الخط : تتوالى الصفعات والضربات التي يتلقاها النظام العسكري الحاكم في الجزائر، والتي تكرس للعزلة التي يعيشها إقليميا ودوليا، كما تكشف قيمته الحقيقية داخل المنتظم الدولي، في الوقت الذي يتبجح فيه بكون الجزائر قوة إقليمية باستطاعتها لعب دور الوساطة في القضايا والمشاكل الكبرى التي تشهدها القارة السمراء. ولعل الصفعة الأخيرة التي تلقاها من دول مجموعة البريكس خير دليل على أن هذه النظام جعل الجزائر منبوذة بسبب سياساته العدائية ودعمه للجماعات الانفصالية وسعيه نحو جعل منطقة شمال إفريقيا ملاذا آمنا للجماعات المسلحة والمتطرفة، والمس بأمن واستقرار المنطقة. ولم تمر إلا بضعة أيام على صفعة البريكس حتى وجّه وزير خارجية حكومة الرئيس النيجري محمد بازوم، حسومي مسعودو، صفعة جديد للجزائر بعدما حشرت نفسها في الأزمة التي يشهدها هذا البلد، مدعية رغبتها في الوساطة لإيجاد حل لهذه الأزمة، من خلال زيارة قام بها وزير خارجية نظام العسكر لبعض الدول في غرب إفريقيا، لإقتراح مبادرة على حد تعبيره لحل الأزمة في النيجر، مشيرا إلى أن الأزمة في النيجر لا تعني الجزائر في شيء وداعيا إياها للإهتمام بشؤونها الداخلية. شطحات نظام العسكر الجزائري سرعان ما تم الرد عليها من طرف وزير الخارجية النيجري، حسومي مسعودو في تصريح أدلى به لإذاعة فرنسا الدولية "RFI"، مؤكدا بأن بلاده لا تولي أي أهمية للمبادرة السياسية لحل الأزمة في النيجر، التي اقترحتها وقادتها الجزائر. وشدّد المسؤول النيجيري في ذات التصريح أن الجزائر حشرت نفسها في أزمة سياسية لا تخصّها بأي شكل من الأشكال، داعيا إياها إلى الاهتمام بشؤونها في منطقة شمال إفريقيا، قبل أن يعود ويؤكد أن الوضع الحالي بالنيجر وأزمتها السياسية الناتجة عن الانقلاب الذي شهدته البلاد في 26 يوليوز الماضي، "لا يعني الجزائر في شيء". وقال حسومي مسعودو في ذات التصريح أيضا: "المبادرة الجزائرية ورأيها لا يهم الحكومة النيجيرية بالمطلق، لاعتبارات عدّة أولها أنها أساسا لم تشارك أو تكن طرفا سابقا في إدارة شؤوننا، كما أن النيجر دولة عضو في إيكواس، وهي التي تدير الأزمة حاليا وليس الجزائر، إضافة إلى أنه لدينا البروتوكول الخاص بنا لخلق مساحة ديمقراطية". وتابع ذات المسؤول، "الجزائر تتواجد في منطقة مختلفة، فهي جزء من شمال إفريقيا ولديها تنظيم وطبيعة مختلفة عنا وخاصة بها"، ولهذا يضيف مسعودو "إذا أرادت الجزائر أن تلعب دور الوسيط فلتفعل ذلك في منطقتها، أما بالنسبة لنا في مجموعة إيكواس، من المؤكد لن نرد على مبادرتها، لأنها مخالفة لمطالب رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا". وفي تعليقه على المبادرة التي اقترحتها الجزائر لحل الأزمة في النيجر، أشار مسعودو، أن مسألة الانتقال غير مطروحة أبدا، مضيفا "نحن واضحون جدا كدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مطلبنا هو إطلاق سراح الرئيس بازوم، وقبول الانتقال هو قبول لشرعية الانقلاب وهذه مسألة صارمة وواضحة لدينا كمجموعة إيكواس". وأكد وزير الخارجية النيجيري رفض حكومة الرئيس محمد بازوم ما ورد في مقترح الجزائر بما فيها البند المرتبط ب"صياغة ترتيبات بموافقة جميع الأطراف دون إقصاء لأي جهة، على أن لا تتجاوز مدتها 6 أشهر، وتكون تحت إشراف سلطة وطنية تتولاها شخصية وطنية تحظى بقبول جميع الأطراف في النيجر". الوسوم الأزمة في النيجرالجزائر النظام العسكري وساطة في الأزمة السياسية بالنيجر