الخط : شهِدت جلسة انتخاب مكتب مجلس مجموعة الجماعات الترابية "سوس ماسة للتوزيع"، التي احتضنها مدرج الحسين أشنكلي بمقر غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بأكادير، صباح يومه الثلاثاء، أحداثا مؤسفة كَشفت مستوى بعض المنتخبين الذين جاءت بهم صناديق الاقتراع خلال انتخابات الثامن من شتنبر 2021، والذين عَمّروا لسنوات وتصدروا المشهد الساسي والانتخابي بجهة سوس ماسة. ووفق ما عاينه موقع "برلمان.كوم" وبعدما حدّد ممثل السلطة المحلية مسيري الجلسة، بناء على القوانين الجاري بها العمل، والتي تنص على تعيين الشخص الأكبر سنّا ضمن الحضور لترؤس أشغال جلسة التصويت، والأصغر سنّا كمقرر للجلسة، وقع الاختيار على رئيس المجلس الإقليمي لإنزكان أيت ملول، محمد أمولود المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، ومنال بنصالح، نائبة رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت، والمنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار. ومباشرة بعدما شرع أمولود في تسيير الجلسة، تمّ تسجيل نقاط نظام، الأولى من مستشار جماعي عن حزب الاتحاد الاشتراكي، من إقليم طاطا، والذي نبّه الحاضرين إلى أن الأجواء التي صاحبت الجلسة قبل بدايتها لا تبشر بالخير، وأن الأخبار التي تناسلت (خبر منح الأحرار رئاسة مجموعة الجماعات الترابية سوس ماسة للتوزيع، الذي نشرناه أمس وكشفنا من خلاله لعبة الكواليس بين أحزاب الأحرار والبام والاستقلال) تُشير إلى أن الرئيس وباقي أعضاء المكتب قد تم اختيارهم مسبقا، وأن هذه الجلسة ليست سوى جلسة صورية وضحك على الذقون واستهزاء بمنتخبي الجهة الذين قطعوا مئات الكيلومترات للحضور لأكادير للتصويت بطريقة ديمقراطية على المكتب وليس عن طريقة الكولسة. أما نقطة نظام الثانية فقد أشار خلالها مستشار جماعي ينتمي لإقليم اشتوكة آيت باها، إلى أنه على علم بتشكيلة المكتب الذي تم اختياره مسبقا بين القيادات الجهوية لأحزاب البام والأحرار والاستقلال، وأن الجلسة ليست سوى جلسة شكلية، مستنكرا في ذات الوقت إقصاء إقليم اشتوكة آيت باها وعدم تمثيله داخل التشكيلة المتفق عليها. وبعدما تناول مستشار آخر الكلمة مسلطا الضوء على تهميش الجماعات المنتمية للمجال القروي واحتج على عدم تمثيلها داخل التشكيلة المتفق عليها مسبقا، طالبه مسير الجلسة باختصار مداخلته، قبل أن يقاطعه ويتوجه بالقول للمستشارين الحاضرين في القاعة بعبارة "بغيتو تصوتو صوتو مابغيتو تصوتو خرجو على برّا"، وألقى بالميكرفون بطريقة مستفزة. ولم يقف أمولود عند هذا الحد، بل أطلق العنان للسانه وتلفظ بكلمات نابية، دون احترام للحاضرين ما تسبب في إثارة غضب عدد من المستشارين، خاصة المنتمين لإقليم طاطا، والذين احتجوا بشكل كبير على التصرف الصادر عن رئيس الجلسة وهو أحد القيدومين في مجال السياسة بجهة سوس ماسة، مطالبين بتنحيته وعدم السماح له بتسيير أشغال الجلسة، حيث ظلت الأمور متشنجة داخل القاعة لما يزيد عن 15 دقيقة، قبل أن يتدخل بعض العقلاء لتهدئة الأوضاع وإتمام جلسة التصويت، التي أفرزت فوز الأسماء التي انفرد "برلمان.كوم" بنشرها قبل جلسة التصويت التي كانت صورية فقط. واستنكر مجموعة من المستشارين الحاضرين الأجواء التي رافقت هذه الجلسة، منددين بالمستوى المنحط لبعض المنتخبين الذين من المفروض فيهم التحلي باللباقة أثناء مداخلاتهم وردودهم، باعتبارهم ممثلين للساكنة، هذه الأخيرة التي تنتظر منهم الترافع من أجل جلب مشاريع تنموية لجماعاتهم والظفر بنصيبهم من الميزانيات المخصصة لذلك، عوض تبادل الكلام النابي والساقط، والصراع من أجل المناصب في مؤسسات تم إحداثها لمعالجة الإشكاليات الكبرى التي تعاني منها الجماعات الترابية، وفي مقدمتها اللاعدالة المجالية وكذا اللاعدالة في توزيع المشاريع التنموية وارتكازها في مناطق معينة، في ظل تغليب الحسابات السياسية الانتخابوية على المصلحة العامة والعمل بمبدإ الأولويات.