تنظر غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط في ملف ترويج لحوم فاسدة توبع فيه مدير مالي وإداري لشركة متخصصة في ذبح وتقطيع الدواجن وتوزيعها وإنتاج اللحوم المفرومة ميكانيكيا “كفتة”، وطبيب بيطري، وتقنيين بيطريين يعملان بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وقد تم اكتشاف هذا الإجرام من طرف المصالح الأمنية المكلفة بمكافحة الجريمة الإرهابية وتفكيك الخلايا والتنظيمات ذات التوجهات العقائدية بعد توصلها بمعلومات تفيد أن عشرات الأشخاص ينشطون في مدن العرائشوسلاوطنجة، ضالعين في أعمال غش وبيع لحوم دواجن فاسدة تُشكل خطراً على الصحة العامة للمواطنين. وقامت هذه المصالح إثر ذلك برصد مخازن تفتقر لشروط السلامة الصحية كان الباعة المتجولون للأكلات الخفيفة يقتنون منها كميات من اللحوم المفرومة للدواجن غير الصالحة للاستهلاك، وتأكدت أن مصدرها هو شركة متخصصة في تربية وبيع لحوم الدواجن ومشتقاته بمدينة العرائش، تستقبل يوميا، ما عدا يوم الخميس، بين 7 و8 أطنان، يتم ذبحها عن طريق الصعق الكهربائي، حيث تُخرَّن اللحوم المفرومة في ظروف مزرية تجعلها عرضة للتعفن. واعتبرت هذه الشركة مزودا رئيسيا بلحوم الدواجن لسوق ممتاز كبير بمدينة العرائش، ومطعم بالمحمدية، ومؤسسات عمومية عن طريق عقود مناولة نيابة عن المتعاقدين الأصليين، كالمؤسسات السجنية بكل من واد لاو وأصيلة والعرائش والقصر الكبير، ومؤسسات تعليمية بطنجة وأصيلة والعرائش ومنطقة سيدي اليمني والقصر الكبير. ويتم إعداد اللحوم المفرومة اعتمادا على بقايا الدواجن المتمثلة في أحشائها وعظامها ليتم بيعها بأثمنة بخسة تتراوح بين 12 و13 درهم للكلغ الواحد، في حين يبيعها آخرون 20 و30 درهما للكلغ الواحد.. وكان التاجر بالجملة في منتجات لحوم الدواجن المفرومة الفاسدة بمدينة سلا أقر أنه تعاطى هذا النشاط منذ 2004، ومع مرور الوقت طور من انتاجية لحوم الدواجن المفرومة من خلال اعتماده على بقايا الدواجن من اجنحة وأحشاء وشحوم البقر، التي يضيف إليها التوابل لتغيير نكهتها ومذاقها، وذلك بمقر سكناه بالعيايدة. وفي إطار توسيع هذا النشاط الذي أدر دخلا مهما، عمل التاجر على استثمار أرباحه في اقتناء شاحنتين ومنزل استغل طابقه السفلي لتحضير وتخزين لحوم الدواجن الفاسدة بمساعدة أربعة عمال، حيث كان يبيع منتوجه لباعة نصف الجملة بمدينة طنجة، ومحلات للجزارة بأصيلا، وأصحاب مطاعم والباعة المتجولين بسلا، إضافة إلى اعتياده منذ 2006 على تزويد ثكنة عسكرية، ونادي رياضي ومؤسسات فندقية ومطاعم مدرسية بسلا والنواحي. وكشفت التحريات الأمنية أن ثلاثة عناصر من الباعة بنصف الجملة بطنجة ينتمون لأتباع التيار السفلي الجهادي المتطرف، يوجد من ضمنهم شخص سبق أن أحيل على القضاء في سياق قضايا مكافحة الإرهاب سنة 2007، و كان الثلاثة يعملون بدورهم على توزيع اللحوم الفاسدة على باعة متجولين يستعملونها في تحضير الأكلات الخفيفة بنفس المدينة. وكشفت التحريات الأمنية عن أشخاص التحقوا ببؤر التوتر في سوريا والعراق، وآخرين كانوا يسعوا للانضمام للتنظيمات الإرهابية هناك من خلال بيع الأكلات الخفيفة للحوم المفرومة الفاسدة، و يوجد منهم معتقلون سابقون في إطار قانون مكافحة الإرهاب، أو التحقوا بمقاتلي تنظيم “داعش” وينشطون في تمويل الجهاديين الراغبين في الالتحاق بهذا التنظيم، كالملقب بأبي محمد المغربي.