أذهل الرئيس الجزائري تبون الحاضرين والمستمعين إلى مداخلته خلال اشرافه على مراسيم جائزة الوسام الشرفي للتصدير حيث "اقترف" العديد من الاعترافات التي لم تكن لتعجب سعيد شنقريحة الحاضر بدوره ! ليس المجال هنا للتساؤل عن الصفة التي حضر بها القيادي في الجيش وصانع الرؤساء إلى مناسبة للاقتصاديين والمصدرين بل السؤال هو هل سيعجبه ما اعترف به تبون وهو كالتالي: تبون اعتبر أن بلوغ 11 في المائة من صادرات الجزائر من خارج النفط والمحروقات .. معجزة لأنها نسبة تضاعفت منذ بداية الاستقلال خمس مرات!!! واعتبر ذلك كافيا للحديث عن "الابتعاد عن اقتصاد الرَّيْع" كما نطقها هو ذاته والذي «جمد العقول».. وكان تبون يقرأ ما هو مكتوب، لكنه اقترف خطأ عندما «خرج عن النص» و صرح بدون "أن يرف له جفن بأنه" لأول مرة نصل إلى منتوج الطاولة – يعني المائدة -100 في المائة جزائري، منها الزيت وقريبا "السكر الجزايري" كما أنه شكر القائمين على انتاج العجلات (البنوماتيكpneumatique ) وتمنى كذلك «أن الزجاج يكون جزايري للمساهمة في انتاج السيارات لأصدقائنا الايطاليين».. ومن غرائب التصريحات قوله بأن الجزائر، حتى وهو ما زال يتمنى انتاج الزجاج محليا، قادرة أن «تلبي حاجيات عدة دول من الإسمنت والبيبان والنوافذ» مضيفا بأن « السكن مواده جزايرية 100% حيث الزليج جزائري والنوافذ جزايرية. والمواد الكهرومنزلية كلها جزايرية»!!!! والأهم في المواد الكهرومنزلية عند تبون هو أنها "منتوج مبني على الدوام في الاستعمال (الديمومة يعني ) اللي شرى مادة جزارية يمكن يسلمها لأبناؤو واحفادو" ..! هل أراد أن يقول، لاشعوريا أو شعوريا بأن كل المواد المستعملة اليوم في بلاده مرت عليها أجيال، وأجيال (ستون عاما مفا فوق)؟ لسنا ندري، لكن المؤكد أنه واصل هذه الاعترافات والتصريحات الغريبة التي قد تكلفه الكثير مع شنقريحة الذي بدأ يلعب بأصابع يديه في حركة تعكس عدم رضاه.. بمعنى أنه واصل تصريحاته الغريبة ودعا «الى دخول افريقيا !» باعتبار أن الجزائر افريقية، لكنه أضاف بعض التوابل التي كشفت حيرته عندما قال«لا بد من فتح خطوط جوية مع العواصم الإفريقية حتى تصبح الجزائر حقيقة افريقية»!!! بمعنى آنها ليست كذلك إلى حد الساعة وفسر ذلك بالقول «من العيب والعار أن الجزائري الذي يريد أن يتوجه الى دكار عليه المرور عبر باريس» ووعد بأنه سيفتح «خطوط جوية – لأول مرة منذ استقلال الجزائر في دكار وفي نواكشوط، » كما يفتح فروع أبناك جزائرية فيها «كأول فروع في القارة الافريقية» برمتها!!! وكم تباهى التبون وهو يعلن «فتح خطوط بحرية جديدة لم تفتح من الاستقلال بخط مع الشقيقة نواكشوط (كذا) والشقيق السنغال وخطوط بحرية أخرى كوط ديفوارَََ»!!!! أو وهو يخبر الحاضرين أنه «فتحنا بنك في موريتانيا، وبنك في دكار ، باش نفتح بنوك اخرى في كل البلاد في افريقيا وفي اوروبا» وفي هذا السياق كانت له اعترافات ضخمة عندما قال« ماكانش عندنا بنك في فرنسا وعندنا بنوك فرنسية هنا» أي في الجزائر!! وكانت المرارة تقطر من فمه وهو يعترف« اثيبويا عاصمة القارة الافريقية وحنا ما عندناش خط جوي لاديس أبيبا«! في الواقع كل جملة تصلح عنوانا وشعارا ورسالة أطروحة في كيف تبني دولة في القرن الواحد والعشرين بدون أبناك ولا خطوط جوية ولا مواد المائدة ولا زجاج البناء ولا.. رئيس عاقل!!!