سلط برنامج "نخرجو ليها ديريكت"، الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز الرماني، ويذاع مباشرة على إذاعة "برلمان راديو" ويبث على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، ضمن حلقة اليوم السبت، الضوء على فضيحة الرشاوى والوساطات الكبرى، التي تورط فيها محامون وقضاة بمحاكم الدارالبيضاء. ومن أجل مناقشة هذا الموضوع، الذي أثار ردود أفعال قوية واستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، استضاف البرنامج بشكل حضوري المحامي بهيئة الرباط عبد الفتاح زهراش، والمحامية بهيئة الدارالبيضاء، كريمة سلامة، وعن بعد الصحافي والباحث الإعلامي محمد حمروش. حمروش، أكد ضمن اتصال هاتفي مع البرنامج، أن موضوع استشراء الفساد لا يقل أهمية عن الأولويات الأخرى، على رأسها القضية الوطنية، معتبرا أن الاعتقالات الأخيرة التي طالت عددا من المسؤولين سواء على مستوى الجماعات، أو داخل منظومة القضاء ليست سوى " فيض من غيض". وقال الصحافي المغربي، إنه "يكفي الرجوع إلى تقارير المجلس الأعلى للحسابات لنتأكد أن مختلف القطاعات لا تخلو من هذه الآفة الخطيرة"، مضيفا: "انتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل مهول، تسائل آليات المراقبة، ودور النيابة العامة قصد التصدي لهذا الوباء، لكون القانون يخول لها إمكانية تحريك الدعوى العمومية بناء على شبهة، ودور الفاعلين السياسيين". وإلى جانب ذلك، أورد المتحدث ل "نخرجو ليها ديريكت"، أن قضية الفساد "تسائل منظومة التربية الوطنية، في ظل أزمة القيم التي يعيشها المجتمع، مشيرا في سياق ثان، إلى أن ظاهرة "صحافة الابتزاز" ليست بالجديدة، لكنها استفحلت خلال العقد الأخير بشكل كبير، مما جعلنا أمام جنس صحفي جديد مختص في التشهير والابتزاز، بحسب تعبير حمروش. علاقة بهذا الموضوع، أفاد المحامي بهيئة الرباط عبد الفتاح زهراش، أن قضية السمسرة داخل منظومة القضاء، موجودة منذ سنوات، فيما تدعو توصيات مؤسسات رسمية إلى محاربتها، منبها إلى ضرورة تحديد المسؤوليات والبث في قضايا دون تأخر. وقال زهارش، إن المؤسسات المهنية، من بينها تلك المتعلقة بمهنة "المحاماة" أو "الصحافة" أو السلطة القضائية، مطالبة بالقيام بعملها من خلال المراقبة والتأديب لمحاربة الفساد. وسلط زهراش، الضوء على التأثير السلبي لانتشار الفساد في منظومة القضاء على تعزيز الاستثمار، بالنظر إلى دور القضاء في تحقيق التنمية وتشجيع الاستثمار، انطلاقا من توصيات النموذج التنموي الجديد. كريمة سلامة، المحامية بهيئة الدارالبيضاء، أوضحت بشأن هذا الموضوع، أن ظاهرة الرشاوى والوساطات الكبرى داخل المحاكم بمثابة "جرائم منظمة"، مؤكدة على أهمية تفعيل المقتضيات القانونية في هذه الملفات. وبحسب المتحدثة، فإن جميع القطاعات المغربية مسؤولة عن مجابهة هذه الظواهر، مؤكدة أن "علل ترسبت إلى الصحافة باعتبارها السلطة الرابعة"، على غرار مجموعة من المؤسسات الأخرى. ولم يفوت البرنامج، ضمن حلقة اليوم السبت، تقديم فقرة الكاريكاتير أنفلوس، حيث تم عرض عدد من الرسومات المعبرة عن استشراء الفساد داخل منظومة العدالة بالمغرب، علاقة بالقضايا المعروضة على المحاكم، وقضايا أخرى التي تثير ردود أفعال قوية، وتحظى باهتمام الرأي العام الوطني. وبالموازاة مع ذلك، عرض البرنامج أيضا مقطع من البرنامج الشهير "ديرها غا زوينة" المقدم من قبل الزميلة بدرية عطا الله، والذي يبث على موقع "برلمان.كوم"، وإذاعة "برلمان راديو"، بحيث تطرقت فيه إلى فضيحة الرشاوى والوساطات داخل محاكم المملكة بمدينة الدارالبيضاء. ويمكن متابعة حلقة اليوم السبت من برنامج "نخرجو ليها ديريكت" كاملة، على القناة الخاصة بإذاعة "برلمان راديو"، عبر الرابط التالي: