الخط : إستمع للمقال يبدو أن الشخص الوحيد الذي يمتعض من التزام مصالح الأمن "بالتدبير المعقلن للحشود المشاركة في مسيرات التضامن مع فلسطين"، هو حسن بناجح! بل إن هذا الأخير تعتريه خيبة الأمل العارمة ويصاب بحسرة غامرة كلما مرت هذه الأشكال الاحتجاجية في ظروف عادية، دون مساس بمرتكزات النظام العام ودونما تدخل لتفريق المتظاهرين. ولأن الرجل يعتبر أن الكذب على "المخزن" هو ضرب من ضروب الكذب الحلال، فقد انبرى مؤخرا يحرف الحقائق ويزور الوقائع، ليرسل رسالة لأولياء أموره بالخارج والداخل مؤداها أن المغرب "ضد فلسطين في الشارع العام". فقد ادعى حسن بناجح تارة بأن القوات العمومية مارست "تطويقا سلطويا" ضد المتجمهرين بمكناس، وتارة أخرى استخدم عبارة "التطويق المكثف" بأيت ملول، والحال أن الذي ينبغي التطويق والتلجيم هو خيال حسن بناجح الجارف والمفعم بالكذب والبهتان. ولأن أراجيف حسن بناجح لم تعد تنطلي على أحد، ولا يتفاعل معها سوى أتباع العدل والإحسان المحجور عليهم بالخرافات، فقد لجأ يومه الأحد للركوب على واقعة سقوط عرضي لأحد المتجمهرين بمكناس، مع تقديمها بشكل تدليسي على أنها نتيجة تدخل عنيف للقوات العمومية. فسقوط غير عمدي لأحد الأشخاص كان قد تعرض للإغماء أثناء وقفة احتجاجية بمكناس، تحول بسرعة في صفحات العدل والإحسان إلى تدخل عنيف لقوات حفظ النظام، بينما ذهب حسن بناجح بعيدا عندما وصف هذا الإغماء العرضي بأنه نتيجة التطويق السلطوي العنيف!! فحسن بناجح يتطلع ترجيحا إلى "الفوضى" للمساس بصورة بلاده، وربما يمني النفس بالمواجهات المحتدمة وفق السيناريو "السوري" لكي "يتبورد" في مواقع التواصل الاجتماعي! لذلك تجده يمتعض كثيرا عندما ينجح أمن بلاده في التدبير الرشيد والمعقلن للتجمهرات والتظاهرات المنظمة بالشارع العام. وكلما نجح الأمن الوطني أكثر في كسب هذه الرهانات الصعبة التي توازن بين إملاءات حفظ النظام وحماية الحريات الممارسة في نطاق القانون، كلما ازداد سعار حسن بناجح، وازداد نزوعه المرضي نحو التضليل والكذب وتطويق الحقيقة بنشر الأخبار الزائفة.