انتقد خوسي مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، بشكل لاذع، زعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو بشكل لاذع، متهما إياه بممارسة الكذب بخصوص العلاقات الإسبانية المغربية، واصفا إياه بأنه سياسي لا يصلح لرئاسة إسبانيا لجهله بأن المغرب له الأولوية دائما في السياسة الخارجية لمدريد. انتقادات ألباريس لفيخو جاءت ردّا على التصريحات التي أدلى بها فييخو أول أمس الإثنين لإحدى الإذاعات الخاصة، في معرض جوابه على سؤال يتعلق بالعلاقات الإسبانية المغربية وما إذا كان زعيم الحزب الشعبي سيتراجع في حالة وصوله لرئاسة الحكومة عن الاتفاقيات الموقعة بين مدريدوالرباط، ليجيب بأنه لا علم له بما تم الاتفاق عليه بين حكومتي البلدين خلال الاجتماع رفيع المستوى المنعقد في الرباط يومي 1 و2 فبراير الماضي. وإلى جانب هذا الجواب الذي اعتبره ألباريس محاولة من فيخو لممارسة التضليل والكذب، فقد تفادى زعيم الحزب الشعبي الجواب على سؤال يتعلق بإمكانية التراجع عن دعم مدريد لمغربية الصحراء عند ترأسه للحكومة، مطالبا على حد قوله بضرورة معرفة الاتفاقيات مع الرباط التي دفعت مدريد لدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء قبل الإقدام على أي خطوة على حد تعبيره. وبعد أقل من 24 ساعة على تصريحات زعيم الحزب الشعبي، سارع خوسي مانويل ألباريس، رئيس الدبلوماسية الإسبانية للرد عليه أمس الثلاثاء، في تصريحات للصحافة على هامش حضوره في لقاء بقرطبة بمناسبة الاحتفال بالدورة الجديدة ل "مسار العقبة"، وهو منتدى دولي للنضال ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، متهما إياه بممارسة التضليل ونشر الأخبار الكاذبة بتصريحه والإدلاء بالمغالطات، أو بجهله للاتفاقيات الموقعة بين المغرب وإسبانيا والتي توجد بحسب الباريس على الموقع الرسمي للحكومة الإسبانيا، وهو ما يجعله جاهل بالعلاقات المغربية الإسبانية، مما يجعل فيخو أيضا بحسب ألباريس لا يصلح لرئاسة إسبانيا، لأنه لا يعلم بأن المغرب له أولوية في العلاقات الخارجية لمدريد، وهذه الحقيقة يلعمها جميع الرؤساء الإسبان السابقون وفق تصريحات ألباريس. وتحدى خوسي مانويل ألباريس، زعيم الحزب الشعبي، بإجراء مناظرة مباشرة وجها لوجه بينه وبين رئيس الحكومة الإسبانية الحالي، بيدرو سانشيز، لمناقشة العلاقات الإسبانية المغربية، والعلاقات الدولية، في تلميح من ألباريس بأن فييخو لا يستطيع مناقشة العلاقات الخارجية لإسبانيا لكونه لا يمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال. وخلال حديثه عن المكاسب التي تحققت في علاقات إسبانيا مع المغرب، أكد ألباريس أن "العلاقة بين إسبانيا والمغرب تظهر حاليًا جوانب مفيدة للغاية لكلا البلدين"، مشيرا إلى أن من بين هذه الجوانب "انخفاض الهجرة غير النظامية" نتيجة التعاون بين البلدين، بينما يضيف ألباريس في سيناريوهات أخرى "نرى دراما مثل تلك التي حدثت قبل أيام قليلة قبالة سواحل اليونان، وأودت بحياة المئات" ، أو "الزيادة 305٪ في الهجرة غير النظامية عبر السواحل الإيطالية". وأشار الوزير الإسباني أيضا إلى أن تعاون المغرب "أساسي" في محاربة الإرهاب. أما على مستوى المجال الاقتصادي، فقد سلط ألباريس الضوء على تطور التجارة بين البلدين، موضحا أن الصادرات من الشركات الإسبانية إلى المغرب وصلت إلى رقم قياسي "12 ألف مليون أورو سنويا".