حج آلاف المواطنين من مختلف مدن الشرق المغربي إلى مدينة بركان للتضامن مع عائلة حميد كنوني، الذي توفي متأثرا بحروق كان قد أصيب بها، ونظم المتضامنون مسيرة حاشدة بشوارع بركان لإدانة الاستغلال البشع لجماعة العدل والإحسان للوفاة المذكورة سياسيا في تحد صارخ لمشاعر العائلة المكلومة بفقدان ابنها. وكان مصطفى الكنوني شقيق حميد الكنوني، قال في وقت سابق إن عناصر من جماعة العدل والإحسان بفاس مارست على عائلته نوعا من الابتزاز بقصد استغلال جثة شقيقه في الدعاية السياسية وفي ممارسة صراعها في الشارع، وأوضح الكنوني أن نية العائلة بعد استلام جثة شقيقه كانت هي التوجه مباشرة إلى المقبرة انسجاما مع التقاليد الإسلامية، التي تنص على أن "إكرام الميت دفنه" إلا أن العائلة تعرضت لضغوط قوية من أجل نقل الجثة إلى المنزل، حيث تكاثفت تلك الليلة المكالمات الهاتفية والزيارات المنزلية من طرف عناصر من جماعة العدل والإحسان المختبئة وراء حركة 20 فبراير. واشار الكنوني إلى أن عناصر العدل والإحسان مارست الابتزاز وهذه المرة باسم الدين قائلة إن الدفن ليلا مخالف للشريعة الإسلامية دون تقديم دليل شرعي على ذلك والغرض كان هو إبقاء الجثة للغذ ملتزمة بإحضار الثلج وكان ذلك مخالف لقرار العائلة التي فطنت لنواياهم السيئة وإرادة الاستغلال ولهذا قررت العائلة دفن إبنها حميد في نفس الليلة. ومن جهة أخرى نفى مصدر أمني ما نشرته بعض وسائل الإعلام الوطنية من "معلومات غير صحيحة"، بشأن الملابسات المحيطة بواقعة إضرام بائع الخبز المتجول حميد كنوني النار في جسده بمدينة بركان مما أفضى إلى إصابته بحروق كانت سببا مباشرا في وفاته. وأوضح المصدر أن الدائرة الأمنية المداومة بالمنطقة الإقليمية للأمن ببركان سجلت "إشعارا بالسب والشتم المتبادل مع وقوع الصلح, بين سيدة تملك فرنا بشارع محمد الخامس بالمدينة والبائع المتجول, بسبب نزاع ذي طبيعة مدنية بينهما, وهي الواقعة التي كانت موضوع بيان في سجلات المصلحة بعدما تم التراضي بين الأطراف". وأضاف أنه بعد مغادرة المعنيين بالأمر لمقر الدائرة الأمنية, فوجئ حميد كنوني "بتعرض بضاعته للتلف من قبل شخص غير معلوم, وهو ما دفعه إلى سكب كمية من البنزين على ملابسه وإضرام النار فيها, بشارع الشهداء بالقرب من الدائرة الأمنية المداومة, الأمر الذي دفع عناصر الأمن العمومي إلى التدخل على وجه السرعة وإطفاء النار المشتعلة بملابسه وجسده, قبل أن يتم استدعاء سيارة الوقاية المدنية التي نقلته إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي, وفي مرحلة موالية إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء بسبب مضاعفات الحروق التي أصيب بها, حيث وافته المنية اليوم الثلاثاء".