الخط : إستمع للمقال لم يَكن المغاربة يَعلمون، في ما مضى من الوقت، بأن علي لمرابط أصبح ناطقا رسميا باسم الإرهابي محمد حاجب، ومُمثلا شخصيا له في وسائل التواصل الاجتماعي! كما لم يَكن أي مغربي يَعرِف، قبل تسريبات علي لمرابط الأخيرة، بأن محمد حاجب أصبح مواطنا ألمانيا، بسُحنة شقراء، وليس مغربيا بملامح دَهماء مَحلية. فقد كان اسم "محمد حاجب" يُحيلنا دائما على ذلك المواطن المغربي الذي سافر إلى أفغانستان بغرض القِتال في صُفوف تنظيم القاعدة، قبل أن تَتقطع به السُبل ويَشتغل "خادما مُكلفا بعَنبر نِساء وأرامل المجاهدين في وزيرستان". لكن اليوم اكتشفنا مع علي لمرابط، بأن محمد حاجب هو مُواطن ألماني، كما اكتشفنا كذلك بأن والدته "بديعة" إنما أنجبت مواطنا بأعين زَرقاء يَحمل جينات الألمان!! إنها هَرطقات علي لمرابط الذي كان بالأمس القريب، يَستجدي من المغاربة ميكروفونا وكاميرا رَقمية ليَنشر لهم أخبار الشرق الأوسط، قبل أن يَكتشفوا بأنهم كانوا ضحية نصب واحتيال. فمنذ أن تَطوَّع المغاربة لشراء مُستلزَمات العمل لعلي لمرابط، بِناءً على مُلتمَس الإحسان العمومي الذي تَقدم به، لم يَنشُر هذا الأخير أي تَحليل لقضايا الشرق الأوسط، بل احتكر قَضية محمد حاجب وتَخصَّص حَصريا في شؤون القضاء الألماني! فمن الذي يَمنَع علي لمرابط من الخَوض في شؤون إسرائيل ولبنان وحماس؟ ولماذا يَستنكِف عن ازدراء هَجمات إسرائيل؟ ولماذا يَنأى بنفسه عن مُهاجَمة ألمانيا بسبب مَوقفها الداعم لإسرائيل؟ هل هي تَوجُسات علي لمرابط، الذي يَخاف على نفسه من نفس مَصير زينب الغزوي في فرنسا؟ وهي التي كانت بدورها تُطبِّل لحرية التعبير في الغرب قبل أن تجد نفسها في مُواجَهة القضاء الفرنسي بسبب تعبيرها خارج السِرب. وهل هي أعراض وتَجليّات نقص المعرفة لدى علي لمرابط بشأن قضايا الشرق الأوسط؟ وهو الذي ادعى في وقت سابق بأنه راكم مَعرفة وافية بمنطقة "مينا" بسبب زياراته المتواترة لإسرائيل. أم أن الأمر لا يَعدو أن يَكون مُجرَّد رُكوب على "أرداف وخاصرة" محمد حاجب، للمزايدة بقضيته التي دَخلت مرحلة الأرشيف القضائي والإعلامي؟ فقد كنا ننتظر أن يَفي علي لمرابط بعهده، مُقابل تحويلاتنا النقدية والعينية، وأن يُسمعنا تحليلاته بشأن قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبل أن نَتفاجأ بأن الموضوع الحصري لعلي لمرابط أمسى هو محمد حاجب وجنسيته الألمانية. وهنا نَتساءل مع علي لمرابط الذي خَرج مؤخرا يُهلِّل ويُطبِّل للقضاء الألماني، ويَتبجَّح بالمواطنة الألمانية لمحمد حاجب. فأين كانت هذه الجنسية الألمانية الأصلية أو المكتسبة عندما تم تسليم محمد حاجب من طرف الأمن والقضاء الألمانيين؟ فهل هناك دولة تُسلِّم مواطنيها لدولة أخرى؟ فالقاعدة الدولية في مجال التعاون القضائي الدولي تقول "سلِّم أو حاكم"! فالتسليم يَكون بالنسبة للأجانب والمحاكمة تَكون بالنسبة للمواطنين الذين يَتعذَّر تسليمهم بحكم الدستور! فأين كانت إذن جنسية محمد حاجب عندما كان مُصابا بالملاريا في مَضافات القاعدة في الحدود الباكستانية الأفغانية؟ وأين كانت هذه الجنسية عندما تم تَرحيله إلى المغرب من طرف الألمان أنفسهم؟ إن ما يَهذي به علي لمرابط من تُرَّهات هو مُجرَّد تَزجية للوقت من شخص يَعيش خارج مُجريات الأحداث. من شخص غير فاعل ولا مؤثر في هذه الأحداث. فلو كان محمد حاجب مُتأكد من قيمة ما نَشره علي لمرابط، لخرج هو شخصيا يُهلِّل ويُطبِّل في مواقع التواصل الاجتماعي، وما كان ليُفوِّض نيابة عنه شخصا فاقدا للأهلية. فمن يُحدِّث قطته السوداء، ويُجلِسها في مَضجَعه مَجلس القرفصاء، لا يُمكن أن يكون إنسانا عاقلا، اللهم إلا إذا كان يُخاطب فقط المعتوهين والحمقى مثله. الوسوم الجزائر المغرب علي لمرابط فرنسا