العموم، مع ترك إمكانية مشاهدتها لمن أراد أن يضغط على زر التفرج على مسرحية العدل والإحسان.
فهل يعلم حميد المهداوي هذه الخاصية التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، احتراما لحرية المشاهدين، أم أن الحقيقة الزائفة التي تريدها جماعة العدل والإحسان هي نفسها التي ينشدها حميد المهداوي المدون في الشبكات التواصلية.
الوسوم
العدل و الإحسان حميد المهداوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.