الخط : إستمع للمقال تحية بوغطاطية للجميع كما عهدناه دائما، بنفس لغة التهديد والوعيد الإجرامية.. بنفس الخطاب المتطرف الإرهابي الذي لازال متشبعا به.. وبنفس النبرة والإشارات والإيماءات المستوحاة من قادة تنظيم "القاعدة" الإرهابي الذي يعشقه ومازال يدين لقائديْه السابقيْن (أسامة بن لادن وأيمن الظواهري) بالولاء رغم رحيلهم، خرج محمد حاجب ومن فوق التراب الألماني، ليهدد بتفجير رأس كل من "يهاجمه"، بدعوى الدفاع الشرعي عن النفس. لكن وكأي شخص مهزوز، مرتبك، منفعل، فلابد له أن يقع في زلات لسان تفضح حقيقته. أما إذا كان هذا الشخص أصلا متشبعا بالفكر المتطرف وإرهابي العقيدة والمرجعية ويحمل في قلبه حقدا دفينا، فلك عزيزي القارئ أن تتخيل طبيعة وحجم الزلات التي قد تصدر عنه. محمد حاجب، وهو يحاول المراوغة في تهديداته وتغليفها بمعاني غير تلك التي يقصدها فعلا، قال أنه "سيفجر رأس كل من يهاجمه في منزله أو يعتدي على أبنائه أو زوجته"، بدعوى الدفاع الشرعي عن النفس.. لكن "بوغطاط المغربي" يعلم جيدا أنه ليس هذا فعلا ما كان يقصده محمد حاجب. لأن حاجب لا يعيش في غابة لا قانون فيها ولا أمن ولا مؤسسات حتى يتفوه بهذ الكلام، بكل هذا الإسفاف والابتذال واللامنطق... خصوصا وأنه أكد بعظمة لسانه، وهذا هو التناقض الصارخ الذي يفضح نواياه الإرهابية الحقيقية، أكد أن الأمن والأمان الحقيقي هو الذي يوجد بألمانيا وليس بالمغرب... بألمانيا حيث قال أن الناس مطمئنون يعيشون في سلام ونوافذ منازلهم غير مسيجة، يجلسون في الشرفات يحتسون الشاي أو القهوة دون أن يكون لديهم أي هاجس أمني. فإذا كان الوضع في ألمانيا بهذا الشكل الذي يصفه، فمن هذا الذي سيتهجم على حاجب في قلب منزله بكل هذه الجرأة و"السيبة" كما يزعم؟؟ حاجب وهو يهدد ويتوعد أنه سيفجر رأس من يهاجمه، لم يكن في الحقيقة يقصد الهجوم بمعناه المادي الفعلي العدواني والواقعي، بل كان يقصد الهجوم بمعناه المعنوي أو اللفظي إن صح التعبير، أي أنه كان يقصد تفجير رأس كل من يهاجمه بالانتقاد أو يهاجمه بفضح أكاذيبه وخيانته. وما يؤكد كلامي هذا أكثر، هو عندما قال حرفيا أنه "لكل مقام مقال"، وأنه إذا كان حاليا "سلميا"، فإنه لن يكون كذلك عندما سيفضح أحد حقيقته ويفضح خيانته، مستشهدا في هذا السياق ومفتخرا بما يسميه ب "ملحمة السطوح"، تلك الواقعة الإجرامية الإرهابية التي اعتدى فيها على موظفي السجن بشتى أنواع العنف واحتجز البعض منهم كرهائن وهددهم بالقتل، مشددا على أنه مستعد لتكرار نفس ما اقترفه من إجرام في واقعة السطح، بل وأكدا أنه قد آن الأوان لاستهداف الدولة ومسؤوليها. وجاء هذا في معرض كلامه عندما قال: "واش غير نتوما لي تبقاو تسجنونا وتفرشخونا وطحنو فينا؟"، أي أنه بالنسبة له، فقد آن الأوان للانتقام من الدولة، مع العلم أن ما وقع في سطح سجن سلا لم يكن على الإطلاق دفاعا عن النفس كما يحاول أن يزعم حاجب. فمنذ متى كانت المبادرة إلى التمرد والعصيان والعنف، دفاعا شرعيا عن النفس؟؟؟ فالجميع يعلم قصة واقعة السطح التي حكاها حاجب نفسه في فيديو على قناته والذي أكد فيه أنه هو من فكر وخطط وحرض على الصعود إلى السطح واللجوء إلى استخدام العنف بدعوى التعريف بقضيته.... والحقيقة أنه فعلا عرف بقضيته، لكن عرف بها كإرهابي متطرف مجرم بالفطرة، وليس كمظلوم كما يزعم. هذا هو الوجه الحقيقي لمحمد حاجب الذي يحاول بصعوبة كبيرة ويبذل مجهودا خرافيا لإخفاء إرهابه وكتم تطرفه، إلا أن نزعة الإجرام لديه سرعان ما توقعه في زلات لسان خطيرة، خصوصا عندما يتحمس كثيرا في الكلام. الزلات المتطرفة والإرهابية لمحمد حاجب في الواقع ليست مقتصرة فقط على اللايفات، بل هي حاضرة أيضا في كتاباته... ولغة الوعيد الإرهابية واضحة لا لبس فيها. حاجب نشر تدوينة يقول فيها: "الخائن معلوم الخيانة يرمينا بالخيانة لعله يغطي عن خيانته، لكن هيهات!! سيأتي اليوم الذي نعري بأيدينا عن خيانتكم لتظهر للناس كاااافة .إن شاء الله يومكم آت لا محالة". عبارات كلها تنهل من قاموس الإرهاب والتطرف ومستوحاة من خطابات أمراء الدم عندما يتوعدون قادة الدول والحكومات باستهدافهم واستهداف بلدانهم... عبارات من قبيل :" إن شاء الله يومكم آت لا محالة". لو كان حاجب فعلا سلميا كما يزعم لما استعمل عبارة "سنعري بأيدينا". فهل الكشف عن "خيانة" مزعومة يحتاج إلى نشر أدلة وحقائق أم إلى استخدام الأيادي ؟؟ قد يبدو هذا التفسير أو التحليل للبعض مبالغا فيه أو مجانبا للصواب، لكن ردة فعل حاجب تقول العكس. فلو كان فعلا مبالغا فيه، لما اضطر "أبو عمر الألماني" إلى الخروج للشرح والتبرير... لكنه خرج ليشرح ويبرر متظاهرا بالسخرية، لأن "فكرشو لعجينة" ومول الفز كيقفز. تهديدات محمد حاجب ووعيده بالرجوع إلى درب الإرهاب، تُذكرنا في الواقع بنفس تهديدات عصابة «البوليساريو» التي ما فتئ قياديوها ونشطاؤها يتوعدون الدولة المغربية بعمليات إرهابية تستهدف المدنيين في عمق الأراضي المغربية، وتفجيرات السمارة خير دليل. حاجب يتقاطع كثيرا مع انفصاليي "البوليساريو" في الفكر والنهج وحتى في المصالح. فرغم ادعائه التهجم على النظام الجزائري واعتباره نظاما مجرما ديكتاتوريا، لكنه لا يفعل نفس الشيء مع عصابة «البوليساريو» الانفصالية التي تسعى إلى تقسيم المغرب، بل لطالما اعتبر المنتسبين إليها إخوته وهذا هو الوصف الذي يخاطبهم به رغم علمه اليقين أن نظام الكابرانات هو الذي يحتضنهم ويمولهم ويسلحهم... ومع ذلك فهو يراهم إخوته، بل حلفاؤه الذين دعاهم في أكثر من مناسبة إلى الاتحاد معه لتصفية الحسابات مع الدولة المغربية، في تآمر صريح وعلني على أمن المغرب والمغاربة وسلامة وسيادة الدولة. وما يؤكد كلامي أكثر هو ما جاء في تدوينة له يقول فيها: "على النظام البوليسي المغربي التوقف عن تمويل الإنفصاليين في القبائل بالجزائر، و يجب على النظام العسكري الجزائري التوقف عن تمويل إنفصاليي الريف .إنكم تساهمون في تقسيم المقسم!!" فبغض النظر عن تجني حاجب على المغرب باتهامه بهتانا بتمويل القبايل... وبغض النظر عن عدم اعترافه بالحدود الحالية عندما قال "تقسيم المقسم" (يعني أنه لا يعترف لا بحدود الجزائر ولا بحدود المغرب) وهذا يحيلنا على فكرة "دولة الخلافة الإسلامية" التي تتبناها معظم التنظيمات الجهادية الإرهابية.... بغض النظر عن كل هذه التفاصيل المهمة، فإن حاجب استثنى "البوليساريو" في تدوينته وكأنها ليست مشروعا تقسيميا انفصاليا... وكأن الجزائر بدأت للتو في تمويل مشروع انفصالي ضد المغرب ولم تكن تمول "البوليساريو" طيلة ال 50 عاما الماضية... لماذا لا يعتبر محمد حاجب "البوليساريو" مشروعا انفصاليا يهدد أمن ووحدة المغرب؟؟ لماذا لم يجرأ ولو مرة واحدة على ذكر "البوليساريو" على لسانه ككيان انفصالي؟؟ فحاجب كلما تحدث عنهم إلا خاطبهم كحلفائه وإخوته وقد سبق له أن دعاهم إلى العمل سويا على التآمر على المغرب وتصفية الحسابات مع الدولة. فما السر وراء كل هذا العشق بين حاجب وانفصاليي "البوليساريو" ؟؟ هل مثلا لأنه تربطه علاقات بعناصر متطرفة إرهابية بالكيان الانفصالي؟؟ هل مثلا لأن الأجندة التخريبية ضد المغرب تشكل تحالفا موضوعيا يجمع حاجب و"البوليساريو" ؟؟ الله ومحمد حاجب وبوغطاط المغربي أعلم بالجواب... ولكل حادث حديث... لأن بوغطاط يعلم الكثير عن حاجب وساعة المكاشفة والحساب آتية لا محالة ! الوسوم اعتقال بوغطاط المغربي محمد حاجب