الخط : إستمع للمقال عبّر النقيب عبد الرحيم الجامعي، في رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، بتاريخ 6 أكتوبر 2024، عن استيائه الشديد من الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد، متسائلا حول توجهات الحكومة في إدارة شؤون التعليم، والعدل والصحة، في إشارة منه إلى ما يفعله لوبي القطاع الخاص بالصحة ضدا على المجهودات التي تقوم بها الدولة والوزارة لتنزيل ورش الحماية الاجتماعية. وتأتي هذه الرسالة التي اطلع موقع "برلمان.كوم" عليها، في سياق تصاعد الاحتجاجات والإضرابات في قطاعات حيوية بالمغرب، حيث انتقد الجامعي ما وصفه بتجاهل الحكومة لمطالب المواطنين، وهروبها من إيجاد حلول عملية للأزمات المتفاقمة، كما أشار إلى أن السياسات الحكومية الحالية تسير بالبلاد نحو الهاوية، مشككا في قدرة الحكومة على تقديم الحلول المطلوبة لضمان استقرار البلاد وتلبية احتياجات الشعب. وقال الجامعي في رسالته، "ها هي الأيام والأسابيع تتوالى على التوقفات والإضرابات التي تعرفها قطاعات حيوية ومصيرية في حياة مجتمعنا وبلدنا، وها أنتم تستثمرون في الصمت والإهمال حمود حكومتكم فوق كراسي المسؤولية، وتحت موقف متخاذل يتقلب ما بين احتقار انشغالات موظفين وبين الحيرة التي فضحت عجز حكومتكم على مقدرتها الإسراع بتقديم جواب حقيقي و إيجاد الحلول المستعجلة والملحة والحاسمة، للنظر في مطالب موظفي وموظفات العدل والتعليم..ومطالب الطلبة الاطباء ...، ومطالب المحاميات والمحامين وغيرهم من مساعدي القضاء؟". وأضاف الجامعي متسائلا: "فماذا يعني في بلد مثل المغرب وفي وضع تتكاثر فيه الأزمات الطبيعية والمناخية والاقتصادية والمائية وغيرها، أن تتفجر أوضاع أكبر وأخطر القطاعات الاستراتيجية وأنتم عن كل هذه الأوضاع غافلون ومصممون على أن تسير الرياح نحو تقلبات ضاربة؟". وتابع بالقول: "ماذا يعني عجز حكومة بكل أحزابها وبعد شهور طويلة من الشلل عن إخراج عبقريتها التي تخلق الاطمئنان وترجع الحياة لهذه المرافق الحيوية وتقدم الحلول التي يتوقف معها الانهيار الذي وصلت إليه حالة المرافق المعنية؟ ماذا يعني فشل حكومتكم ووزرائها في الاختيارات السياسية والتي أكدها الإختناق والاحتجاجات لدرجة أصبح واقعها يهدد وجود ومستقبل المغاربة وخصوصا الطلبة والمرتفقين والمتقاضين ومصير عشرات الآلاف من الملفات والقضايا التي تعتبر حكومتكم المسؤولة. عن تدهور مالها؟ في إشارة منه إلى الأزمة التي تسبب فيها ميراوي بكليات الطب والصيدلة بجميع ربوع المملكة ". وواصل الجامعي مسائلا رئيس الحكومة، "فإلى أين تسيرون بالمغرب وبالمغاربة رئيس الحكومة، ومن أجل من أنتم في كراسي المسؤولية إن كانت الأوضاع العامة تتدهور وكان المغاربة في سلة المهملات تحت أقدام الحكومة تحتقرهم ولا تولونهم ولمطالبهم ولفئات الموظفات والموظفين في القطاعات الثلاثة آية عناية؟ وتابع النقيب الجامعي موجها كلامه لأخنوش: "لم تتوجهوا ولو بكلمة واحدة للرأي العام وللمغاربة، ليس لترفعوا عنهم عناء هم وحيرتهم، بل ليفهموا فقط من أنتم كحكومة، وما هي عقلياتكم ومنطقكم وما هي أمراضكم السياسية والنفسية وحرارتها ودرجاتها، ولم تخرجوا لا في الإعلام ولا في ندوات ولا في لقاءات جماهيرية ولا قطاعية لتناقشوا مع الرأي العام ومع مكوناته المجتمع ومنظماته المدنية، ليثق في سياستكم وفي حكومتكم كما يفعل زملاؤكم في الدول التي تحترم مواطنيها. وأضاف: "إن الإضرابات، ولعلمكم، ابتدأت بعد شهر رمضان تقريبا، ولم تجدوا من موقف إنساني وسياسي إلا الهروب من وجهها والهروب من أي جواب يضع الحد للانهيار، وأنتم تشاهدون وتسمعون من داخل مكاتبكم إضرابات واحتجاجات ومواجهات مع طلبة الطب، ومع كتابة الضبط بالمحاكم، ومع المحامين، ومع نساء ورجال التعليم، ومع المفوضين القضائيين...، والكل يعرف بأن هذه الأوضاع ربما لا تزعجكم ولا تهم حكومتكم، والكل يعرف بأنكم وحكومتكم لن تأتوا بحل أو جواب... ودعا الجامعي أخنوش وحكومته، إلى انتظار حكم التاريخ، "لأنكم اليوم تكسرون ركائز مجتمع صبر ولا زال صابرا على فشل حكومتكم وعلى مفهومها الخاص بمصالحة المغاربة، وتضعون المغرب في قفص الاتهام أمام المجتمع الدولي وتتسببون في الضربات التي يتحملها المغرب و المغاربة نتيجة التردد والتوقف و الفساد المالي والإداري الذي انتشر وشاع في عهد حكومتكم، وما الدليل على كل هذا الإخفاق النتائج التي تأتي بها تقارير المنظمات الدولية التي تعري وجه الحكومة وسياساتها في قطاعات استراتيجية" يضيف الجامعي. وختم الجامعي رسالته قائلا: "إن كانت حكومتكم مكونة من سياح أجانب فسيروا للسياحة وللسهرات فأنتم الطلقاء، وإن كنتم بحق تتحملون مسؤولية قيادة الشأن العام فقدموا استقالتكم الجماعية وهذا حل سياسي عاجل قد يكون منقذا لكم، وإن كانت حكومتكم مصرة على سياستها فالوضع يتطلب تدخل رئاسة النيابة العامة لتتحمل مسؤوليتها لحماية المجتمع من المخاطر ومن الانهيار، لأن هذا دورها وواجبها الدستوري وعليها أن تأمر بفتح تحقيق ضد حكومتكم من أجل المس بسلامة المجتمع وأمنه الإداري والاقتصادي، وبسلامة المواطنين وبحقوق فئات الموظفين والموظفات في قطاعات مختلفة، ومن أجل الإخلال بالطمأنينة العامة وبالنظام العام، من أجل المس بسمعة المغرب إقليميا ودوليا... الوسوم أخنوش عزيز أسعار المحروقات الجزائر المغرب فرنسا