لا أحد يعرف بالضبط الحالة النفسية التي عاشها رئيس قصر المرادية عبد المجيد تبون بعد الانقلاب المسلح الذي يقوده زعيم مرتزقة فاغنر على الرئيس فلاديمير بوتين.. الذي كان قد طلب منه الحماية وقدم له البيعة (انظر مقالا سابقا على موقع برلمان كوم ) .. فقد مضى أقل من أسبوع على الزيارة التي قام بها تبون إلى روسيا وقدم وقتها في مشهد مهين للغاية الطلب الرسمي لكي يكون تحت الحماية الروسية لبوتين. ولكن التطورات التي حدثت بعد أقل من أسبوع أدخلت موسكو في منعطف غير مسبوق تماما. الكثيرون سيمزحون ويعتبرون ذلك فصلا جديدا من فصول اللعنة التي تتبع تبون في كل ترحاله، ولكن الأكثر جدية اعتبروا بأن تبون لم يكن يملك أقل خبرة بما يجري في روسيا لكي يحدد خطوته. ومن المتوقع ولا شك أن المخابرات الخارجية الجزائرية ستتلقي ضربة قاسية من طرف مناهضيها الرسميين داخل الجهاز الرئاسي وغير الرئاسي، وربما سيحملونها مسؤولية عدم المعرفة بما يقع (ومن أين للمخابرات الجزائرية التي فاتها معرفة وجهة الصحافية بوراوي وخروجها إلى تونس أن تعرف مايفكر فيه زعيم فاغنر؟). ولكن مع ذلك فإن الحرب الداخلية ستندلع ولاشك من طرف مكونات النظام الأخرى.. لا نبالغ إذن إذا توقعنا اندلاع مواجهات داخل نظام المرادية عقب ما يحدث في روسيا. الحقيقة الثانية هي أن تبون طلب الحماية من رجل اتضح أنه يعيش أصعب فترات حياته القوية...بل لعلها المرحلة التي قد تودي بنظام بوتين كله، لاسيما في وقوعه هدفا حربيا، بين الجبهة الداخلية التي يقودها يفجيني الفاغنيري والجبهة الاوكرانية... ثالثا وهي الأنكى هو أن الرئيس تبون الذي طلب السماح له بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا، سيجد صعوبة في البحث على طرفي الصراع. لاسيما وأن اوكرانيا ستشدد من هجومتها بفعل دخول الجيش الروسي في حرب لحماية موسكو والرئيس بوتين.. رابعا: ماذا ستفعل الحشود الروسية والفاغنرية االموجودة فوق التراب الجزائري أو على حدوده في ليبيا وفي مالي. وماذا سيفعل شنقريحة إذا قررا الاشتباك فوق التراب الجزائري؟ خامسا وهو الأهم : كييف ستعيش الجزائر حضانتها للمرتزقة المسلحين من البوليزاريو فوق ترابها بعد أن قدمت فاغنر نموذجا حيا لانقلاب السحر على الساحر؟ هو سؤال للبحث. وللموضوع بقية، لكن في انتظار ذلك يبدو تبون كلاعب الروليت الروسي، الذي يضع رصاصة في مسدسه ويضغط على الزناد ولايدري متى ينفجر رأسه!