بعد خيبة الأمل التي أصابتها وهي تتابع مسار تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز، مرت الجزائر إلى السرعة القصوى في مسعى ترميم علاقتها الدبلوماسية مع الجارة الشمالية للمغرب بعد قطيعة بينهما تخطت السنتين ونصف على خلفية دعم مدريد لمغربية الصحراء.
وفشلت الجزائر في محاولات التأثير على مشاورات تشكيل الحكومة الإيبيرية المقبلة، بما يخدم مصالحها وتطلعاتها إلى صعود أحزاب إلى سدة الحكم تتوافق مع سياستها العدائية تجاه المملكة المغربية، وهو ما يفسر تحركاتها الأخيرة التي أفضت في المحصلة إلى موافقة حكومة نصريف الأعمال الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز على اعتماد سفير جزائري جديد في مدريد.
ونقلا عن وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية، فإن مجلس الوزراء صادق خلال اجتماعه أمس الثلاثاء على اعتماد رئيس بعثة أجنبية، لكنها لم تكشف عن هويته، إلا أن موقع "A B C" الإسباني، أفاد بأن الأمر يتعلق بعبد الفتاح دغموم، الذي سيخلف سعيد موسي في منصب سفير الجزائر بإسبانيا.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة من الجانب الجزائري، في وقت يستعد فيه البرلمان الإسباني للانعقاد يوم غد الخميس ضمن جلسة علنية للتصويت على منح الثقة من عدمه إلى سانشيز المكلف من قبل العاهل فيليبي السادس بتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، والذي تؤكد كل المؤشرات أنه سيكون بقيادة "صديق المغرب".