أخطر شيء اصبحت تقوم به جماعة العدل والإحسان هو التدليس على المواطنين، وتحويل حوادث مدنية عادية إلى حوادث ذات طابع سياسي أو شبيه بذلك، وهذا الأمر خطير لأنه يؤجج غضب بعض المواطنين الذين لم تتركهم الجماعة وحلفاؤها الجدد الفرصة للاطلاع على الحقيقة، وهذا ما وقع أمام مقر الأمن الإقليمي ببركان عندما حج مئات الأشخاص مطالبين بفتح تحقيق في وفاة الشاب حميد الكنوني متأثرا بحروق تعرض لها بعد أن اضرم النار في ذاته، وصورت الجماعة، التي برعت في تزوير الحقائق والتاريخ، عملية الانتحار على أن الذي تسبب فيها رجل أمن صادر بضاعته. وكان على الجماعة التي تدعي دفاعها عن السلم والاستقرار والتدافع المدني أن تترك الفرصة لمعرفة الحقيقة في الموضوع، بدل تأجيج غضب الشارع بحق وبغير حق، وما هو مدون في المحاضر ضربة قاضية للجماعة التي أصبحت تتبنى كل شيء، ولولا أن حميد كنوني يعتبر في عرف الجماعة منتحرا لتبنته وصنعت صورا تبين انتماءه لجماعة العدل والإحسان، وسمته الشهيد وهذا ما تفادته واكتفت بعبارة "حميد كنوني في ذمة الله" وهي عبارة عامة تقال عن جميع الموتى مهما كانت ديانتهم.
وما الذي دفع الجماعة لتتبنى رجلا منتحرا في عرفها والانتحار ارتكاب لكبيرة؟ إنها السياسة وليس هناك شيء غيرها، فالجماعة تعمل بمبدأ إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، فهي رغم أنها تعتبر اليساريين فجارا وكفرة بالله وملاحدة فإنها تستغلهم في الخروج إلى الشارع حتى لا تبقى معزولة، ومن يتبنى هذا المنهج ليس غريبا أن يتبنى رجلا يسميه منتحرا، لكن تبين لحركة 20 فبراير أن جماعة العدل والإحسان تفادت تعبير الشهيد حتى لا تجد نفسها في حرج فقهي ليست قادرة على الجواب عنه.
وإذا كان الكذب في الدين يعتبر من الكبائر فإنه في عرف جماعة العدل والإحسان أصبح دينا تدين به، انظر فيديو جانبه يبيح فيه ياسين كذب الفتيات والمراهقات على اوليائهن لحضور دروسه، وهذا ديدنها لأنها تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تتصيد كل الأحاديث الضعيفة التي تبرر مشروعها، فكيف لا تكذب على رجل اختار مصيره بنفسه وأصبح في ذمة الله وليس بمقدوره أن يقوم ليقول ألا لعنة الله على الكاذبين ولا أكذب من جماعة العدل والإحسان.
فالشاب كان على خلاف مع صاحبة الفرن الذي كان يشتغل فيه وسجل في ذلك شكاية تم التنازل عنها بعد تصالح الطرفين، وهو قد احتج على إتلاف بضاعته، عبارة عن خبز، من طرف شخص مجهول أي أن القضية لا تعدو كونها قضية مدنية وصراع بين شخصين انتهى بانتحار واحد منهما، فتحول في نظر العدل والإحسان الأمن كجهاز إلى المسؤول عن هذه الجريمة.
وتشكل إفادة المصادر المتطابقة بما في ذلك التوقيع على محضر الصلح ضربة للعدل والإحسان حيث تبين كذبها البين، حيث سجلت الدائرة الأمنية المداومة بالمنطقة الإقليمية للأمن ببركان " إشعارا بالسب والشتم المتبادل مع وقوع الصلح بين سيدة تملك فرنا بشارع محمد الخامس بالمدينة والبائع المتجول، بسبب نزاع ذي طبيعة مدنية بينهما ، وهي الواقعة التي كانت موضوع بيان في سجلات المصلحة بعدما تم التراضي بين الأطراف" وأضاف أنه بعد مغادرة المعنيين بالأمر لمقر الدائرة الأمنية، فوجئ حميد كنوني "بتعرض بضاعته للتلف من قبل شخص غير معلوم، وهو ما دفعه إلى سكب كمية من البنزين على ملابسه وإضرام النار فيها، بشارع الشهداء بالقرب من الدائرة الأمنية المداومة، الأمر الذي دفع عناصر الأمن العمومي إلى التدخل على وجه السرعة وإطفاء النار المشتعلة بملابسه وجسده، قبل أن يتم استدعاء سيارة الوقاية المدنية التي نقلته إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، وفي مرحلة موالية إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء بسبب مضاعفات الحروق التي أصيب بها، حيث وافته المنية اليوم الثلاثاء".
هل ستستمر العدل والإحسان في الكذب لأن يصبح اسمها الكذب والبهتان و في لعب دور التبني لكل حوادث المجتمع فقد تتحول فيما بعد إلى تبني كافة الظواهر الاجتماعية الشاذة كي تحمل المسؤولية للسلطة رغم أن مثل هذه الظواهر موجودة في كل بلاد الدنيا.