تحطمت طائرة رجال الأعمال الخاصة من طراز "إمبراير"، أمس الأربعاء، في مقاطعة تفير شمالي العاصمة الروسية موسكو، وقتل جميع من كان على متنها وعددهم 10 أشخاص، ووفقا لبيان المكتب الصحفي لهيئة الطيران المدني الروسية، فقد كان اسم مؤسس قوات فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، على قائمة ركاب الطائرة. ونشر موقع "الجزيرة.نت"، بورتريه خاص عن مؤسس قوات فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، خصوصا وأنه يعتبر من بين الشخصيات المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وولد يفغيني بريغوجين، في 1 يونيو 1961 بمدينة سانت بطرسبرغ وترعرع فيها، نشأ في أسرة متواضعة، وتخرج صيدلانيا من معهد لينينغراد، يُطلق عليه لقب "طباخ بوتين" لأن مطاعمه وشركاته مسؤولة عن تقديم الطعام لضيوف بوتين من الرؤساء والملوك والأمراء خلال زياراتهم الرسمية إلى روسيا. ويمتلك بريغوجين مجموعة من الشركات بما فيها شركات متهمة بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، حيث يسيطر بريغوجين على شبكة من الشركات بما فيها مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية، التي تجنّد مسلحين مرتزقة في عدة مناطق في العالم مثل سوريا وليبيا وأوكرانيا ومناطق الصراع في بعض دول الصحراء والساحل في أفريقيا لدعم الأطراف الموالية لروسيا ورعاية مصالح موسكو. وسبق لبريغوجين، أن ألقي عليه القبض لأول مرة في نونبر 1979، وكان يبلغ من العمر حينها 18 عاما بتهمة السرقة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ، بعد ذلك بعامين، قبض عليه مرة أخرى وهو يسرق شقة في أحد الأحياء الراقية، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما بتهم السرقة والاحتيال وإشراك مراهقين في الجريمة. وقضى من عقوبته 9 سنوات ثم أطلق سراحه عام 1988 بعد أن تم العفو عنه. ويرأس بريغوجين مجموعة إعلامية موالية للكرملين تحمل اسم "الوطني"، وتقول إنها تعمل على مواجهة الإعلام "المعادي لروسيا" الذي "لا يلاحظ الإيجابيات التي تحدث في البلاد"، وتضم الشركة 4 مواقع إخبارية مقرها سانت بطرسبورغ، هي وكالة "آر آي إي فان" للأنباء و"نارودني نوفوستي" و"إيكونوميكا سيغودينيا" و"بوليتيكا سيغودينيا". على مدى العديد من السنوات أنكر بريغوجين علاقته بمجموعة "فاغنر" القتالية، لكنه صرح في 26 شتنبر 2022، أنه أسس هذه المجموعة لدعم القوات الروسية في الحرب في إقليم دونباس بأوكرانيا. علما أنه منذ ماي 2014 توسعت أعمال "فاغنر" لتشمل العديد من الدول منها ليبيا ومالي وسوريا وغيرها. ولعبت "فاغنر" دورا مهما في الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022، فقد سافر بريغوجين شخصيا إلى دونباس للإشراف على تقدم المجموعة. وخلال شهر ماي، روّج أن رئيس "فاغنر" مع بعض القادة العسكريين والسياسيين الروس يخططون "لانقلاب" وأعمال شغب داخل الأراضي الروسية، ثم أعلنت "فاغنر" تمردها في الأسبوع الأخير من يونيو 2023، قبل أن يتدخل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، وأقنع بريغوجين أن يتراجع عن تهديداته "باجتياح" موسكو، فانسحبت قواته من روستوف، وأمرها بالعودة إلى ثكناتها.