الخط : إستمع للمقال يبدو أن الحمى الإسبانية الشهيرة قد تمكنت بالفعل من النظام الجزائري، حتى بات في كل مرة يُظهر المزيد من أعراضها! وتزايدت الأعراض، كما هو معروف وتنوعت بسبب السياسة الإسبانية في شمال إفريقيا وممارستها لسيادتها في قراراتها الدولية، عكس ما تعتقد القوة الضاربة أنها قادرة عليه! عرفنا الفصل الأول، وكتبنا عنه في "برلمان.كوم"، بعد إعلان إسبانيا موقفها المساند للحكم الذاتي في الصحراء في مارس 2022، في رسالة سانشيز التاريخية إلى جلالة الملك، فقررت دولة العسكر استدعاء سفيرها في مدريد، والتعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون ومنع التصدير والاستيراد معها. وكان الفصل الثاني متمثلا في انبطاح نظام العسكر وقبوله، بدون شروط وبدون تعليل عودة سفيره إلى مدريد. ثم عرفنا الفصل الثالث، عندما أراد نفس العسكر الشرقي أن يبرر هذه العودة بمواقف رئيس الحكومة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي اعتبرها تغييرا بنسبة 180 درجة في الموقف الإسباني من الصحراء، إلى أن ثبت بأن الديبلوماسية الجزائرية أصيبت بالفعل بما لا يقل عن ثلاثة أعراض من أعراض الحمى الإسبانية: وهي الهذيان، والدوخة، وعدم وضوح الرؤية (أنظر مقال "برلمان.كوم" وزير خارجية إسبانيا يختار يوم الزيارة الملغاة إلى الجزائر ومنبر البرلمان ليصفع نظام العسكر بخصوص الصحراء، المنشور يوم 15 فبراير 2024 ).. ونحن نعيش اليوم الفصل الرابع من الحمى، وقانا الله وإياكم منها، متمثلا في ما نشرته «إيل إنديبندينتي» الإسبانية عن مصدر مقرب من النظام الحاكم في كوريا الشرقية! وقد أوردت الصحيفة المعروفة ارتباطاتها، مقالا من توقيع فرانسيسكو كاريون يحمل عنوان «الجزائر تجمد علاقتها مع إسبانيا بعد طعنة سانشيز الثانية... في المغرب»، مفاده بأن نظام العسكر مقبل على تجميد علاقاته مع إسبانيا، بسبب زيارة بيدرو سانشيز ووزير خارجيته خوسي مانويل ألباريس إلى المغرب... في أقل من أسبوع بعد إلغاء ألباريس لزيارته إلى الجزائر! المقال يتحدث عن «إرادة إنعاش العلاقات المعبر عنها عن طريق عودة السفير واستئناف العلاقات التجارية.. وقد تبخرت تماما في نهاية الأسبوع». وطبعا زادت الأعراض فشملت الهذيان، والدوخة، والأرق، وفقدان السمع، وعدم وضوح الرؤية، وضعف رؤية الألوان... وكل ما يمكن أن تُعرف به الحمى الإسبانية!. من أعراض الهذيان والأرق المرضين، تفسير الجزائر لقراراتها بوجود «الخيانة الثانية والطعنة الثانية والهجران الثاني» وكل ما له علاقة بارتفاع درجات الحمى.. وعلى غرار بعض أعراض الحمى ذات الطبيعية الفيزيولوجية من قبيل عدم الرؤية، هناك أعراض بعضها يمس السلوك السياسي للنخبة الجزائرية، وعنوانها الكبير هو تدهور القيم المتعلقة بالدولة، والنزيف الاستراتيجي بفقدان المواقع في القارة والعالم، وفقدان معنى الدولة في العالم الحديث المبني على السيادة وحرية اختيار الأصدقاء والشركاء وعدم التدخل في شؤون الدول. وبناء العلاقات الدولية على أساس منطق رابح رابح !... كل ما نشر الآن ومن قبل وما سينشر من بعد يثبت للعالم بأن الجزائر هي الطرف الرئيسي في نزاع الصحراء الإقليمي، كما ظل المغرب يردد، وهي تثبت ذلك بغرور كبير، لعلنا نرى بعض أسبابه في أعراض الحمى الإسبانية، ونحن نقول، ختاما، إن هذه الحمى يمكن الوقاية منهما عن طريق العزلة...! وهو ما يبدو أن دول الجوار أدركته وتريد فرض الحجر الجيوسياسي على نطام يهذي. ولا يرى ولا يميز الألوان بين الدول. الوسوم إسبانيا المغرب النظام العسكري الجزائري بيدرو سانشيز سعيد شنقريحة عبد المجيد تبون