الخط : إستمع للمقال هل استطاعت إيران أن تخترق الإسلام السياسي بالمغرب؟ وهل استطاع نظام الملالي الشيعي أن ينفذ إلى الجسم الصحفي بالمغرب؟ قد تبدو هذه الأسئلة مفاجئة للبعض، خصوصا في ظل الجفاء الرسمي وحتى الشعبي بين المغرب وإيران، بسبب موقف نظام ولاية الفقيه من إمارة المؤمنين، وكذا بسبب تمثلات الشعب المغربي السني الأشعري في مجمله لانجراف الروافض الشيعة من بعض المسلمات الدينية. لكن هذا الاستغراب سرعان ما يتبدد عندما ندرك بأن هناك نفير عام في الحسابات الفايسبوكية لجماعة العدل والإحسان وبعض المحسوبين على العدالة والتنمية، وامتداداتهم في الإعلام، منطلقها هو تبييض صورة إيران وتقديمها في صورة المتراس الأول للدفاع عن الدين. ولمن يحاجج في هذه المعاينة الجماعية، يمكنه أن يراجع، على سبيل المثال لا الحصر، تدوينات عمر إحرشان وخليل الإدريسي وعزيز هناوي وغيرهم، ممن انبروا ينافحون عن نكوص إيران في حماية إسماعيل هنية، ويقدسون كبير العمائم السوداء والبيضاء في نظام الفقيه الملالي الصفوي بإيران. بل إن هناك من ذهب أبعد من الدفاع عن إخفاقات إيران في صون روح إسماعيل هنية، وطالب بخطب ود نظام خامنئي والتقرب منه، بدعوى أن إيران بريئة مما كان يحاك حول تربصها بالمغرب والمغاربة. ولعلها السذاجة السياسية، أو ربما هي البرغماتية الزائدة، أو لربما هو تقاطع المرجعيات الدينية، من يجعل هؤلاء الناس يطبلون لإيران ويرددون صداها الخبيث في المغرب، بعدما انفضحت دعايتها وحروبها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وأخيرا في قطاع غزة المحاصر. وقد كان من الممكن تفهم مثل هذه الخرجات إن كانت فردية أو معزولة في سياقها. وقد كان بإمكان القارئ أن يجد ألف سبب وسبب لتسويغ مثل هذه الدعوات التي تنثر السلام على سجى عباءة المرشد العام لإيران. لكن أن يخرج العديد من أتباع العدل والإحسان والعدالة والتنمية، وبعض المتعاطفين معهم في الجسم الصحفي، ينشدون جميعا تجميل وجه إيران بالمغرب، في ظل تزايد الرفض الشعبي العربي لبروباغندا النظام الشيعي! فهنا من حق القارئ أن يتساءل عن خلفيات هذا التجنيد وهذا التمدد الشيعي داخل ثغور التيار الإسلامي بالمغرب. والمثير للانتباه هو أن البعض يحاول أن يصور لنا إيران كضحية تحامل رسمي مغربي! وأنها حمامة سلام تنسدل على لحية خامنئي، وأنها أفضل للمغرب من دول الخليج والمشرق العربي! ولا أدري هل من يرددون مثل هذا الكلام ينطلقون من قناعات راسخة أم من إملاءات حزبية وجماعاتية. وهل يمسكون فعلا بناصية الحقيقة في جدية مخططات النظام الصفوي في المنطقة العربية والإسلامية. وفي حالة المغرب، الذي يهمنا نحن كمغاربة، يكفي أن نستشهد بشعارات التيار الشيعي التي تم ترديدها مؤخرا بمدينة طنجة في مسيرات التعاطف مع ضحايا الحرب في غزة، وهي نفسها الشعارات التي رددها الطائفيون الشيعة في البحرين والأردن وغيرها! وهي شعارات تحفل بالولاء لنظام الملالي في طهران وأصفهان والطوس وخراسان، وتزدري في المقابل الولاءات الوطنية. ويكفي أن نذكر كذلك بفتاوى المرجعيات الدينية الشيعية التي تشجع على الزواج المختلط مع مغربيات، خصوصا ببلجيكا وهولندا وبعض الدول الإفريقية، كآلية اجتماعية للتمدد الشيعي، بعدما يكتسب الأبناء المنحدرين من هذه الزيجات الجنسية المغربية بقوة القانون. ولن نغفل كذلك التقارب الإيرانيالجزائري المحدق بوحدتنا الترابية، والذي لا يحتاج لكثير من الأدلة والإثباتات. فمن يساعد ميليشيات البوليساريو على حفر السراديب والأقبية والأنفاق في المنطقة العازلة بصحرائنا المغربية، لا يمكنه أن يبني جسور السلام ولا أن يكون شريكا في الأمن والاستقرار. ويكفي دليلا لهؤلاء المطبلين لإيران ما وقع ويقع في سوريا والعراق واليمن ولبنان..بعدما نجحت أيادي إيران "السوداء" في خلق أورام خبيثة داخل دول كانت بالأمس القريب مستقرة وذات سيادة، وتعتقد هي الأخرى واهمة بأن ولاية الفقيه ترنو تحقيق السلام ونشر المحبة والإخاء! الوسوم إيران الإسلام السياسي الجزائر المغرب داعش