تقديم استراتيجية المغرب لمكافحة المخدرات في ملتقى الأمن الإقليمي

الخط :
إستمع للمقال
نظم الجهاز العلمي لوزراء الداخلية العرب ممثلا فيجامعة نايف للعلوم الأمنية وأكاديمية الشرطة بدولة قطر ندوة إقليمية حول المخدرات وتأثيرها على الأمن المجتمعي احتضنت أشغالها مقر الأكاديمية بالعاصمة القطرية الدوحة. وقدم المغرب تجربته في مجال مكافحة المخدرات وفق مقاربة جديدة اجتماعية وأمنية للحد من انتشار الظاهرة ومعالجة تداعياتها على المجتمع.
الندوة التي عرفت مشاركة باحثين أكاديميين ومسؤولين أمنيين من دول عربية وإسبانيا وفرنسا ورومانيا، تناولت قضايا تهم دور الأجهزة في الحد من ظاهرة انتشار المخدرات ومختلف السبل والحلول للتعاطي معها، ودور المجتمع المدني في الحد منها علاوة على قضايا التعاون الأمني الإقليمي والعربي والدولي لمواجهة هذه الآفة في أفق بلورة استراتيجية شاملة لمواجهة جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية. وتناول الملتقى بمقر أكاديمية الشرطة بقطر دور مؤسسات المجتمع المدني وإستراتيجيات إنشاء نموذج وطني وإقليمي لمكافحة الإدمان وبرامج وسياسات الوقاية من المخدرات وأفاق التعاون الأمني والقضائي العربي لمكافحة التحديات المتعلقة بالمخدرات وعرض تجارب مختلف الدول المشاركة وسبل تعزيز آليات التنسيق بين الطرفين.
وفي مداخلته حول التجربة المغربية في مكافحة المخدرات ومختلف أوجه المقاربة التي اعتمدتها المملكة للحد من الظاهرة، تطرق الأستاذ إحسان الحافظي إلى مختلف عناصر الاستراتيجية الوطنية وأدواتها لتطويق الإنتاج وتجريم الأنشطة المتعلقة بها سواء تعلق الأمر بالردع وتشديد المراقبة الأمنية والزجر من خلال تنفيذ عمليات أمنية لتفكيك الشبكات الإتجار الدولي في المخدرات، وجهود الدولة الرامية إلى توفير بنيات محاربة الإدمانكجزء من برنامج وطني خاص بالوقاية والتكفل باضطرابات الإدمان، وإحداث وكالة تنمية لتنمية أقاليم الشمال لتقديم حلول بديلة لهذه الزراعات مقابل مخططالتدمير المنهجي للمساحات المزروعة التي تقلصت بنسبة بلغت 77 في المائة.
وتحدث الحافظي عن المقاربة الوطنية في التعاطي مع آفة المخدرات (نبتة القنب الهندي)، وكيف نجح المغرب في تحويل هذه الآفة إلى فرصة من خلال إجراءات تشريعية ومبادرات جديدة تروم التشجيع على الاستخدامات المشروعة للقنب الهندي انسجاما مع اعتماد المغرب لتوصية منظمة الصحة العالمية، لا سيما تلك المتعلقة بإزالة القنب الهندي من الجدول الرابع للمواد المخدرة ذات الخصائص الشديدة الخطورة، وكذا توصيات تقرير النموذج التنموي الجديد الداعية إلى إدراج النبتةالموجودة في بعض المناطق في إطار الاقتصاد الأخضر وتوضيح الإطار القانوني لهذه الزراعة وتطوير منظومة للمواكبة خاضعة للمراقبة، وهو ما شجع السلطات العمومية على إصدار القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي يهدف إلى التأطير المجالي والنوعي لهده الزراعات وحماية المزارعين من شبكات التهريب الدولي. كما أشار المتدخل إلى قرار العفو الملكي عن المعتقلين في قضايا تتعلق بهذه الأنشطة الزراعية، وتكوين تعاونيات زراعية لتحسين لخلق فرص للشغل قارة ومدرة للدخل لساكنة هذه المناطق.
وفي المقاربة الأمنية لمواجهة الظاهرة عرض الأستاذ إحسان الحافظي مختلف الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لطويق ظاهرة المخدرات ومجابهة شبكات الاتجار الدولي للمخدرات، مشيرا إلى أن الموقع الجغرافي للمغرب جعله في واجهة الحرب ضد "كارتيلات" التهريب الدولي للمخدرات سواء منها تلك القادمة من أمريكا اللاتينية في اتجاه أوربا أو بعض العمليات الأمنية النوعية التي كشفت وجهات جديدة لشحنات قادمة من منطقة الشرق الأوسط نحو غرب إفريقيا، مثيرا العديد من العلميات الأمنية المشتركة التي نفذتها المصالح الأمنية مع بلدان أوربية ومكتب مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية ضد نشاط هذه الشبكات.