الخط : منذ تيقنت الطغمة العسكرية وواجهتها المدنية في قصر المرادية بالجزائر، أن حليفها اليميني الإسباني في العداء للمغرب لن يفوز بالحكومة. بدأت خطوات التودد إلى مدريد، وتستبق عودة بيدرو سانشيز إلى الحكومة، فعادت هي إلى بيت الطاعة حتى لا يقال عنها أنها ترضخ للرئيس بيدرو سانشيز بالرغم من أنه لم يغير موقفه من الصحراء المغربية.. والحال أن المسلسل الذي دشنته هذه الطغمة، يبدو مثل سلسلة فكاهية غير ناجحة، ولا ترقى إلى مستوى تصرفات الدول العاقلة. والجدير بالذكر أن الجزائر قد استدعت سفيرها في مارس 2022 احتجاجا على موقف إسبانيا العاقل لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء .... وهو التحول الذي أغضب الجزائر الحاضنة الرسمية لجبهة البوليساريو والتي قررت ردا على ذلك تعليق معاهدة الصداقة المبرمة عام 2002 مع مدريد والحد من المعاملات التجارية مع إسبانيا من خلال تجميد العمليات المصرفية...! وهي المواقف الجنونية التي وضعت الجزائر وجها لوجه مع الاتحاد الأوروبي وبينت بوضوح الطابع الصبياني الغاضب للجارة الشقيقة.. وتوالت الأحداث حسب التسلسل الزمني، مع أن فشل زعيم اليمين الإسباني، نونييز فييخو، في الحصول على الأغلبية البرلمانية التي تسمح له بخلافة التحالف اليساري بقيادة بيدرو سانشيز... في قصر لامونكلووا. وقد كان اليمين الشعبي، وحليفه اليمين المتطرف ممثلا في حزب «فوكس»، قد قاما بحملة لا أخلاقية ضد بيدرو سانشيز، على أساس أنه استسلم للمغرب في الموقف من الصحراء، بل ذهبت أصواته إلى حد اتهامه بالعبودية للمغرب، وتم في ذلك القيام بحملة دعائية بذيئة ضده لعل أشهر فصولها ذلك الملصق الذي توسط مدينة مدريد الذي كان شاهدا على سقطة لاأخلاقية للمساعدين للانفصال. وبدون العودة إلى تفاصيل الحملة وما ترتب عنها، نستحضر أن اليمين كان هو رهان العسكر الجزائري (الثوري واحسرتاه) في قلب الموقف الإسباني والعودة إلى ما سبق من مواقف إسبانيا ووضع مؤسساتها رهن إشارة الانفصاليين وحاضنتهم الجزائر. لم يربح العسكر الرهان اليميني وبدا، من خلال تطورات الأوضاع أن بيدرو سانشيز عائد إلى الحكم لا محالة، فكان أن رضخت الجزائر لهذا الأمر الحتمي، واغتنمت لحظة خطاب بيدرو سانشيز أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي لم يتحدث فيه سوى عن دعم مبادرة الحكم الذاتي، كما يفعل كل أصدقاء المغرب بمن فيهم من يعترفون بسيادته على الصحراء، لتسارع إلى اعتبار ذلك موقفا لصالحها!!! وعليه فقد اعتبرت ذلك سببا كافيا للعودة إلى بيت الطاعة الإسباني الذي لم يقنع حتى أبواقها الدعائية كما أن الذباب الإلكتروني لم يتحرك إلا في حدوده الدنيا..! وبعد ذلك اتخذت قرارا بعودة العلاقات. وكان أن عينت سفيرا جديدا في مدريد، بعد قرابة 20 شهرا من الخلاف الدبلوماسي حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية منذ يومين. بطبيعة الحال بدأت تنتظر .. موافقة إسبانيا!! وأعلنت بسرور في بيانها الرسمي أن «الحكومة الإسبانية وافقت على تعيين السيد عبد الفتاح دغموم سفيرا» للجزائر في إسبانيا. الجزائر التي ركبت «أعلى حيلها» في الغضب على إسبانيا عادت بلا تعليل ديبلوماسي وسياسي معقول، هي التي كانت تصيح فوق كل السطوح أن إسبانيا ستعاني من جراء مقاطعة الجزائر، وأن شركات قطاع الخزف والصناعة الغذائية والبناء، ستعاني الكثير، تبين لها أن اللعب الجزائري هو الذي بدأ ينظم الطوابير الطويلة من أجل لقمة عيش أو من أجل علبة حليب أو يتظاهر من أجل مواد البناء البسيطة، وبالرغم من كل التصريحات الكارتونية لرئيس يفتخر بأن الجزائر تصنع ... الشراجم!! آه في الواقع، لا بد لبيت الطاعة من ...نوافذ محلية الصنع، كما يجيدها النظام، وهو نفسه النظام الذي غير الحكومة ووزيرها الأول، واختار لهذا المنصب الرجل الأكثر وقاحة في العداوة للمغرب، المدعو العرباوي لكي يبين بأن العدو الواحد والثابت له هو المغرب فقط، أما غير ذلك، فلا بأس من الزحف على أبواب السفارات لعل وعسى...!