أكدت دراسة تاريخية حديثة ، صدرت بمناسبة إحتفال العالم بعيد الحب " الفالنتين " أن مدينة الأقصر بمصر، هى أول مدينة للحب فى التاريخ ، وأنها شهدت أول مظاهر للتعبير عن الحب فى إحتفالات صاخبة . وأوضحت الدراسة التى أعدها عالم المصريات ، الدكتور محمد يحيى عويضة ،وصدرت عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية ، أن الأقصر عرفت الإحتفال بالحب ، وشهدت مظاهر إحتفالية حاشدة فيما يسمى بموسم الحب والزفاف ، قبيل آلاف السنين . وقال عويضة فى دراسته ،إن معبد الأقصر الفرعونى ، الذى يتوسط المدينة ، ويطل على نهر النيل الخالد ، كان بمثابة " معبد للحب الكبير " لدى قدماء المصريين ، وكانت تنطلق منه إحتفالات ما يسمى بموسم الزفاف السنوى فى مصر الفرعونية، حيث كانت تنطلق تلك الإحتفالات مع إنتقال الإله " آمون " من مقر إقامته فى معابد الكرنك ، إلى معبد الأقصر ، الذى كان بمثابة منزله الخاص للقاء زوجته " موت " حيث كان يقيم معها فترة تراوحت مابين 11 يوما وحتى 27 يوما، يسكن فيها إلى زوجته ، وكان ذلك يتم فى شهر الفيضان ، الذى كان موسما للبركة والخصوبة فى مصر الفرعونية . وأشار الدكتور محمد يحيى عويضة ، إلى أن فترة إقامة آمون إلى جوار زوجته " موت " بمعبد الأقصر ، كانت مناسبة سنوية لإقامة حفلات الزفاف ن وكانت تنتشر فيها مظاهر التعبير عن الحب ما بين الزوج وزوجته ، وأنه يمكن القول بأن تلك الفترة كانت بمثابة شهر عسل لكل الأزواج المصريين ، فى ذلك الزمن . ويرى عويضة فى دراسته ، أن قصة إقامة وتشييد أغلب المعابد والمقابر الفرعونية ، ترتبط خلفية تاريخية وإجتماعية ، وتقف خلفها قصة حب كبيرة حيث حرص الفراعنة من ملوك ونبلاء على تشييد معابد ومقابر لزوجاتهم ، كنوع من التعبير عن الحب ، مشيرا إلى أن معبد الملكة نفرتارى جميلة الجميلات فى أبوسمبل ومقبرتها الشهيرة فى غرب مدينة الأقصر ، ومعبد الملكة حتشبسوت ، وغيرها من المعالم الأثرية الفرعونية ، يوجد رابط كبير بين إقامتها وبين قصص حب جمعت بين من أنشأها ومن اقيمت تلك المعابد والمقابر تخليدا لذكراهم من المصريات إبان عهود الفراعنة .