استضاف موقع برلمان الفنان الكوميدي المحبوب محمد باسو، وأجرى معه حوارا صحفيا لطيفا، اتسم بروح الدعابة، وخفة الظل التي تميز الفنان الموهوب، وسألناه من خلال الحوار عن اخباره وجديد اعماله، وآرائه في الاعمال الفنية المقدمة هذه السنة، وهذه كانت اجاباته. برلمان: من هو محمد باسو في سطور؟ باسو: محمد باسو، فنان من زاكورة، من مواليد سنة 1985، درست بزاكورة واكادير ومراكش، واتابع دراستي حاليا في الادب الإنجليزي بالبيضاء، ماستر الدراسات المغربية الامريكية، خريج كوميديا 2009، شاركت بكوميديا شو، وسهرات الامازيغية والأولى وميدي ان تي في. برلمان: ما هو جديد باسو؟ باسو: اعمل على برنامج يعرف بالصناعة التقليدية، يدعى “حرفة وعناية” على مي دي ان تي في، أقوم بتنشيطه وتقديمه، وهو عبارة عن برنامج يقرب المشاهد للصناعة التقليدية، نقدم من خلاله كل المدن وكل المنتوجات وكل الحرفيين الكبار، كل في مجال ابداعه، في قالب خفيف وموجز، يقدم في ظرف 6 دقائق تقريبا. برلمان: أي اختفى باسو في هذا الشهر الكريم؟ باسو: سبب الغياب، أنى لم أقدم الكثير في رمضان سوى سهرة بالرباط، وظهور او ظهورين لي بالكاميرا الخفية، فلا اعمال هذه السنة، بحكم الدراسة من جهة ولأسباب أخرى خارجة عن ارادتي من جهة أخرى. برلمان: هل يقصد باسو انه لم يتلق عروضا؟ باسو: حقل الفن لا تحكمه الكفاءة، “اللي عندو شي رباعة كيجرها” لم يعد هذا القطاع قطاعا عموميا يمد جميع الشباب بفرص متكافئة، نحن نرى وجوها خاصة كل سنة، ليتسم المنتوج بالتشابه والتطابق والتكرار الذي يكرس الرداءة. برلمان: هذا يجرنا لسؤالك عن تقييمك لأعمال رمضان هذه السنة؟ باسو: تقييمي كمشاهد: لا شيء مميز، “عادي جدا” المتابعة كعدمها، اعمال مكرورة ووجوه عتيقة وجهود غير كافية، نفس الاعمال ونفس المستوى الضعيف، بخلاف الاعمال الأجنبية الاحترافية المتسمة بالكمال والجهد الواضح في الطرح، والسيناريو والديكور، والمؤدين، انها اعمال بعيدة عن هويتنا وثقافتنا كثيرا لكن لها مكانة كبيرة في اوساطنا منحتها إياها الكفاءة والتميز. برلمان: لكن البعض يقول أن الاعمال المغربية تتمتع بنسب مشاهدة عالية؟ باسو: النسب المرتفعة في المشاهدة لم تكن يوما معيارا لجودة المنتوج، ا تتوقعين ان يتفرج المغاربة ساعة الإفطار على قنوات الام بي سي2 او زي عربية؟ انهم يتوجهون مجبرين للعمل المغربي لانه الأقرب لثقافتنا ولأنه الأنسب لما تقبله الاسرة. ارتفاع نسبة المشاهدة لا يعني ان الشعب المغربي راض عما يقدمه القطاع، فهو ليس معيارا. برلمان: ما هو في نظرك معيار أي عمل ناجح؟ باسو: الاستمرارية، ان يستمر العمل، ان تكون له أصداء طيبة، وان يلقى اعجاب الجمهور، لقربه من المواطن ومن همومه. برلمان: لم اذن نسجل اقبال المغاربة على اعمال “مكسيكية” و “تركية” لا تعبر بالضرورة عن همومهم؟ باسو: لانها اعمال متقنة، ومشتغل عليها بجدية، سيناريوهات محبوكة، بأحداث قوية، ومؤدين بارعين، انا لست ضد أعمالهم، مادامت متقنة. برلمان: انت اذن لست مع مقاطعة الاعمال الأجنبية لعدم موافقتها لهوية المغاربة؟ باسو: انا مع الانفتاح على جميع الثقافات، لست ضد العمل أيا كانت جهته، لي شرط وحيد ان لا تؤثر هذه الاعمال في ثقافتي برلمان: الكثيرون يؤكدون على ان متابعة الاسر لهكذا اعمال مؤثر بشكل سلبي عليها؟ باسو: نقطة قوة بلادنا تتمثل في انفتاحها على الغير، انا أقول انه لا باس بإذاعة مسلسل تركي إزاء خمس مسلسلات مغربية، هذا كفيل بأن يعدل الكفة ، تقترب من ثقافة أخرى، ولا تنسى جذورك وهويتك. برلمان: ما هي مكامن الضعف في الاعمال المغربية؟ باسو: ضعف العمل المغربي كامن في غياب مبدا: الشخص المناسب في المكان المناسب” لا انكر ان هناك كفاءات، لكن سوء الاختيار، وسوء التسيير، زد عليه مشاكل الإنتاج الضخمة تقف عائقا، فالمنتجون لا ينظرون لاحتياجات العمل، بل لمنافعهم، كأي تاجر او مقاول او “خضار”، انا لا اعمم لكن سمة الغالبية للأسف هي التفكير بأقل الخسائر مقابل الربح الكثير. علنا جميعا نتساءل لم في عمل مغربي لا تنفجر السيارات ولا تنهار البنايات؟ لان المنتج يفكر بالربح ولا يريد ان يخسر أموالا طائلة في سبيل عمله، مع انه ان بذل بشكل كاف فانه سيربح بالمقابل. شيء من السخاء في حق العمل على مستوى جلب الفنانين الكبار والاكفاء بدل الترقيع، وتحسين السيناريوهات، وحتى الماكياج، وبذل أموال اكثر للديكور ستشكل فرقا شاسعا، اني اسف على كون الديكور في العمل المغربي ينتقل من سلسلة لاخرى ومن برنامج لأخر لمجرد ان المنتج يرفض ان ينفق بشكل اكبر. برلمان: بالعودة الى قولك الأخ باسو انك شاركت في عملين من صنع الكاميرا الخفية، ماردك على ادعاء ان هذا النوع من الاعمال هو محبوك، يشارك به الفنانون واطر العمل للضحك على المغاربة؟ باسو: لا اظن ذلك، ولا احب ان أتكلم باسم غيري، ولكن عن نفسي ما شاركت به لم تكن به هذه الأمور، لقد تعرضت لكاميرا خفية، واشرفت على عمل يمارس المقالب على الفنانين ولم تكن أي ممارسات من هذا النوع، انا شخصيا لا اقبل المشاركة بمقالب محبوكة يضحك فيها على المغاربة. برلمان: كيف يعيش باسو أجواء رمضان؟ باسو: انا احب رمضان كثيرا، يومه مبارك وكاف لقضاء مختلف الاشغال والحاجيات. برلمان: وماذا يفعل باسو اثناءه؟ باسو: اتابع دراستي، واستمر كما هو الحال في الأيام العادية في تأدية اعمالي الفنية، كما اخصص معظم اوقاتي للقراءة، واستفيد من كل الوقت المتاح لدي في قضاء وقت إضافي مع اسرتي الصغيرة المتكونة من والدتي وزوجتي وابنتي الصغيرة. برلمان: وكيف هي زاكورة هذا الشهر؟ باسو: اقضي رمضان بالبيضاء بحكم اقامتي، لكن زاكورة مدينة رائعة، ورمضان صعب بها للحرارة المفرطة هناك، يظن الكثيرون اننا معتادون على الصيام في حرارة مماثلة، نحن معتادون على حرارة المدينة لكن ليس على الصيام في ظل هذه الحرارة، أعان الله أهلنا هناك لأنه صدقا شهر شاق بالنسبة لهم. برلمان: كلمة أخيرة للفنان باسو لموقع برلمان؟ باسو: أتمنى كل النجاح لهذا الموقع، وادعو الله لكم بالتوفيق و”الله يسهل عليكم”. برلمان: كلمة لمتابعيك؟ باسو: لنكن يدا واحدة من اجل النهوض بقطاع الفن بالمغرب، لنعمل سوية على الارتقاء بهذا المجال، يجب ان نسعى الى تقديم الأفضل، ويجب ان ننهي مبدأ الصداقات والمعارف والمحاباة، يجب ان يسود مبدأ الكفاءة والاستحقاق ليس في الفن فقط، بل في كل المناحي العملية في حياة المواطن.